24akhbar
| | الموت والعمل لما بعده | |
الموت والعمل لما بعده الموت والعمل لما بعده
الحمدُ للهِ ثمَّ الحمدُ للهِ الحمدُ للهِ وسلامٌ على عِبادِهِ الذينَ اصطَفَى الحمدُ للهِ الواحِدِ الأحَدِ الفردِ الصَّمَدِ الذي لم يلدْ ولم يُولّدْ ولم يكُن لَهُ كُفُواً أحد. أحمَدُهُ تعالى وأستَهْديهِ وأسترشِدُهُ وأتوبُ إليهِ وأسْتِغفِرُهُ وأعوذُ باللهِ من شُرورِ أنفُسِنَا وسيّئاتِ أعمالِنَا من يهْدِهِ اللهُ فهوَ المُهتد ومن يُضْلِلْ فلنْ تجدَ لَهُ ولياً مُرشِداً.
والصّلاةُ والسّلامُ على سيّدِ الأنبياءِ وخاتَمِ المرسلينَ من بَعَثَهُ ربُّهُ رحمةً للعالمينَ الصّلاةُ والسّلامُ عليكَ يا سيدي يا رسولَ اللهِ يا من نَطَقَ الأنبياءُ بالبشائِرِ بِبِعثتِكَ، الصّلاةُ والسّلامُ عليكَ يا سيّدي يا رسولَ اللهِ يا من بَشَّرَتْ ببِعْثَتِكَ الكُتُبُ السَّماويَّةُ كلُّها وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ أرسَلَ رسولَهُ بالهُدى ودينِ الحقِ ليُظهِرَهُ على الدّينِ كُلّهِ وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمداً عبدُهُ ورسولُهُ وصفيُّهُ وخليلُهُ بَعَثَهُ اللهُ رحمةً مُهداةً للعالمينَ.
أما بعدُ أيها الاحبَةُ المؤمنونَ أُوصي نفسي وإيّاكُم بتقوى اللهِ العظيمِ. يقولُ اللهُ تعالى في القرآنِ الكريمِ: {كلُّ نفسٍ ذائِقَةُ الموتِ وإنّما تُوفَّوْنَ أُجورَكُمْ يومَ القيامَةِ فمن زُحزِحَ عن النارِ وأُدخِلَ الجنةَ فقد فازَ وما الحياةُ الدُّنيا إلا مَتَاعُ الغُرُور} ما أحلى الحياة على التّقوى والإيمانِ وما أمرَّها مع الكفرِ والهلاكِ والخسرانِ. ما أحلى الحياة على التقوى والاعتزازِ بالإسلامِ وما أمرَّها مع الكفرِ والذُّلِ والهَوَانِ.
كَتَبَ اللهُ الموتَ على كُلّ نفسٍ منفوسَةٍ، كَتَبَ اللهُ الموتَ على كُلِ نفسٍ مخلوقةٍ، كَتَبَ اللهُ الموتَ على كُلّ مِنّا فالقبرُ بابٌ وكلٌ منّا داخِلُهُ. القبرُ بابٌ وقد حُمِلَ إليهِ أسلافُنَا وسيأتي يومٌ نكونُ على الأكتافِ مَحْمُولينَ نُساقُ إلى المقابِرِ بلا إرادةٍ منا فهلاّ حضّرتَ نَفسَكَ وهيّأتَهَا لما بعدَ الموتِ. الموتُ يأتي بغتَةً سواء بقذائِفِ ظُلمِ الصّهاينةِ وَرَصاصِ حِقْدِهِمِ التاريخيِ أم على فِراشِ الموتِ صَحيحاً مُعافىً أم كُنْتَ مَطْعوناً بالسيوفِ وغيرِهَا من أسبابِ الموتِ كما يقولُ الشاعِرُ: (تَعَدَّدَتِ الأسبابُ والموتُ واحِدُ).
أيُّها المُسلمونَ أوصيكُمْ بتقوى ربّ العزَّةِ فإنَّ سيدَنَا عَزرائيلَ لا يستأذِنُ من قويٍ ولا صحيحٍ ولا مُعافىً ولا يَتَريَّثُ لِجاهِ وجيهٍ ولا لِغِنى غَنِيٍ وكذلك لا يَسْتَمْهِلُ طفلاً ولا صبيّاً. لا يقتَصِرُ على مريضٍ أو عاجزٍ، فمن مِنّا عَمِلَ لما بعدَ الموتِ؟ هذا الذي يَنْفَعُنَا وكلُّنَا يعلمُ أنه لا مفرَّ من الموتِ وَمَنْ مِنّا بعدُ لم يَرَ مَنْ ماتَ إمّا بالمرضِ أو بغيرِهِ من أسبابِ الموتِ وها نحنُ ذا نُمضي اللّيالي قَلِقِينَ على أهلينا وأولادِنَا وأحبابِنَا من أذى أيدي بني صهيونَ الذينَ لا يَرْأفونَ بِطِفلٍ رضيعٍ ولا عجوزٍ مريضٍ ولا أرمَلَةٍ مسكينةٍ نسألُ اللهَ السلامةَ وننتظِرُ الرحمَةَ منه إنّهُ هُو العزيزُ التّوابُ الغفّارُ فاغفِرْ لَنَا اللّهُم وأَلْهِمْنَا التَّوبةَ من الذُّنُوبِ والمعاصي والآثامِ وأَمِتْنَا على التّقوى أعزّاءَ بالإيمانِ. لياليكَ تَفْنى والذُّنوبُ كثيرةٌ ** وعُمْرُكَ يبلى والزَّمانُ جديدُ
وَتَحْسَبُ أنَّ النَّقصَ فيكَ زِيادةٌ ** وأنتَ على النُّقصانِ حينَ تَزيدُ
هذا حالُ من لم يتزوَّدْ بالتّقوى أمّا الذين تزوَّدُوا بالتّقوى فإنَّهُم حينما يأتيهِمْ مَلَكُ الموتِ تَذْهَبُ عنهُمْ تلكَ الكَرَاهيةُ للموتِ التي كانوا يجِدُونَها في الدُّنيا حينما يُبَشّرُهُم مَلَكُ الموتِ برحمةِ اللهِ ورِضْوانِهِ. فَمِنَ الآنِ لِيُوَطّدْ كُلٌ منّا نَفْسَهُ على الإقبالِ على الطّاعاتِ والتّزوُّدِ بالتّقوى لما بعدَ الموتِ.
وَمَنْ يَكُنْ هَمُّهُ الدُّنيا لِيَجْمَعَهَا ** لا بُدّ يوماً على رغْمٍ يُخَلّيها
لا تَشْبَعُ النَّفْسُ من دُنيا تُجَمّعُهَا ** وبلغةٌ من قِوامِ العيشِ تَكْفِيها
لا دارَ للمرءِ بعدَ الموتِ يَسْكُنُها ** إلا التي كانَ قبلَ الموتِ يَبْنِيها
فإنْ بَنَاهَا بِخيرٍ طابَ مَسْكَنُهُ ** وإنْ بَنَاها بِشَرٍ خابَ بانيها
فاغرِسْ أُصُولَ التُّقى ما عِشْتَ مجتَهِداً ** واعلمْ بِأَنّكَ بعدَ الموتِ تَجْنِيها
فاطْرُقْ بابَ التّوبَةِ قبلَ أنْ يُفاجِئَكَ مَلَكُ الموتِ سيّدُنَا عزرائيلُ واللهُ تعالى يقولُ في القرءانِ الكريمِ: {وإذا جاءَ أَجَلُهُم لا يَسْتقدِمُونَ سَاعَةً ولا يَسْتَأخِرُون} والإمامُ عليٌ كرمَ اللهُ وجهَهُ يقولُ: (اليومَ العَمَلُ ولا حسابَ وغداً الحسابُ ولا عَمَلَ) ألا فَتَزَيَّنُوا ليومِ العرضِ. اقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ الرّحمنِ الرّحيمِ مالِكِ يومِ الدّينِ والصّلاةُ والسّلامُ على محمّدٍ الأمينِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الطّيبينَ الطّاهِرِينَ وأشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ وأشهَدُ أنّ سيّدَنَا مُحَمّداً عبدُهُ ورَسُولُهُ صلى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى كُلّ رسولٍ أرسَلَهُ .
أمّا بعْدُ عِبادَ اللهِ اتّقُوا اللهَ في السّرِ والعَلَنِ. واعْلَمُوا عبادَ اللهِ بأنّ اللهَ أَمَرَكُم بأَمْرٍ عَظيمٍ، أَمَرَكُم بالصّلاةِ والسّلامِ على نبيّهِ الكريمِ فَقَالَ :{إنّ اللهَ وملائِكَتَهُ يُصلّونَ على النّبيِ يا أيُّها الذينَ ءامَنُوا صلّوا عَلَيْهِ وَسلّمُوا تَسْليماً} اللّهُمّ صلّ على محمدٍ وعلى ءالِ محمدٍ كما صلّيْتَ على إبراهيمَ وعلى ءالِ إبراهيمَ إنّكَ حميدُ مجيدُ اللّهُمَّ بارِكْ على محمدٍ وعلى ءالِ محمدٍ كَمَا بَاركْتَ على إبراهيمَ وعلى ءالِ إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ.
اللّهُمّ يا ربّنا إنّا دَعَوْناكَ فاستجِبْ لَنَا دُعاءَنَا فاغفِرِ اللّهُمّ لنا ذُنُوبَنَا وإسْرَافَنَا في أمْرِنَا وَكَفّرْ عنّا سيّئاتِنَا وَتَوَفَّنَا بِرَحمتِكَ مُؤمنينَ يا ربَّ العالمينَ. اللّهُم اغفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا اللّهُم اغفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا اللّهُم نَقّنَا من الذُّنوبِ والخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبيَضُ مِنَ الدّنَسِ يا ربَّ العالمينَ اللّهُمّ عَلّمْنَا ما جَهِلْنَا وذَكّرْنَا ما نَسِينَا واجعَلِ القُرءانَ ربيعَ قُلُوبِنَا ونُوراً لأبْصارِنَا وَجَوَارِحِنَا وَتَوَفَّنَا على هَدْيِهِ وأكْرِمْنَا بِحِفْظِهِ واحْفَظْنَا بِبَرَكَتِهِ وَبَرَكَةِ نَبيّكَ مُحمدٍ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ واغفِرِ اللّهُمَ للمُؤمنينَ والمؤمناتِ الأحْياءِ مِنهُم والأمواتِ إنّكَ سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدّعواتِ عِبادَ اللهِ إنّ اللهَ يأمُرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القُربى ويَنْهى عنِ الفَحْشاءِ والمُنكَرِ والبغْيِ يَعِظُكُمْ لعلّكُم تَذَكّرُونَ أُذكُرُوا اللهَ العظيمَ يَذْكُرْكُمْ واشكُرُوهُ يَزِدْكُمْ واسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ واتّقُوهُ يَجْعَلْ لَكُمْ مِنْ أمْرِكُمْ مَخْرَجاً وَأَقِمِ الصّلاةَ. | |
|