أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ علي الحذيفي في خطبة الجمعة أمس، أن أهم الأمور في طريق إصلاح الأمة هو تحقيق التوحيد لرب العالمين, وإقامة الصلاة كاملة الأركان والواجبات والأفعال والأقوال, والحكم بشرع الله في مجتمعات المسلمين.
وقال فضيلته: "إن ما أفسد أحوال المجتمعات الإسلامية هي القوانين المستوردة, ولقد رأينا كل خير في بلادنا بتحكيم الشريعة الإسلامية أدام الله حكمها وما حمانا الله من عواصف الفتن المدمرة إلا بشريعتنا الغراء السمحاء العادلة الشاملة".
وبين الشيخ الحذيفي أنه في هذا الزمان أصابت أمة الإسلام الفتن والشدائد والبلاء مما ترون وتسمعون , وأن درء الأخطار عن الأمة والسعي في الإصلاح وحقن دمائها مسؤولية ولاة أمور المسلمين وعلمائهم ومفكريهم وعقلائهم ولن يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.
وأوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أنَّ الفتن التي تعرض على القلوب هي فتن الشهوات وفتن الشبهات والبدع والضلالات، والفرق بين القلب الحي والقلب الميت كالحي والميت، وأنَّ الفِرق التي ظهرت في هذه الأمة الإسلامية سمّاها السلف الصالح أهل الأهواء لاتباعهم الأهواء ومجانبتهم هدي رسول الله صلي الله عليه وسلم، وما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم من الاعتقاد الصحيح والتمسك بالعدل والوسطيَّة، وقد وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة: كلها في النار إلاَّ واحدة، قيل من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على ما مثل أنا عليه اليوم وأصحابي".
وأضاف فضيلته يقول: "وأول فرقة ظهرت هي فرقة الخوارج الذين كفّروا الصحابة وقاتلوهم، وخرجوا علي الخليفة الراشد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعمدوا إلى آيات وأحاديث في الكفار فأوّلوها على المسلمين وضلوا في فهم الأدلة وفسروها علي غير وجهها الصحيح، فاستحلوا الدم الحرام والمال الحرام، وكفّروا من شهد الله له بالإيمان فانفتح على الأمة الإسلامية باب من الفتن لا يغلق إلا بقوة السلطان وبأدلة السنة والقرآن، كما فعل الصحابة رضي الله عنهم بهذه الطائفة التي ذمتها أدلة الكتاب والسُّنة، ثم ظهرت بقيت الفرق في الأمة ولكل فرقة وارث إلى ما شاء الله تعالى، فمن أسلم قياده للهوى وساقه الشيطان فلا تسأل عن هلكته، ومن تاب تاب الله عليه ومن اعتصم بالقرآن والسنة فقد هُديَّ إلى صراطٍ مستقيم".
وخاطب فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي، المسلمين، في نهاية خطبته قائلاً: "أيها المسلمون إنَّ كل مسلم ضائق صدره بما يجري من الفتن وسفك الدماء في تلك البلدان التي أُصيبت بهذا البلاء, فننكر سفك دماء المسلمين وهدم مساجدهم واعتقالهم بغير حق, فادعوا الله تبارك وتعالى أن يخرج المسلمين من كرباتهم ومحنهم، وألّا يُسلط عليهم من لا يخاف الله فيهم ولا يرحمهم"