أفتى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي بأن المشاركة في الانتخابات القادمة في تونس ومصر فريضة شرعية على كل فرد، وضرورة مدنية, مشدداً على أهمية إنجاح العملية الانتخابية، والوقوف ضد كل من يحاول العبث بها.
ودعا التونسيين والمصريين إلى المشاركة القوية والفاعلة في الانتخابات المقبلة وضمان نجاحها، مبيناً أن أصواتهم أمانة يجب أن تُعطى لأهلها.
وحملت الفتوى توقيع د. يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد, ود. علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد، معتبرة أن اختيار المرشح الأصلح من أفضل أنواع الجهاد والدعوة إلى الله تعالى، ومن أهم الأسباب للاستقرار والأمن وتحقيق حضارة الأمة .
وأكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في فتواه أن الانتخاب واجبا شرعيا عينيا على كل قادر عليه، مطلوب منه، ولو تكاسل عن هذا لاختار الناس غيره ممن لا يصلح و ليس بأهل، وكان عبئا ثقيلا على الأمة.
وأوضح أن الانتخاب يعطيك فرصة لتنتخب أقرب الناس إلى تحقيق ما يريدون من خير ومصلحة، وبهذا يصبح الانتخاب (شهادةً) وهي إما (شهادة حق) إذا أُعطيت للقوي الأمين القادر على أداء الواجب، وإما (شهادة زور) وهي من أكبر الكبائر .
وقال صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى، فعد صلى الله عليه وسلم بعضا منها، ثم قال: ألا وشهادة الزور، ألا وقول الزور، وما زال يكررها حتى قال الصحابة: ليته سكت ، إشفاقا عليه.
وأشار إلى أن الانتخابات تعتبر شكلا مقبولا بل من أكثر الأشكال عدلا وتوفيرا لشروط البيعة والرضى، فهي اختيار غالبية الأمة وتوافقها على رجل واحد، أو حزب أو مجموعة، لتدير شأنها لمدة محددة يتم الاتفاق عليها من خلال مؤسسات تكون هي نفسها قد تم اختيارها اختيارا حرا من قِبل الغالبية من المجتمع.
واعتبر الاتحاد في فتواه أن الانتخابات في ظل الظروف الحالية بتونس ومصر، واجبة وجوبا عينيا على كل مسلم غيور على دينه وهوية بلاده وشعبه، لا وجوبا كفائيا كما يخيل للبعض لما يمكن أن يترتب على عدم مشاركة الملتزمين الآن في تونس ومصر وغيرهما من مخاطر كبيرة على مستقبل هوية هذين البلدين، وخصوصا في تونس، لما عاشته على امتداد أكثر من نصف قرن من محاربة صريحة للإسلام واللغة العربية، من قبل النخبة التي كانت تحكم.
وعليه فالمسألة بالنسبة للمسلم الملتزم والذي يعنيه شأن الإسلام وهوية البلاد العربية الإسلامية، سيكون مذنبا إذا تقاعس ولم يقم بواجبه الانتخابي، مما سيمكّن المعادين للإسلام وهوية البلاد، من الحكم ، فليكن الإقبال على لجان الاقتراع المسمار الأخير في نعش التغريب ومحاربة الإسلام والثقافة العربية الإسلامية .
وبينت الفتوى أن الإدلاء بالصوت شهادة، والشهادة يحرم كتمانها، ويجب أداؤها مادام يترتب على كتمانها ظلم، أو منع حق، أو أي مفسدة، كما قال تعالى: {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} (سورة البقرة 283) .
وشدد الاتحاد على الأهمية القصوى للعملية الانتخابية، داعيا كل الأطراف وكافة المواطنين، على الحرص الشديد على إنجاحها، والوقوف ضد كل من يحاول العبث بها، أو طرح قضايا جانبية للتشويش عليها ودعا القائمين على أمر مصر وتونس بأن يتخذوا من التدابير والإجراءات ما من شأنه أن يؤمن السير العادي الهادئ لهذه الانتخابات.
المزيد من الموضوعات
قناة الحكمة: مفتى الجمهورية له من الأخطاء والزلات مايخرجه "من الملة" مفتى عام المملكة: الحج بلا تصريح "حرام" الشيخ محمد حسان: لن نرضى بتخوين "الجيش" الأمريكي مارتن بيور مدرب الهلال السعودي "يشهر إسلامه"