تعهدت الحكومة اليمنية يوم الجمعة بأن الرئيس علي عبد الله صالح الذي سافر الى السعودية للعلاج سيعود الى البلاد في غضون ايام بينما طالب الاف المتظاهرين في العاصمة بتنحيه.
وبات مصير صالح -الذي خضع لعملية جراحية في السعودية بعد اصابته في هجوم على قصره- في صلب الازمة السياسية التي شلت الدولة الفقيرة الواقعة في شبه الجزيرة العربية والمهددة بالانزلاق الى حرب أهلية.
وبلغت الاحتجاجات المستمرة منذ اشهر ضد صالح ذروتها في حرب مفتوحة في العاصمة صنعاء الشهر الماضي بعدما رفض الرئيس اليمني سلسلة من الاتفاقات توسطت فيها دول مجلس التعاون الخليجي لتنحيه عن السلطة.
ولم يظهر صالح على الملا منذ الهجوم الذي وقع في الثالث من يونيو حزيران واصابه بحروق وجروح من شظايا.
وقال عبده الجندي نائب وزير الاعلام اليمني لرويترز ان الرئاسة أكدت له أن الرئيس سيعود خلال الايام القادمة. ولم يحدد موعدا معينا.
واضاف أن صحة الرئيس في تحسن مستمر.
وفي العاصمة صنعاء طالب عشرات الالاف من المتظاهرين بتنحي صالح عن السلطة وان تحل محله حكومة انتقالية. وردد البعض هتافات "الشعب يواصل اسقاط النظام."
ودعمت شخصيات بارزة من عائلة صادق الاحمر رئيس اتحاد قبائل حاشد القوية المتظاهرين وانضموا الى الدعوة لتشكيل حكومة انتقالية. ومن بين خصوم صالح لواء بالجيش انقلب عليه.
ويتزامن الجمود بشأن مستقبل صالح مع تصاعد العنف بين قوات الحكومة المركزية وانفصاليين واسلاميين الامر الذي غذى المخاوف الغربية والخليجية من أن البلاد قد تنزلق الى الفوضى واعطاء جناح تنظيم القاعدة موطئ قدم بالقرب من ممرات حيوية لشحنات النفط.
وارسلت السعودية 600 الف برميل من النفط الى ميناء عدن جنوب البلاد يوم الخميس كجزء من منحة تبلغ ثلاثة ملايين برميل بهدف تخفيف نقص الوقود. وهناك أيضا نقص في امدادات المياه والكهرباء.
وبعد ما يقرب من ستة أشهر من خروج المتظاهرين للشارع بوحي من الاطاحة برئيسي مصر وتونس على امل انهاء حكم صالح المستمر منذ 33 عاما اندلعت صراعات عديدة في اليمن من جديد.
ويقول معارضون لصالح انه جعل قواته تسمح لمقاتلين اسلاميين بالسيطرة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين الجنوبية الشهر الماضي لاثارة مخاوف من أن انتهاء حكمه يعني استيلاء الاسلاميين على السلطة.
وقال مسؤولون محليون ان مسلحين اثنين على الاقل قتلا في تجدد للقتال على مشارف زنجبار يوم الجمعة. واضافوا أن الضربات الجوية دمرت منزلين. وقال سكان بالمنطقة ان غارة جوية في وقت لاحق قتلت خمسة مسلحين واصابت اثنين.
وادى سقوط زنجبار والاشتباكات اللاحقة الى فرار جميع سكانها تقريبا ولجأ أكثر من عشرة الاف شخص الى عدن. والحكومة نفسها مشلولة تقريبا بسبب الازمة وتعمل جاهدة من أجل توفير الطعام والمأوى لهم.
وفي محافظة لحج الجنوبية الاخرى -حيث تعادل سطوة قوات الانفصاليين والاسلاميين سطوة الحكومة المركزية او قد تفوقها- شن مسلحون هجمات جريئة في الايام القليلة الماضية.
وقال مسؤول محلي ان جنديين على الاقل قتلا فضلا عن مقتل اربعة مسلحين في قتال يوم الجمعة في الحبيلين. ووقع الحادث في منطقة بالمحافظة حيث تتواجد حركة انفصالية قوية.
ولفترة وجيزة سيطر مهاجمون ملثمون يقول الجيش اليمني انهم أعضاء في تنظيم القاعدة على مقر الامن ومبان حكومية في منطقة مسامير واطلقوا سراح بعض المعتقلين في سجن محلي يوم الخميس.
ويوم الاربعاء اقتحم مسلحون مبان حكومية أخرى في مدينة الحوطة على بعد نحو 65 كيلومترا مما اسفر عن مقتل ثلاثة حراس.
وقالت قوات الامن اليمنية انها ألقت القبض على عشرة مقاتلين يشتبه في أنهم من القاعدة كانوا يحاولون التسلل الى مدينة عدن الجنوبية في وقت متأخر يوم الاربعاء. وتطل عدن على ممرات شحن استراتيجية يمر منها يوميا قرابة ثلاثة ملايين برميل نفط
المزيد من الموضوعات
مدينة حلب السورية تشهد سقوط أول قتيل منذ بداية الإحتجاجات فى كلمة بثها التلفيزيون الليبى: القذافى يتوعد حلف الأطلسى بالهزيمة سقوط أربعة قتلى في انفجار غاز بمدينة "نتانيا الاسرائيلية" أيمن الظواهرى يتولى زعامة "تنظيم القاعدة" خلفاً لأسامة بن لادن