24akhbar
| | فأخذتني العزة بالآثم | |
شاب يقول: كنت غافلا عن الله...بعيدا غارقا في لجج المعاصي و الآثام...فلما أراد الله لي الهداية قدر لي حادثا أعادني إلى رشدي و ردني إلى الصواب.. ففي يوم من الأيام و بعد أن قضينا أياما جميلة في نزهة عائلية...انطلقت بسيارتي عبر الطريق السريع و معي أخواتي الثلاث..و بدل أن أدعو بدعاء السفر المأثور , استفزني الشيطان بصوته و اجلب علي بخيله و رجله و زين لي سماع الأغاني لأظل سادرا غافلا عن الله..و لم اكن حينذاك احرص على سماع إذاعة القران الكريم أو الأشرطة الإسلامية النافعة للمشايخ و العلماء لأن الحق و الباطل لا يجتمعان في وقت واحد أبدا.. إحدى أخواتي كانت صالحة مؤمنة ذاكرة لله حافظة لحدوده..طلبت مني أن اسكت الأغاني و استمع إلى صوت الحق و لكن...إني لم استجب لذلك و قد استحوذ علي الشيطان و ملك علي جوارحي و فؤادي.. فأخذتني العزة بالآثم فرفضت طلبها و قد شاركني في ذلك أختاي الاخريتان..و كررت أختي المؤمنة طلبها, فازددت عنادا و إصرارا, و أخذنا نسخر منها و نحتقرها...بل إني قلت لها ساخرا : إن أعجبك الحال و إلا أنزلتك على قارعة الطريق!! فصمتت أختي على مضض و قد كرهت هذا العمل بقلبها و أدت ما عليها و الله سبحانه و تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها.. و فجأة حصل ما لم يكن في الحسبان و بقدر من الله سبق, انفجرت إحدى عجلات السيارة و نحن نسير بسرعة شديدة فانحرفت السيارة عن الطريق و هوت في منحدر جانبي فاصبح أسفلها أعلاها بعد أن انقلبت عدة مرات..و أصبحنا في حال لا يعلمها إلا الله العظيم.. فاجتمع الناس حول سيارتنا المنكوبة و قام أهل الخير بإخراجنا من بين الحطام و الزجاج المتناثر...و لكن ما الذي حدث؟..لقد خرجنا جميعا سالمين,إلا من بعض الإصابات الخفيفة ما عدا أختي المؤمنة الصابرة المحتسبة الطيبة فقد توفيت..نعم لقد ماتت أختي الحبيبة التي كنا نستهزئ بها و اختارها الله إلى جواره, و إني لأرجو أن تكون في عداد الشهداء الأبرار و اسأل الله أن يرفع منزلتها و يعلي درجتها في جنات النعيم. أما أنا فقد بكيت على نفسي قبل أن ابكي على أختي... و انكشف عني الغطاء فأبصرت حقيقة نفسي, و ما كنت فيه من الغرور و الغفلة و الضياع.. و علمت أن الله جل و علا قد أراد بي خيرا و كتب لي عمرا جديدا لأبدأ حياة جديدة ملؤها الإيمان بالله و العمل الصالح. و كلما تذكرت أختي اذرف دموع الحزن و الندم..و أتساءل في نفسي :هل سيغفر الله لي؟ فأجد الجواب في كتاب الله عز و جل في قوله تعالى :"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم " .
| |
|