يبدأ السوريون شهر رمضان في حالة نفسية كئيبة يوم الاثنين بعدما اقتحمت قوات حماة التي شهدت مذبحة 1982 في واحد من اكثر الايام دموية في الانتفاضة المستمرة منذ خمسة اشهر ضد الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال ناشطون حقوقيون ان 80 مدنيا قتلوا في هجوم تدعمه دبابات يوم الاحد في المدينة التي تقع وسط سوريا التي قمع والد الاسد تمردا فيها للاخوان المسلمين منذ 29 عاما حيث دمرت احياء وقتل عدة الاف من الاشخاص.
وحاصرت قوات الامن المدينة السنية التي يقطنها 700 الف شخص لقرابة شهر قبل القمع عشية رمضان.
وتدفق الكثيرون الى المساجد لاداء صلاة التروايح وهي مناسبة ربما تشكل فرصا لزيادة الاحتجاجات في جميع انحاء سوريا.
وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء ان الجيش دخل حماة لتطهيرها من جماعات مسلحة "قامت بقطع الطرق واقامة حواجز واطلاق النار عشوائيا في شوارع المدينة وارهاب المواطنين". ووصف مسؤول بالسفارة الامريكية في دمشق هذه الرواية الرسمية بانها "هراء".
وقالت الوكالة ان ثمانية من افراد الشرطة قتلوا خلال "مواجهة جماعات ارهابية مسلحة" في حماة".
وقال سكان ان دبابات بدأت قصف احيا المدينة بعد هجوم من اتجاهات مختلفة في هجوم الفجر.
واوضحت لقطات بثت على وسائل اعلام اجتماعية اجزاء كبيرة من المدينة يغطيها الدخان ومجموعات مذعورة تحيط بجثث القتلى او الاشخاص المصابين في الشوارع مع تصاعد اطلاق النار. ولم يمكن لرويترز ان تتأكد على نحو مستقل من محتوى اللقطات المصورة.
وقال متحدث باسم البعثة الالمانية في الامم المتحدة ان المانيا طلب ان يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا يوم الاثنين.
وقال ان المانيا طلبت من الهند التي تتولى رئاسة المجلس لشهر اغسطس اب ترتيب مشاورات مغلقة لمجلس الامن يوم الاثنين ومن المرجح ان تتم بعد الظهر بتوقيت نيويورك.
وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما ان استخدام الحكومة السورية للعنف ضد المواطنين في مدينة حماة روعه ووعد بالعمل مع دول اخرى لفرض عزلة على الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال في بيان يوم الاحد "سوريا ستكون مكانا أفضل حينما يحدث فيها تحول ديمقراطي."
وأدانت بريطانيا وفرنسا الهجوم على حماة ايضا. ودعت ايطاليا مجلس الامن الدولي الى اصدار بيان شديد اللهجة ضد سوريا حيث عارضت روسيا والصين قبل ذلك اي ادانة لسوريا.
وتنوي حكومات دول الاتحاد الاوروبي توسيع نطاق العقوبات على حكومة الاسد يوم الاثنين من خلال تجميد الاصول وفرض حظر على سفر خمسة اشخاص اخرين. وفرض الاتحاد الاوروبي بالفعل عقوبات على الاسد و24 مسؤولا اخرين على الاقل واستهدف الشركات التي لها صلة بالجيش في سوريا.
وقالت تركيا التي كانت من حلفاء الاسد الى أن اندلعت الانتفاضة انها وبقية دول العالم الاسلامي "أصيبت بخيبة أمل بالغة" لتصاعد أعمال العنف في سوريا رغم وعود الاصلاح التي أطلقها الاسد.
وقالت منظمة سواسية السورية لحقوق الانسان ان عدد القتلى المدنيين في حماة ارتفع الى 80. واستندت المنظمة المستقلة في تقريرها الى مسؤولين طبيين وشهود.
وطردت السلطات السورية معظم الصحفيين المستقلين منذ بدء الاضطرابات في مارس اذار مما يصعب من التحقق من صحة التقارير عن الاشتباكات وأعداد القتلى والمصابين.
ويعتمد الاسد بشكل كبير على اجهزة امنية ووحدات عسكرية يهيمن عليها افراد من الاقلية العلوية التي هيمنت على السلطة منذ انقلاب حزب البعث في 1963 لقمع احتجاجات في سوريا التي يشكل السنة اغلب الشعب.
وفي خطاب للقوات بمناسبة يوم الجيش كرر الاسد تصريحات سابقة بان سوريا تواجه مؤامرة اجنبية لبذر الصراع الطائفي مضيفا ان هدفها تفتيت سوريا الى دويلات صغيرة تتنافس لارضاء اولئك الذين عملوا على تقسيمهم.
وقال الاسد ان جميع الشعب السوري الشريف متأكد من اننا سنخرج اقوى من الازمة.
واضاف الاسد انهم يريدون اثارة الفتنة الطائفية التي تدمر كل شيء. واضاف انهم نجحوا في تجنب فتنة طائفية وانهم اختبروا انفسهم لكشف الاخطاء ومعالجتها.
وطبعت مذبحة حماة في 1982 في الذهن مثل هذا الخوف من ان اقلية من السوريين على استعداد لتحدي حكم عائلة الاسد علانية حتى هذا العام عندما استلهم العديد الانتفاضات الشعبية السلمية على نطاق واسع التي اطاحت بمستبدي مصر وتونس.
وقال الملحق الصحفي الامريكي جيه جيه هاردر لرويترز "السلطات تعتقد انها تستطيع بطريقة أو بأخرى اطالة امد بقائها من خلال الانخراط في حرب شاملة ضد مواطنيها."
واتهم الاخوان المسلمون الصفوة العلوية بشن حرب طائفية على السنة بهجوم حماة.
وقالوا في بيان ان سوريا تشهد حرب تطهير طائفي. وان النظام ربط بين ابادته الصريحة وهلال رمضان. وانها حرب على الهوية ومعتقدات الشعب السوري وعلى سوريا العربية المسلمة.
ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان عن مسؤولين بالقطاع الطبي قولهم ان من المرجح ان يرتفع عدد القتلى في حماة اذ اصيب عشرات الاشخاص بجروح بالغة.
وابلغ طبيب طلب عدم نشر اسمه خشية اعتقاله رويترز أن هناك نقصا في عمليات نقل الدم.
وتابع بينما كانت اصوات اطلاق نيران الاسلحة الالية تدوى في الخلفية "الدبابات تهاجم من اربعة اتجاهات. انهم يطلقون نيران اسلحتهم الالية الثقيلة بشكل عشوائي ويجتاحون حواجز طرق مؤقتة اقامها السكان."
وقال سكان ان قوات الشبيحة العلوية رافقت قوات الاقتحام في حافلات.
وذكرت وكالة الانباء الرسمية أن وحدات عسكرية تقاتل مسلحين يطلقون قذائف صاروخية وأسلحة رشاشة.
وتقول القيادة السورية ان "جماعات ارهابية مسلحة" هي المسؤولة عن سقوط معظم القتلى خلال الانتفاضة وان أكثر من 500 من الجنود وأفراد قوات الامن قتلوا.
وذكر واحد اخر من السكان أن الجثث تناثرت في الشوارع خلال هجوم يوم الاحد وبالتالي سيرتفع عدد القتلى. وأضاف أن قناصة اعتلوا سطح شركة الكهرباء الحكومية والسجن الرئيسي.
وقال السكان ان قذائف الدبابات كانت تسقط بمعدل أربع قذائف في الدقيقة في شمال حماة وحولها. وقطعت امدادات الماء والكهرباء عن الاحياء الرئيسية وهو اجراء يستخدمه الجيش بصفة منتظمة أثناء اقتحام بلدات مضطربة.
وفي جنوب سوريا قال نشطاء معنيون بالدفاع عن حقوق الانسان ان قوات الامن قتلت ثلاثة مدنيين حين داهمت منازل في مدينة الحراك على بعد 35 كيلومترا شمال شرقي مدينة درعا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات اعتقلت ايضا ما يزيد عن 100 شخص في ضاحية المعضمية بدمشق. وقال دبلوماسي غربي انه رأى عدة دبابات تدخل الضاحية.
وفي دير الزور قال سكان ان ما لا يقل عن 11 شخصا قتلوا هناك يومي السبت والاحد.
واوضحت اللقطات التي بثت على وسائل اعلام اجتماعية وتزعم انها من حماة متظاهرين يرددون "حماة نحن معك حتى الموت دير الزور نحن معك حتى الموت