أعلن المتحدث باسم العقيد معمر القذافي أن سيف الإسلام - الذي يعد أبرز أبناء العقيد الليبي - يتنقل حول طرابلس ويلتقي مع زعماء قبائل ويعدُّ لاستعادة العاصمة طرابلس التي سيطر عليها الثوار في الأسبوع قبل الماضي.
وسخر موسى إبراهيم في اتصال هاتفي مع وكالة "رويترز" في تونس من قدرة المجلس الانتقالي على إدارة البلاد بعدما تمكن الثوار من إجبار القذافي على الهرب وقال: إنه يتعين على داعميهم الغربيين التفاوض مع الزعيم المخلوع.
واستهزأ مما وصفها "سخرية" تحالف حلف شمال الأطلسي الحالي مع عبد الحكيم بلحاج، القائد العسكري للثوار بطرابلس، والذي قاتل في أفغانستان ويعتقد أنه كان له اتصال في السابق مع "القاعدة".
واستدرك قائلاً: إن "طرابلس يحكمها... زعيم دولي شهير جدًّا بالقاعدة". وأضاف: إنه "نجم في الإرهاب"، وهي تصريحات قالت الوكالة: إنه قد تجد لها صدى لدى البعض في الغرب الذين أبدوا قلقهم بشأن دور حركات إسلامية في الربيع العربي بليبيا وغيرها من المناطق ضد الحكام المستبدين العلمانيين.
وفي لهجة تحريضية، قال المتحدث باسم القذافي - الذي وصفت الوكالة صوته بأنه يعكس أنه في حالة طيبة ومتحدثًا الإنجليزية باللهجة المألوفة من مؤتمراته الصحافية -: "ينبغي على مواطني الغرب أن يعلموا أن ساستهم... يتحالفون مع أخطر قوى الشر"، وأضاف: "إن القاعدة والناتو يقاتلوننا".
ورفض موسى تحديد موقعه بالضبط، وإن أكد أن يتحدث من "ضاحية في جنوب طرابلس"، وظهر رقم على شاشة الهاتف يدل على أنه يتحدث من ليبيا.
وأضاف أنه يتنقل كثيرًا ولا يملك حاليًا اتصالاً بالإنترنت. وقال: "في الواقع كنت أمس فقط مع السيد سيف الإسلام. شاركته في جولة حول طرابلس من الجنوب"، حيث التقى مع زعماء قبائل وغيرهم من المناصرين. وتابع المتحدث: "لا نزال أقوياء جدًّا"، لكنه لم يدل بمعلومات عن موقع أو حالة العقيد الليبي.
ويقول مسئولون في المجلس الوطني الانتقالي: إنهم يعتقدون أن سيف الإسلام ووالده وكلاهما مطلوبان أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب أعادا تجميع نفسيهما حول بلدة بني وليد الصحرواية الواقعة على بعد 150 كيلومترًا جنوب شرق طرابلس. ولا تزال المنطقة خارج نطاق سيطرة المجلس مثل مدينة سرت الساحلية مسقط رأس القذافي.
ومرددًا عبارات للقذافي ونجله في تسجيلات بثت لهما مؤخرًا عقب اختبائهما، قال المتحدث باسم القذافي: إن "المجلس الانتقالي والعصابات المسلحة لا يحكمان البلاد. لا يزال جيشنا يسيطر على العديد من المناطق من ليبيا... سنتمكن من استعادة طرابلس وعدة مدن أخرى في المستقبل القريب". ومضى قائلاً: "المعركة بعيدة جدًّا جدًّا عن نهايتها... يمكننا قيادتها من شارع لشارع ومن دار لدار".
وقال إبراهيم: إن القتال سيستمر إذا رفض المجلس الوطني الانتقالي وحلفاؤه الغربيون قبول فرصة للتفاوض الآن مع أنصار القذافي، موضحًا أنهم "يحتاجون للتفاوض معنا... وإلا لن يجدوا بلدًا ليحكموه". وحذر قائلاً من أن "الفشل في إجراء محادثات الآن قد يؤدي إلى حرب شاملة ليس فقط في ليبيا ...الله يعلم أية تبعات ستحملها على أوروبا والساحل الشمالي للبحر المتوسط".
ولم يتضح بعد أي عدد من القوات يستطيع أن يحشدها القذافي، لكنَّ المحللين يعتقدون أن احتمال وقوع حركة تمرد على غرار العراق أمر واقعي. ويقول محللون: إن قدرة القذافي وأبناءه لاستعادة السلطة التي انتزعها في عام 1969 أمر أقل واقعية. ومع ذلك يصر المتحدث باسمه على أنه "حتى خلال أسابيع قليلة أو شهور قليلة أو حتى عامين سنستعيد ليبيا".
المزيد من الموضوعات
السودان: البشير يعفي والي "النيل الازرق" من منصبه إسرائيل: لن تعتذر لتركيا ونأسف لسقوط الضحايا سوريا: سقوط 22 قتيلاً فى جمعة "الموت ولا المذلة"