وافق البرلمان اليوناني على مشروع لبناء أول مسجد في العاصمة أثينا، في سابقة هي الأولى من نوعها. وجاءت الموافقة استجابة لطلب قديم تقدمت به الجالية المسلمة التي تعاني من افتقار البلاد إلى المساجد والمقابر الإسلامية.
وأعلن مصدر حكومي أن مشروع بناء المسجد حصل على موافقة 198 نائبا من الوسط واليمين واليسار من أصل 300، ورفضه 16 نائبا قوميا، خلال تصويت أمس الأربعاء.
ويتوقع بناء المسجد على موقع قاعدة عسكرية يونانية سابقة في حي إيلايوناس بالعاصمة. والرسم الهندسي للمسجد المقبل أدرج في مشروع قانون قدمه الأربعاء أيضا وزير البيئة لوضع حد للمباني غير القانونية.
ويعاني المسلمون في اليونان من تضييق السلطات عليهم فيما يخص بناء المساجد والمقابر الإسلامية. وباستثناء منطقة تراقيا الحدودية (شمال شرق) حيث يقيم مسلمون من أصول تركية، فإن المناطق اليونانية الأخرى ليس بها أي مسجد ولا مقابر مخصصة لدفن المسلمين، على الرغم من العدد المتنامي للمهاجرين المسلمين في السنوات الخمس عشرة الأخيرة.
ويضطر هؤلاء المهاجرون إلى استخدام عنابر مهجورة أو مبان خاصة كأماكن عبادة وغالبا ما تتعرض لهجمات عنصرية زاد من تفاقمها الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
وأثينا، التي يعيش بها قرابة 200 ألف مسلم، هي العاصمة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي ظلت بدون مسجد، حيث تعارض الكنيسة الأرثوذكسية بناء المساجد، حتى لا تتسم أية منطقة في البلاد بسمة إسلامية. كما يقوم العديد من النصارى الذين يشكلةن نحو 96% من السكان بمظاهرات ضد بناء المساجد.
وتوجد مساجد منذ العهد العثماني في الجزء القديم من أثينا والمعروف باسم "بلاكا"، ومنها مسجد فيذاير (أو النصر) والذي يعود تاريخه إلى عام 1458 من الميلاد، ولكنها تحولت إلى مزارات سياحية ومنها ما تحول إلى متحف للفن الشعبي اليوناني.
وكانت آخر محاولة لبناء مسجد قد باءت بالفشل حيث استولت الكنيسة على الموقع المخصص، وبنت عليه كنيسة، وذلك في عام 2006.