في استمرار لسياسة النظام العلماني في طاجيستان محاربة كافة أشكال التدين للشعب المسلم، أقر الرئيس الطاجيكي أمام علي رحمانوف مشروع قانون يمنع الشباب دون سن الـ18 من دخول المساجد، بمبرر منع انتشار "الأصولية الإسلامية". وانتقد الإسلاميون هذه الخطوة واصفين القرار بأنه "هدية مروعة" بمناسبة شهر رمضان المبارك.
ووقع رحمانوف الذي يتولى السلطة منذ عام 1992 على مشروع قانون "المسؤولية الأبوية" أمس الأربعاء، قائلا إن هناك حاجة لإجراءات صارمة لـ"منع انتشار الأصولية الإسلامية" في بلاده التي يسكنها 7.5 مليون نسمة 98% منهم مسلمون والمتاخمة لأفغانستان والصين.
ونص القانون الذي بدأ العمل به اليوم الخميس على منع جميع السكان دون سن 18 عاما باستثناء من يدرسون في المدارس الدينية من العبادة في المساجد أو الكنائس أو غيرها من المؤسسات الدينية.
كما يحظر على الفتيات ارتداء الحلي باستثناء الأقراط ويمنع من هم دون سن 20 عاما من رسم الوشم أو ارتياد الملاهي الليلية أو مشاهدة الأفلام أو قراءة مواد "تروج للإباحية والعنف والتطرف والإرهاب". لكنها لم تضح عقوبة مخالفة هذا الحظر.
وقال أكبر توراجونزودا وهو عالم دين إسلامي بارز: "خلال شهر رمضان وقبل شهر فقط من الذكرى العشرين لاستقلال طاجيكستان قدمت السلطات هدية مروعة لكل المؤمنين".
وأضاف: "قبل تبني هذا القانون كانت السلطات قد أصبحت بالفعل بعيدة تماما عن الشعب واحتياجاته والآن هم يحولون هذه الفجوة إلى هوة سحيقة من الانفصال التام".
وقال توراجونزودا وهو زعيم معارض سابق: "لابد أن الرئيس نسي أن القانون الإلهي يعلو القانون الوضعي... لهذا أشك في أنه انطلاقا من الخوف من الغرامات قد يتوقف الشبان عن عبادة الله بالصلاة".
وتدعم السلطات الروسية حكومة رحمانوف التي اشتبكت مع المعارضة الإسلامية خلال الحرب الأهلية التي دارت خلال الفترة من 1992 إلى 1997 .
وتضيق القوانين في طاجيكستان على الحريات الدينية، حيث ينص القانون في أحد بنوده على منع الصلاة في غير أماكنها المحددة وهي المساجد.
وكان حزب "النهضة" الإسلامي أكبر الأحزاب المعارضة في البلاد والحزب الإسلامي الوحيد المعترف به رسميا، قد اضطر في أواخر عام 2010 إلى إغلاق مسجده الرئيسي بالعاصمة دوشنبه بعد تهديدات حكومية بحل الحزب في حال استمرت إقامة الصلوات فيه.
ورغم اعتبار قادة الحزب أن إقامة الصلاة من حقوقهم القانونية، إلا أنهم رأوا أنه "لا ينبغي أن تصل الأمور إلى حد منع الناس من الصلاة في غرف عملهم" وليس فقط في المساجد.
وفي العام الماضي أعاد رحمانوف الذي يتمتع بسلطات واسعة العديد من الطلبة الطاجيك الذين يدرسون دراسات دينية من الخارج، خاصة أولائك الذين يدرسون في الأزهر بالقاهرة، بمبررات "إدارية".
كما نفذ المزيد من الإجراءات القمعية ضد الالتزام بالملابس الإسلامية.
كما ندد رحمانوف بالمؤسسات الإسلامية في الخارج، وخاصة المدارس القرآنية، متهما إياها بأنها تخرج "إرهابيين"، داعيا الشبان الطاجيك الذين يدرسون فيها إلى العودة إلى بلادهم.
وسجن 158 شخصا بتهمة "التطرف الديني" في 2010 وهو عدد يزيد خمس مرات عن مثيله في 2009 .
وقبل ذلك، في سبتمبر 2008 أعلنت وزارة التعليم حظرها ارتداء النساء المسلمات (معلمات وطالبات) الحجاب في المدارس والجامعات باعتباره انتهاكاً للدستور ولقانون جديد للتعليم أقر آنذاك. ووصف وزير التعليم (عبد الجبور رحمانوف) الفتيات اللاتي يرتدين الحجاب بأنهن "أتباع الحركات الإسلامية التي تسعى للترويج لأجندتها في المؤسسات التعليمية".
المزيد من الموضوعات
بدء البث للترجمة الفورية لصلاة التراويح من الحرمين الشريفين نجل الشيخ وجدى غنيم يدعو لوقفة إحتجاجية أمام مجلس الوزراء لإسقاط الأحكام الصادرة ضد والده ألمانيا: إرتفاع عدد الضباط فى جهاز الشرطة الألمانى