لا أعلم أين تدربت الأديبة الروائية المرموقة أهداف سويف، أستاذة الأدب وابنة أستاذ علم النفس الأشهر الدكتور مصطفى سويف، وأستاذة الأدب الدكتورة فاطمة موسى، لا أعلم أين تدربت هذه الأديبة الرقيقة على تصنيع قنابل المولوتوف، والتوجه بها إلى ميدان العباسية وإحراق سكانه الطيبين الشرفاء؟
ولا أعرف من أين اكتسبت شقيقتها الأكبر الدكتورة ليلى سويف أستاذة الرياضيات بعلوم القاهرة مهارات استخدام السيوف والسنج لمهاجمة الودعاء الآمنين فى العباسية؟
أهداف وليلى سويف مجرد عينة من أولئك الأشرار الذين يقول عنهم المجلس العسكرى إنهم بلطجية ومخربون، ومعهم آلاف من الشبان والشابات، بينهم صحفيون وأطباء وطلبة جامعات، تجاسروا وخرجوا فى مسيرة سلمية، لا يحملون إلا حناجر محترمة تهتف بمطالب ثورة بيضاء، وتطالب بالعدالة.
لقد سالت دماء أمس فى موقعة الجمل الثانية بالعباسية، وجرت أنهار من الأكاذيب فى وصف ما جرى، وعاد إعلام طلعت زكريا يتسيد الساحة، ورجعت الجوقة تعزف لحن الانحطاط وتلوث الهواء بساقط القول عن الأجندات والتمويل والعمالة والحشيش والجنس الجماعى.
لقد زعموا أن الأهالى «الشرفاء» تصدوا لمسيرة العدوان الغاشم على المجلس العسكرى، وأن «اللجان الشعبية الباسلة» واجهت «بلطجية الثورة» بالصدور العارية وأغصان الزيتون ودعاء الأمهات فدحرتهم على أبواب العباسية.
لم يقدم لنا أحدهم تبريرا لقطع مسيرة الثوار المسافة بطول شارع رمسيس مرورا بغمرة والدمرداش دون أن يخرج لهم «شريف واحد» لكى يرد العدوان على الوطن.. ولم يشرح لنا أحد كيف تمكن الأبرياء العزل من محاصرة أكثر من عشرة آلاف «بلطجى ثورجى» وإصابة المئات منهم؟
إن تصوير الأمر على هذا النحو يحمل إهانة بالغة لأهالى حى العباسية، ويضعهم فى مرتبة واحدة مع «فرسان» و«خيالة» مذبحة 2 فبراير.
نريد أن نفهم: كيف للطرف الثانى فى عقد الشراكة فى الثورة أن يحرض على الطرف الأول فيها، ويتهمه بالعمالة والخيانة؟
لا تفسير عندى لكل ذلك إلا أننا نعيش الآن فى مرحلة إحراق الثورة، وضربها بالأحذية، ولم يبق إلا البحث عن ترزى لأخذ مقاس مبارك لتفصيل مجموعة من «البذلات» الجديدة له بمناسبة عودته المظفرة، كما عبر عن ذلك أمس المبدع عمرو سليم فى طلقته الكاريكاتيرية على الصفحة الأخيرة فى «الشروق».
وما جرى مع الزميلة دينا عبدالرحمن أمس هو تطور خطير فى عملية إحراق الثورة، وكما استخدموا اسم «أهالى العباسية» فى الاعتداء على الثوار، ها هم يستخدمون مالك قنوات دريم فى اغتيال مذيعة محترمة وخنق نافذة إعلامية راقية هى برنامج «صباح دريم» فالسيد أحمد بهجت استدعى الزميلة دينا بعد حلقة الأمس، وعلى أثر مداخلة متشنجة من لواء عسكرى متقاعد ليبلغها بأنها ليس لها مكان فى إمارته التليفزيونية بحجة الخروج عن النص.
هل نلوم الجنرال أحمد بهجت على تطوعه بتخليص الوطن من بلطجة دينا، أم نلوم السادة واضعى النص الجديد؟
إنهم الآن فى مرحلة خنق الهواء بالتزامن من حرق الأرض تحت أقدام الثورة، وبعد دينا عبدالرحمن سيأتى الدور على نوافذ أخرى، وبعد «6 أبريل» و«كفاية» ستمتد نيران الحريق إلى فصائل أخرى شاركت فى صناعة الثورة.
لقد قال الأولون «أكلت يوم أكل الثور الأبيض» فهل من متعظ؟
المزيد من المقالاتإنهم يخططون لإسقاط هيبة الجيش المصري لتعم الفوضى بعيون إسرائيلية ثورة العلم وبوصلة الأمل