ابعت حلقة الخميس الماضى من البرنامج الذى يقدمه الاعلامى المتميز الأستاذ يسرى فودة والتى كان يستضيف فيها الأستاذ بهاء طاهر وقبل أن يدخل فى الحلقة قدم لنا خبرا عن مجموعة من شهداء 25 يناير وجرى اتصال هاتفى مع ناائب كبير الأطباء الشرعيين د/ ماجده هلال عن هؤلاء الشهداء والذى اتضح من المكالمة بأن هؤلاء أحضروا الى الطب الشرعى بملابس السجن مما يرجح بأن هؤلاء مساجين أو البسوا ملابس السجون والغريب فى الأمر بأن أحدا لم يتقدم لاستلامهم أو يتعرف عليهم من الباحثين عن زويهم، ولا أتخيل بأن أحدا سواء ممن خرجوا الى التحرير أثناء الثورة وتم اختطافعم أو من المساجين ليس له أهل يسألون عنه والا لما خرج متظاهرا أو سجن، لأن أبسط قواعد الحياه أن يكون الانسان له أحدا يهتم به أو يدفع عنه الأذى والا لما أحس بأن خروجه للمشاركة فى الثورة أو سجنه ظالما أو مظلوما الا لاحساسه بخطر حقيقى يهدد حياته وحياة أسرته وبالتالى لا أتصور أن أكثر من ألف شخص مفقود منذ 25 يناير الى الآن لا يعرف أحد أين مصيرهم ولا أين هم خصوصا أنهم ليسوا بمصلحة الطب الشرعى أو أى من المستشفيات المصرية والا أبلغ عنهم، وبفرض أن مجموعة منهم ليس له اهل وهذا افتراض غير دقيق وبفرض أن هؤلاء المفقودين بالغين وراشدين ومن ثم لهم أصدقاء أو جيران يسألون عن غيابهم وقد يختلف معى كثير فى هذا الطرح.
هذا الأمر يضفى على الغموض غموضا أكثر، ويضفى على السواد الذى عشناه ومازلنا لم نتخلص منه كلية قتامة أكثر وهذا يضعنا أمام فاجعة جديدة لنظام فقد عقله، هل فعلا هذا النظام فقد عقله لا أظن لأن من يفقد عقله لا يأتى من وراءه ضررا بالغا انما يكون ضرره على نفسه بالضرورة، أما ضرره على الآخرين ليس بالكثير، ولكن هذا النظام فقد قلبه بل نزع قلبه من مكانه ووضعت قطع من الفولاز فى صدور هؤلاء الحاقدين الذين حكمونا لمدة 30 عاما، هؤلاء لا أتصور أن ما يجرى فى عروقهم دماء عربية مصرية نقية بل أتصوره مازوت أسود قاتم السواد لا يعرف للرحمة طريقا، بل أكاد أجزم أنهم ليسوا مصريين ولا عربا بالأساس، أليس كثير منهم مزدوجوا الجنسية، أليس بعضهم كانوا يرسلون زوجاتهم كى يضعن حملهن فى انجلترا وأمريكا كى ينال شهادة ميلاد تعطيه جنسية تمكنه من فعل أى شىء عندما يكبر، وتمنحه الهروب من أداء الخدمة العسكرية لبلده، هؤلاء هم أغلب من كانوا نافذين وحكموا مصر وتحكموا فى أهلها، بعضهم شغل مناصب عليا ووزارات ورئاسات كبيرة فى هذا البلد المنكوب بحكامه طوال الفترة الماضية.
لهذا كل يوم يزداد الوضع غموضا وقتامة أكثر لنكتشف فى نهاية الأمر بأن الانسان المصرى كم كان هينا وصغيرا وحقيرا ولا يساوى شيئا فى نظر حكامه السابقين، وكان عاله على حاكمه حتى أن المخلوع ما كان يترك مناسبة ألا وعيرنا بزيادة عددنا وتندر علينا كيف سيطعمنا (ونسى قول أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم وهو يخاطب المسلمين تناسلوا تكاثروا فٳنى مباه بكم الأمم يوم القيامة)، تماما كما الأب الفاسد يأخذ أجره فى نهاية الشهر ويصرفه على نفسه وملذاته واذا ما سألته زوجته أو أى من أولاده عن شيئ انهال عليهم سبابا وضربا وعيرهم بأنهم عاطلون فاشلون من أين يأتى لهم بالطعام والكساء والدواء، تماما هذا ما فعله بنا المجرمون أولاد الأفاعى، بل الأدهى من ذلك أن هؤلاء الفاسدين كانوا ليسوا فقط مجرمين بل أحقر من المجرمين لأن المجرم العادى عندما يسرق أو يختلس أو يرتكب جرما قد يكون له دوافعه لذلك، ولكن نحن أمام صورة من الاجرام ليس لها مثيلا على مر العصور، هل رأيتم لصا يسرق أهله ويخبئ ما سرقه عند أعداؤهم، هل رأيتم مجرما يقتل بالوكالة أولاده وأبناء عمومته نظير عمولة أو مصلحة حقيرة، هل رأيتم مختلسا يختلس لحساب غيره، هل رأيتم قاطع طريق يقطع الطريق على أهله لحساب أعداؤه بالله عليكم هل رأى أحدكم أو شاهد خسة أو نذالة أكثر من ذلك.
sarhan62@yahoo.com مقالات عامةالماسونية في عهد مبارك.. بقلم د محمد عمارة دكتور زويل .. عاشت الاسامى: بقلم أبوالعباس محمد د محمد عمارة: المادة الثانية من الدستور 2 سيرجموكم أو يعيدوكم فى ملتهم.. ممدوح اسماعيل وما يزال الأقباط مضطهدون! بقلم: م. محمد إلهامي محمود مراد.. النخبة المصرية تقود الثورة المضادة