حذر الشيخ محمد حسان الأحزاب الإسلامية من الانشغال بالسياسة والتفرق والأطروحات الحزبية الضيقة التي تدعو إلى التعصب عن الدعوة إلى الله والعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أنه لا فلاح للإسلاميين وغيرهم من التيارات الأخرى إلا بالتجرد لله تعالى ونسيان الرؤى الشخصية التي تدعو إلى الخلاف وتخوين كل منا للآخر.
وطالب حسان الأحزاب الإسلامية خلال كلمته في المؤتمر الحاشد الذي عقده حزب النور بحي الطالبية بمحافظ الجيزة مساء أمس الثلاثاء، بتقديم سياسية شرعية جديدة تفتح آفاق العالم الخارجي على معاني الإسلام الحقيقية وتظر لهم حقيقة هذا الدين الذي اتهموه بالتطرف والغلو بهتانا وزورا، مؤكدا على ضرورة التمسك بمبادئ القرآن الكريم والسنة المطهرة وعدم تمييع الأصول أو زعزة المنهج الإسلامي الذي يدين به المسلمون لربهم.
وقال إنه لا مناص من التخلص من التعصب الحزبي الذي حذر منه الله تعالى في قرآنه بقوله تعالى"إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ" إلا بالتمسك بالسياسة الشرعية المنضبطة بحدود الله وسنة رسوله، مؤكدا أنه يجب ألا يشغلنا العمل السياسي عن تعبيد العباد لله جل وعلا، معربا عن خشيته من سيطرة السياسة على عقول المسلمين وإلهائهم عن عبادة الله، لافتا إلى أن التوحيد لا ينتقل منه إلى غيره ولكن ينتقل به إلى غيره، مشددا على أنه لا نصرة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلا بنصر دين الله.
ودعا الشيخ حسان إلى ضرورة تصحيح أخلاق المسلمين من البلطجة وسفك الدماء والتطرف والغلو، مشددا على أن إصلاح الدساتير والقوانين لن يتأتى إلا بإصلاح الأخلاق وتطهير القلوب وترك الشهوات والنزوات والحقد والغل والخيانة وشهادة الزور وترويج الشائعات، مبديا أسفه لتبديل حال المصريين والمسلمين خاصة خلال التسعة أشهر السابقين بعد ثورة 25 يناير التي وصفها بالمجيدة من سوء إلى أسوأ ومن ظلم واستبداد إلى فٌجر وانحلال، مطالبا بتحري الصدق مع النفس وضرورة الاعتراف بعيوبنا وأخطائنا حتى نستطيع إصلاح مصائبنا.
وأكد حسان أنه لا نهضة حقيقية لهذه الأمة إلا بعد أن يكون كلمتها من رأسها ولقمتها من فأسها، مبديا دهشته من أن يصبح الناس كلهم ساسة ومتكلمين حتى تركوا أعهمالهم وانتبهوا لما ضيعوا به مقدراتهم حتى تكلم في أمور العامة من لا يعرف مشاكلهم ولا همومهم ولا يحسون بأوجاعهم، منبها على أن العمل هو الذي يوجه السياسة وأنه إذا كانت البلاد بل عمل ولا إنتاج ولا أمن فما فائدة السياسة وما هو الشيء الذي سيسوسونه بعد أن تتوقف البلاد عن العمل والإنتاج وتظل في هذه الفوضى التي يعيشها المواطنون في الظروف الراهنة.
وانتقد حسان سلوك "نخبة الفضائيات" الذين يجلسون على كل الموائد للفظ خبثهم الذي لم يأخذ منه المسلمون إلا التشتت والتفرق، مطالبا المصريين بعودة بالعمل والجدية وعودة عجلة الإنتاج ووقف التظاهرات والمطالب الفئوية التي أصابت البلاد بالشلل في كافة مجالاته الحيوية من مصانع ومصالح حكومية وهيئات حتى كاد الاقتصاد أن ينهار، مؤكدا أن النخبة تكلمت في الشهور الماضية بما يكفي لألف عادم قادم الكلام حتى شنفوا أذان المواطنين بما غسلوا به أمخاخهم ونظفوا به جيوبهم، متسائلا: "أين عملكم يا من صدعتم رءوسنا بترهاتكم ليل نهار وماذا قدمتم للبلاد؟".
وحذر حسان من المؤاتمرات الخارجية التي لا تريد للأمة أن تنهض من كبوتها بعد أن سيطر عليها النظام الفاسد لمدة ثلاثين عاما، حتى تنحت مصر عن ريادتها للأمة العربية والإسلامية وتخلت عن واجبها الديني والقومي الذي شرفها به الله سبحانه وتعالى، محذرا من الانسياق وراء مؤامرات الصهاينة والأمريكان التي تدعو إلى إشعال فتيل الفتنة الطائفية في البلاد لحرق الأخضر واليابس.
وأكد أن المسلمين والأقباط يعيشون على أرض واحدة حقوقهم واحدة وواجباتهم تجاه هذا الوطن واحدة، مؤكدا أن مصر وطن المصريين وملك للمسلم والمسيحي دون تفرقة فرفعتها رفعة للمسلمين والأقباط وانهيارها انهيار للاثنين أيضا، مطالبا بالتصدي لدعاة الفتنة والتحريض من نخبة الفضائيات والمتطرفين الذين انتفخت جيوبهم بأموال الغرب فاستوردوا أفكارهم حتى ساروا على نهجهم مرددا قوله تعالى: "وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"، رافضا أن يتم تخوين القوات المسلحة وأعضاء المجلس العسكري الذي تحمل الأمانة في هذه الظروف الصعبة.
واختتم حسان حديثه بأن الفتنة الحاصلة في البلاد لن تحل بالنفاق وتبويس اللحى بين المشايخ والقساوسة، ولكنها ستحل بالعدل وتطبيق القانون على الكل بحسم واستعادة هيبة الدولة، مؤكدا أن الإسلام لا يرضى بالظلم للمسلم أو المسيحي وقد أكد الله على ذلك كثيرا في كتابه، لافتا إلى اننا لن نخجل من ديننا وقرآننا وإسلامنا الذي اتهموه بالتطرف والتهم المعلبة، رافضا أن يتم الرضوخ لمطالب أي فئة من المواطنين سواء المسلمين أو المسيحيين تحت ضغط التظاهر أو التخريب لتحقيق مطالب ظالمة أو فئوية بأي وسيلة كانت، ولكن يجب مساعدة الدولة في استعادة هيبتها وتطبيق العدل على الكل، مؤكدا أن الذين يريدون تخوين الجيش يريدون كسر هيبته كما كسرت هيبة الشرطة لكي يعم الفساد وهذا لن يكون طالما كان هناك مواطنون شرفاء، بحد قوله.
المزيد من الموضوعات
الأمريكي مارتن بيور مدرب الهلال السعودي "يشهر إسلامه"