عاشق الصحابه
| | عاقبة الظلم والغصب | |
عاقبة الظلم والغصب
بسم الله الرحمن الرحيم حُكِىَ أنه كان رجل من بنى إسرائيل على ساحل البحر فرأى رجلا وهو ينادى بأعلى صوته ألا من رآني فلا يظلمنَّ أحدا . قال فدنا منه وقال : يا عبد الله ما خبرك ؟ فقال له : اعلم أنى كنت رجلا " شرطيا " فجِئْتُ يوما إلى هذا الساحل فرأيت صيَّادا قد صاد سمكة فسألته أن يعطيني إياها فأبى فسألته أن يبيعها لى فأبى فضربت رأسه بسوطي وأخذتها منه قهرا ومضيتُ بها . قال فبينما أنا ماشٍ بها حاملها إذ عضَّتْ على إبهامي فرمت(١) أن أخلِّص إبهامي منها فلم أقدر فجئت إلى عيالي فحاولوا أن يخلصوا إبهامي منها فلم يقدوا إلا بعد تعب شديد . قال فأصبح إبهامي قد ورم وانتفخ ، ثم انتفخت فيه عيون من ءاثار أنياب هذه السمكة فذهبت إلى طبيب محسن . فلما نظر إلى إبهامي قال هذه ءاكلة(٢) بلا شك وإن لم تقطع إبهامك هلكت فقطعتُ إبهامي ، ثم فضربت على يدي فلم أطق النوم من شدة الألم والوجع فقيل لي اقطع كفك فقطعتها ! ... وانتشر الألم إلى الساعد وءالمني شديدا وجعلت أستغيث من شدة الألم فقيل لي اقطعها من المرفق فقطعتها فانتشر الألم إلى العضد وضربت علي عضدي أشد من الألم الأول . فقيل لي اقطع يدك من كتفك وإلا سرى الألم إلى جسدك كله فقطعتها ! ... فقال لي بعض الناس ما سبب ألمك فذكرت له قصة السمكة ، فقال لو كنت رجعت في أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة فاستحللت منه واسترضيته ولا قطعت من أعضائك عضوا فاذهب إليه الآن واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى بدنك . قال فلم في طلبه في البلد حتى وجدته فوقعت على قدميه أقبلهما وأبكي ، فقلت يا سيدي سألتك بالله إلا عفوت عني فقال لي من أنت ؟ فقلت أنا الذي أخذت منك السمكة غصبا ، وذكرت له ما جرى علي وأريته يدي كيف قطعت فبكى حين رآها ! وقال يا أخي قد أحللتك منها فقلت يا سيدي سألتك بالله هل كنت دعوت علي لما أخذتها منك ؟ قال : نعم قلت اللهم هذا يقوى علي بقوته على ضعفي فأخذ مني ما رزقتني ( اصطدت ) فأرني فيه قدرتك . ا.هـ. | |
|