لا أعلم حتى كتابة هذا المقال ما ستنتهي عليه حشود التحرير في مظاهرات(استرداد الثورة) والتي تطالب بالأساس بإلغاء الطواريء و تطبيق قانون الغدر لمنع كوادر أو أعضاء الحزب الوطني السابق والمنحل من ممارسة العمل السياسي إلى غير ذلك من مطالب أخرى بعضها خاص بجدول زمني لنقل السلطة .أما الذي يعنيني في هذا المقال فهي مسألة الانتخابات المتنظرة وتطبيق قانون الغدر لمنع أعضاء المنحل من خوضها.وهل هذا كافي لتقديم وإنتاج حياة سياسية قادمة خالية من العيوب الخلقية السياسية؟أم أن القضية أكبر من مجرد قانون الغدر و جدل الفردي والقائمة النسبية؟
و عاج الشقي على رسم يسائله...وعجت أسأل عن خمارة البلدِ.و ذهب الجمع ممن احتشد في ميدان التحرير وممن اكتفى بمشاهدته في التلفزيون يتجادلون ويتناقشون ويبعثرون الأوراق المبعثرة عن الانتخابات المقبلة وعن القائمة والفردي.مع أن القائمة تستلزم أحزابا قائمة وليس أحزابا على ورق وتتشابه جميعها في البرامج والشعارات التى لخصتها الثورة ويكاد ألا يكون فرق بين كثير من الأحزاب التى لا طعم لها ولا لون لكن لها رائحة وصوت لا يحرك ساكنا ولا يشغل ماكينة مصنع توشك أن تتوقف.
هل الانتخابات في موعدها أم أن المقاطعة المحتملة ترجيء موعدها لأجل غير معلوم؟وهل يحوذ الإخوان على ما اكتفى به إعلانهم من نصف أم تجور بقية الشعب الإيلامية على مقاعد البرلمان؟وهل سيمثل الشباب الذي خرج عاري الصدر خلال ثمانية عشر يوما بالميادين أم سيكتفون بالتمثيل المشرف؟ أما سؤالي الشخصي هو ما الذي يمنع رجال الحزب الوطني المنحل من الجلوس ثانية على كراسي المجلس الموقر؟ لا شيء .! وحتى الآن لم يصدر قانون أو قرار بمنع الفاسدين سياسيا في النظام السابق من الترشح ومن ممارسة حقوقهم السياسية كاملة,و المجلس القادم إن قدم في موعده قبل نهاية العام فلن يحظى بوجوه جديدة تماما, وحتى لو صدر قانون الغدر وتم تطبيقه ,فهل سيتم تطبيقه على أعضاء البرلمان السابقين أم سيطال مليونين هم عدد الأعضاء الذين حملوا كارنيهات الحزب الوطني –حسب تصريح أحمد عز في أحد الحوارات- وحتى لو تم تطبيقه على الجميع فما يدريك أن ابن خالة أو ابن عم أو حتى شقيق الممنوع غدرا من المشاركة لن يتم الدفع به في الانتخابات,ولا يملك أيٌ منا منعه.بل الأدهى أن الأحزاب الورقية الموجود منها قبل الثورة أو المستحدث بعدها كلها تتسابق على ضم أعضاء ,وما أحلاهم أعضاء الوطني المنحل الذين يمتلكون مالا وعصبية,وسلم لي على الثورة,وزغردي يا من تنتظرين زجاجة زيت التموين.
ورأي الشخصي المتواضع ,أن كل الأبواب مفتوحة للفلول أو الأعضاء السابقين بالحزب المنحل للدخول تحت القبتين بما يمتلكون من مال وعصبية,وأن كل التشريعات الممكنة لن تقدم أو تؤخر كثيرا,فبدلا من (زيد)سيأتي (عبيد) والحل الوحيد هو إعداد العدة بالنظر إلى المستقبل لا الوقوف في ميدان التحرير,ومعرفة مفاتيح أصوات الناخبين,لا الاكتفاء بالنفخ والدق على مسامعهم ليلا و نهارا في برامج التوك شو التي تضر أصحابها وضيوفها أكثر مما تمنحهم من شهرة زائفة.
mmowafi@gmail.com ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقالات محمد موافى
علق يعلق فهو شماعة حماس والالتباس