طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الامم المتحدة اليوم الجمعة الاعتراف بدولة فلسطينية لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قال ان السلام لن يتحقق من خلال قرارات الامم المتحدة.
وسلم عباس رسالة للامين العام للامم المتحدة بان جي مون يطالب فيها بعضوية كاملة في الامم المتحدة الامر الذي يتعين ان يبحثه مجلس الامن رغم ان هذا قد يستغرق بعض الوقت.
وقال عباس في كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة حيث قوبل بحفاوة بالغة "لا اعتقد أن أحداً لديه ذرة ضمير ووجدان يمكن أن يرفض حصولنا على عضوية كاملة في الامم المتحدة... بل وعلى دولة مستقلة."
وأضاف "اننا نمد أيادينا الى الحكومة الاسرائيلية والشعب الاسرائيلي من أجل صنع السلام."
وفي محاولة لمنع حدوث صدام في مجلس الامن الدولي حثت المجموعة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط على العودة الى محادثات السلام في غضون اربعة اسابيع وتحقيق "تقدم جوهري" في غضون ستة اشهر والتوصل لاتفاق في غضون عام.
وطلبت المجموعة الرباعية التي تضم الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وروسيا من اسرائيل والفلسطينيين تقديم مقترحات بشأن الاراضي والامن في غضون ثلاثة اشهر.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان "اقتراح المجموعة الرباعية يمثل الاقتناع القاطع للمجتمع الدولي بانه لا يمكن تحقيق سلام عادل ودائم الا من خلال المفاوضات."
ولكن الجداول الزمنية التي اقترحت سابقا للمفاوضات مثل مهلة العام التي حددها الرئيس السابق جورج بوش في 2007 والمهلة التي حددها اوباما قبل عام لم تتحقق.
وأعقب كلمة عباس بعد وقت قصير كلمة نتنياهو التي قال فيها ان المفاوضات المباشرة فقط هي التي يمكن ان تحقق السلام وهو موقف أيده الرئيس الامريكي باراك اوباما في وقت سابق من هذا الاسبوع.
وقال أمام الجمعية العامة التي تضم 193 دولة "أمد يدي الى الشعب الفلسطيني."
وقال "الحقيقة هي أن اسرائيل تريد السلام والحقيقة أنني أريد السلام."
لكنه اضاف "لا يمكننا تحقيق السلام من خلال قرارات الامم المتحدة."
وطالب نتنياهو الفلسطينيين بالاعتراف باسرائيل كدولة يهودية وهو أمر يرفضه الفلسطينيون قائلين انه سيضر بحقوق اللاجئين الفلسطينيين.
ويعكس طلب عباس الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطينية فقدان الثقة بعد 20 عاما من محادثات السلام الفاشلة برعاية الولايات المتحدة والقلق من التوسع الاسرائيلي في النشاط الاستيطاني الذي لا يتوقف على اراض يريدها الفلسطينيون لاقامة دولتهم.
كما يكشف عن تراجع نفوذ واشنطن في المنطقة التي اجتاحتها انتفاضات بعدة دول عربية وتتغير فيها التحالفات مما زاد من عزلة اسرائيل على الرغم من قوتها العسكرية.
وقال عباس ان "شعبنا سيواصل مقاومته الشعبية السلمية للاحتلال الاسرائيلي." وأضاف "هذه السياسة الاستيطانية تهدد أيضا بتقويض وضرب بنيان السلطة الوطنية الفلسطينية بل وانهاء وجودها."
وكانت هذه هي المرة الاولى التي يتحدث فيها عباس بشكل واضح عن امكانية زوال السلطة الفلسطينية مما يسلط الضوء على المأزق الذي تواجهه سلطة تأسست كدولة في قائمة الانتظار لكن منتقديها ينظرون اليها الان باعتبارها ليس اكثر من ادارة بلدية كبيرة تدير الشؤون المدنية للمدن الفلسطينية الرئيسية تحت الاحتلال الاسرائيلي.
ومن شأن حل السلطة الفلسطينية ان يلقي بمسؤولية حكم الضفة الغربية على اسرائيل باعتبارها القوة المحتلة.
وهدد الساسة الاسرائيليون والامريكيون بعقوبات مالية يمكن أن تصيب بالشلل السلطة الفلسطينية التي يعمل لصالحها 150 ألف موظف.
وظل المندوبون الاسرائيليون في القاعة خلال خطاب عباس الذي تخلله التصفيق خاصة عندما اعاد الى الاذهان كلمة سلفه ياسر عرفات امام الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1974 والتي قال فيها "لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي.. لا تسقطوا الغصن الاخضر من يدي."
وفي الضفة الغربية علقت الاعلام وصور عباس وعرفات على المباني في ساحة بمدينة رام الله حيث كان الفلسطينيون يشاهدون بثا حيا لكلمة عباس.
وقال خالد شطايا (42 عاما) وهو يحمل العلم الفلسطيني "هذا أمر كان يتعين ان نفعله منذ وقت طويل..انا فخور جدا."
وقال المستوطن الاسرائيلي مئير بارتلر(25 عاما) "لا يهمنا ما يفعلونه بالامم المتحدة.لدينا الكتاب المقدس الذي يقول ان ارض اسرائيل ملك للشعب اليهودي."
وتفصل هوة من عدم الثقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين الذين يشعر كلاهما ان وجوده في خطر في صراع مرير بشأن الحدود والامن واللاجئين والقدس.
وادت الخلافات بين الفلسطينيين وقيود السياسة الداخلية الامريكية حيث يزداد التأييد لاسرائيل الى زيادة تعقيد جهود تخطي تلك الهوة.
وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم عباس ان اقتراح المجموعة الرباعية سيناقش في رام الله ولكنه اشار الى انه لا يمكن ان تكون هناك حلول وسط بشأن القضايا الاساسية.
واضاف ان "اي مقترح يجب ان يتضمن وقف الاستيطان وحدود عام 67 لضمان نجاحه لكن الاولوية الان بالنسبة لنا الطلب الذي قدمناه لمجلس الامن.
وتضرب الخلافات بجذورها في تاريخ طويل من الروايات المختلفة واراقة الدماء المتكررة.
وقسمت الامم المتحدة فلسطين عام 1947 لكن الدول العربية رفضت هذا التقسيم واعلنت الحرب على دولة اسرائيل الوليدة التي استولت على اراض اكثر مما منحها التقسيم وطردت مئات الالاف من الفلسطينيين الذين تحولوا الى لاجئين.
وبعد عقدين من استيلاء اسرائيل على الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة في حرب عام 1967 اعلنت منظمة التحرير الفلسطينية اعترافها باسرائيل وخفضت سقف مطالبها الى المطالبة باقامة دولة على هذه الاراضي.
وفي عام 1993 رسم اتفاق وقعه عرفات في البيت الابيض مع رئيس الوزراء الاسرائيلي حينها اسحق رابين خطة للحكم الذاتي للفلسطينيين لكن هذا الاتفاق لم ينفذ كاملا ابدا.
وواصلت اسرائيل توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية لكنها فككت مستوطناتها في قطاع غزة الذي تحكمه حاليا حركة حماس الاسلامية التي ترفض الاعتراف باسرائيل.
واندلعت انتفاضتان فلسطينيتان عامي 1987 و2000 لكنهما فشلتا في انهاء الاحتلال وتقريب حلم اقامة الدولة.
ويقر عباس بضرورة المفاوضات لكنه يقول ان اعلان الدولة سيضع مواطنيه على قدم المساواة مع اسرائيل.
واعلن عباس ان فلسطين ولدت من جديد وقال ان شعبه يسير الى موعد مع التاريخ. وقال انه يأمل ألا يطول الانتظار.
وتعتبر اسرائيل المبادرة في الامم المتحدة محاولة لتقويض شرعيتها.
ورفضت حماس خطوة عباس ووصفتها بأنها //تسول// للدولة. وقال اسماعيل هنية الذي يرأس ادارة حماس في غزة ان الدول لا تبنى بقرارات من الامم المتحدة وان الدول هي التي تحرر ارضها وتبني مؤسساتها
المزيد من الموضوعات
نتنياهو: مسعى الفلسطينيين للإنضمام لـ الأمم المتحدة سيفشل