قابلت إسرائيل بالتشكيك إعلان السلطات المصرية القبض على ضابط بجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) يدعى إيلان تشايم جرابيل، والذي أصدر المستشار هشام بدوي، المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا الأحد قرارا بحبسه لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات التي تجري معه بمعرفة النيابة في قضية اتهامه بالتخابر على مصر، بغية الإضرار بمصالحها الاقتصادية والسياسية.
ونقت وزارة الخارجية الإسرائيلية علمها بالموضوع، ونسبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى مصادر رسمية بالوزارة ـ لم تسمها ـ قولها إن "كل شهر أو شهرين تقوم القاهرة بنشر أنباء من هذا القبيل"، وأضافت أن نبأ القبض على جاسوس بعمل لحساب "الموساد" لا أساس له، "كما أنه أمر محزن من المصريين الذين يريدون تثبيت صورة سلبية ومعادية لإسرائيل".
ووصف ايهود يعاري، الخبير بشئون الشرق الأوسط بالقناة الثانية الإسرائيلية، والمرشح السابق لمنصب سفير إسرائيل بالقاهرة نبا القبض على الجاسوس بـ "القصة غير الواضحة والغريبة"، موضحا أن الجاسوس يظهر بأسماء مختلفة في وسائل الإعلام المصرية مشككا بالقصة برمتها.
بدورها، تساءلت القناة الثانية الإسرائيلية: هل يمكننا اعتبار الأمر قضية تجسس جديدة من نوعها في مصر؟، لافتة في تقرير إلى أن تلك القضية تأتي في الوقت الذين يخشى فيه المصريون من أن يؤدي اعتقال الجاسوس إلى زيادة التوتر بين القاهرة وتل أبيب، والذي بدأ منذ إسقاط نظام حسني مبارك وحزبه الحاكم سابق وازداد بعد تفجير خط الأنابيب الناقل للغاز المصري لإسرائيل.
وكانت التحقيقات التي أجرتها نيابة أمن الدولة كشفت أن جهاز المخابرات العامة استطاع جمع أدلة إدانة ضد الضابط الإسرائيلي، وذلك بتصويره في ميدان التحرير خلال أحداث ثورة 25 يناير، وأنه تبين وجوده خلال أحداث الفتنة الطائفية بمنطقة إمبابة والتظاهرات والاعتصامات التي شهدتها منطقة ماسبيرو. وأشارت المعلومات الأولية إلى أن ضابط "الموساد" كان يقدم نفسه لشباب الثورة وأهالي إمبابة وشباب الأقباط أمام ماسبيرو على انه صحفي غربي يقوم بأداء مهامه الصحفية.
وقدم جهاز المخابرات العامة لنيابة أمن الدولة العليا الأدلة التي تثبت وجود دور لرجل (الموساد) في تحريك لبعض الأحداث في مصر، إضافة إلى استعانته بعدد من المصريين الذين اعترفوا تفصيليا بالعديد من الحقائق الخطيرة التي ستكشف حقيقة الدور الإسرائيلي في بعض الأحداث التي شهدتها البلاد.
وكان جهاز المخابرات المصرية تمكن من ضبط الضابط الإسرائيلي المتهم بالتخابر على مصر بحضور فريق من محققي نيابة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار طاهر الخولي المحامي العام للنيابة, حيث ضبط معه جهاز كمبيوتر محمول واسطوانات مدمجة "سي دي" ووحدة تخزين رقمية متنقلة "فلاش ميموري"، كان يستخدمها في أعمال التخابر.
وصرح المستشار عادل سعيد النائب العام المساعد والمتحدث الرسمي للنيابة العامة أن النيابة ألقت الأحد القبض على الجاسوس الإسرائيلي في أحد الفنادق بوسط القاهرة.
وأوضح في بيان أن النيابة العامة كانت قد تلقت معلومات من المخابرات العامة أشارت إلى أن الجاسوس المذكور تم دفعه إلى داخل البلاد وتكليفه بتنفيذ بعض الاحتياجات للجانب الإسرائيلي وتجنيد بعض الأشخاص من خلال نشاطه في التجسس، ومحاولة جمع المعلومات والبيانات ورصد أحداث ثورة 25 يناير والتواجد بأماكن التظاهرات وتحريض المتظاهرين على القيام بأعمال شغب تمس النظام العام والوقيعة بين الجيش والشعب بغرض نشر الفوضى بين جميع المواطنين والعودة لحالة الانفلات الأمني، ورصد مختلف الأحداث للاستفادة بهذه المعلومات بما يلحق الضرر بالمصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد والتأثير سلبا على الثورة.
وذكرت المخابرات العامة أن المتهم كان أحد عناصر الجيش الإسرائيلي وشارك في حرب لبنان عام 2006 وأصيب خلالها.
وصرح المتحدث باسم النيابة العامة أن نيابة أمن الدولة العليا تتولى التحقيقات في تلك الواقعة، حيث أمر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بحبس المتهم على ذمة القضية لمدة 15 يوما، وقال إنه فور انتهاء النيابة العامة من التحقيقات ستعلن تفاصيلها.
مواد متعلقة
إسرائيل: لاعلم لنا بإعتقال جاسوس فى القاهرةإسرائيل تخطط لحرب قبلية فى "سيناء"إذاعة إسرائيل: استئناف إمدادات الغاز الطبيعي من مصر لإسرائيل اليوم الجمعة عبد المنعم أبو الفتوح ينفى لقائه مع "تلفيزيون إسرائيل" إسرائيل: تؤكد الغاز المصرى وصل ومصر تنفى