استبعد الدكتور يحيى الجمل، النائب السابق لرئيس الوزراء، أن يكون المشير حسين طنطاوى أو قادة المجلس العسكرى راغبين فى البقاء بالسلطة، حسب معرفته الشخصية بهم، وإن أردف قائلا: "جايز يكونوا اتغيروا".
وأوضح الدكتور الجمل للإعلامى طارق الشامى ضمن برنامج حوار القاهرة، الذى أذيع أمس السبت على قناة الحرة، أن رئيس الجمهورية المقبل سيكون "أغلب" خلق الله، لأنه سيدخل فى "نار جهنم" من أول يوم، ومن المستحيل أن يكمل عامين، لأن التجربة كلها ستستغرق من 2 إلى 3 أعوام، ثم ندخل مرحلة جديدة، لكننا لن نعود إلى الوراء، وإنما سنمر بتجارب ستحتاج من 10 إلى 12 عاماً حتى نصل إلى الاستقرار الحقيقى وإلى بناء دولة ديمقراطية.
وتوقع نائب رئيس الوزراء فى حكومتى أحمد شفيق وعصام شرف السابقتين، ألا يحصل التيار الدينى فى الانتخابات البرلمانية على أكثر من 30%، وأن النسبة الباقية ستكون موزعة على باقى التيارات السياسية الأخرى، مشيراً إلى أن التيارات الإسلامية سوف تقوم بترشيح أعضائها من خلال الأحزاب بنظام القائمة وعبر النظام الفردى، بما سماه بترشيح "تحت التربيزة"، مؤكداً أن البرلمان القادم لن يكون برلماناً متجانساً، كما أرجع اختصار النسبة الإجمالية لمقاعد الإسلاميين فى البرلمان على غير ما يتوقع البعض، بأنّ الشعب المصرى شعب وسطى يرفض التطرف بطبعه، وبالتالى سوف تذهب أغلب الأصوات لكل التيارات.
وعن انتهاء فترة العسل بين المجلس العسكرى وحزب الحرية والعدالة، قال: إن انتقاد بعضهما البعض لا يدل على أن القادم سيئ، لأن العقلاء فى "العسكرى" و"الحرية" سوف يجتازون هذه المرحلة بسلام، وسوف يختارون الإصلاح للبلاد.
ودعا الجمل إلى مليونية لبناء مصر بدلاً من الدعوة لمليونيات سماها مليونيات "الموضة والإثارة"، موضحاً أن شباب الثورة الحقيقى ربما يكون قد انزوى قليلاً أمام ظهور تحالفات عديدة تتحدث باسم الثورة، فكل يدعى وصلاً بـ"ليلى"، وليلى لا تقر لهم وصالاً، فبعض هؤلاء الشباب يتحدثون وقد ركبهم الغرور، والغرور يقتل.
ورداً على سؤال حول الأوامر بقتل المتظاهرين خلال الثورة، قال: إن الرئيس السابق مبارك أصدر أوامره يقيناً لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى بقمع المتظاهرين، فما كان للوزير أن يفعل ما فعل إلا بقرار من رئيس الجمهورية، أما الجيش فربما أبلغ عمر سليمان مبارك بأن الجيش لن يضرب المتظاهرين، وأن على مبارك أن يتصرف وفقاً لذلك، وحين أدرك مبارك ذلك انتهى الموضوع وتنحى، لأنه لا أمل له فى البقاء، وهذا نوع من الإجبار.
ووصف الجمل حالة الشك التى يعيشها المصريون مثل تشكك القوى السياسية فى المجلس العسكرى والأحزاب تتهم بعضها البعض بقوله: "ما اجتمع مصريان إلا وكان الشك والقلق ثالثهما".
وحول التوترات الطائفية والتى كان آخرها ما جرى فى إدفو بأسوان، عبر الدكتور الجمل عن قلقه على البلد، قائلاً إن مصدر حزنى هو ما يجرى مع الأقباط، لأن هذا لا صلة له بالدين والإسلام من هذه التصرفات براء، فالحب هو جوهر الإسلام والمسيحية وما يحدث عبارة عن تخلف حضارى وعقلى وضيق أفق، مشيراً إلى أن الحل يكمن فى أن تسود ثقافة الحوار، وهناك حاجة إلى تعليم وتربية وإعلام يعى مسئوليته بموضوعية بعيداً عن الخوف، لأن الإعلام فى أغلبه مهمته الإثارة الآن، ونحن نحتاج لإعلام عقلانى تنويرى ينقل الحقائق.
وأشار الدكتور يحيى الجمل إلى ضرورة الاقتداء بتركيا، وهى دولة إسلامية، فالتفكير فريضة إسلامية، والعلمانية التى تسير بها ليست كفراً، وكلام أردوغان فى القاهرة عن العلمانية لا يخالف الإسلام، ودعا الجمل الأقباط ألا يسمحوا لأحد أن يوهمهم بأن مصر ليست بلدهم، فعلى الجميع كل الحقوق وعليهم كل الواجبات، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو بلا دين طالما أنهم مصريين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المزيد من الموضوعات
حلف "ثوار مصر" يؤكد على إستمراره فى التظاهر لتتحقق مطالب الثورة حزب الوسط يرفض الحوار مع "عنان" ويقول.. مستمرون فى التظاهر إضراب الأساتذة فى 6 من الجامعات للمطالبة برحيل القيادات الجامعية شركة إسرائيلية تنتج مناديل "تواليت" عليها "لفظ الجلالة" ياسر وجدى غنيم: والدى ليس فى البحرين حتى يتم ترحيله منها