الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة "بإيران" على الرؤساء إدراك أن العزة والذلة بيد الله
أكد الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان أن عظمة الله سبحانه وتعالى تحيط بالعالم كله، وأن جميع الكائنات التي خلقها الله تبارك وتعالى في العالم تدرك هذه العظمة، فعند ما خلق الله تعالى السماوات والأرض أمرهما قائلاً: "اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ".
وقال الشيخ عبد الحميد في خطبة له: "جميع هذه الأجرام السماوية العظيمة التي نراها وإن كانت كبيرة في أعيننا لكنها حقيرة وصغيرة أمام قدرة الرب وعظمته، والأجرام العظيمة التي نشاهدها في هذا العالم حقيرة أمام قدرة الرب وعظمته وهي تدرك عظمة الله وتمتثل أوامره".
وأضاف: "جميع الكائنات التي خلقها الله تبارك وتعالى في العالم مشتغلات بتسبيح الرب وذكر الله سبحانه وتعالى، وقد تحدث القرآن الكريم عن تسبيح هذه الذرات والكائنات الموجودة في الكون، فالشمس وهذه الكرة الأرضية التي تدور حولها كل منهما تتمثل أمر ربها تبارك وتعالى، وهي كما قال القرآن الكريم تؤدي صلاتها وهي صلاة تليق بحال هذه الكائنات".
وتابع إمام أهل السنة في إيران: "جميع أمور هذه الكائنات العظيمة والصغيرة بيد الله، وإنه تعالى مالكها وخالقها، وهو متصرف في جميع أمورها وهو يفعل بها ما يشاء، والإرادة الوحيدة التي تجري فيها هي إرادته، وحكمه نافذ في نظام هذا الكون، وإننا نحسب ونتخيل أننا أصحاب الأمر والنهي ولكن الحقيقة ما قاله القرآن الكريم: "وماتشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين"، لذلك أمرنا أن نعلق مشيئتنا بمشيئة الرب تبارك وتعالى، ونقول إن شاء الله في كل أمر نريد فعله؛ فكل ما أراد الرب تبارك وتعالى فهو يكون، ولا يقدر أحد من الأنبياء والملائكة والأولياء فعل شيء إلا بإذن الله تعالى".
واستطرد قائلاً: "على جميع أصحاب القدرة والرئاسة أن يدركوا جيدا بأن الأمور تجري بقدرة الله وقوته، فالعزة والذلة بيد الله. لأن الله تعالى هو الذي يرفع أقواما ويذل آخرين، وهو الذي يحيي ويميت، ويرزق عبادا ويحرم آخرين، وينزل الغيث ويأتي بالقحط، ويجعل الغني فقيرا والفقيرغنيا والحاكم محكوما، وإن حياتنا ومماتنا بيد الله تبارك وتعالى، وهذه النعم التي نتمتع بها هي من كرم الرب سبحانه وتعالى".
وتابع الشيخ عبد الحميد: "إن هذا الرب العظيم القوي يستحق بأن نتوكل عليه ونعتمد على قدرته ونثق به، وبأن كل عمل بيده، ونقوم بالتضرع والابتهال إليه؛ فهو مالك السماوات والأرض، ولما أنه صاحب الأمر وهو المتصرف في الكون، خلق السموات والأرض ليرى من يتوكل عليه ويؤمن به ويثق به ويتضرع إليه ومن يؤمن بالماديات وينسى الخالق ويتمسك بالأسباب ويغفل خالقها".