اتفق شباب الثورة المصرية على أن المشاركة في "جمعة الوقيعة" التي دعا إليها عدد من النشطاء والتيارات السياسية تمثل تضييعًا للوقت ووصفوها بـ"جمعة الفساد السياسي"، وأنها ستفتح معابر الفوضى وتضر بالاقتصاد المصري في الوقت الذي يجب أن تتوحد المطالب الشعبية على معاني الإعمار والإصلاح، بالإضافة إلى احتمالية حدوث مشادات بين القوات المسلحة المصرية والمتظاهرين، ما يعرقل مسيرة الإصلاح والوقوع في أزمات متوالية.
وفى إستطلاع لرأي شباب الشارع المصري الذي خرج في ثورة يناير، وسأله عن أسباب عزوفهم عن المشاركة في جمعة "الوقيعة"، وهل يعتبر هذا القرار خطوة للرجوع إلى الخلف سينتج منه إحداث شلل في مسيرة الإصلاح الشعبية؟ أم أن هناك دوافع وتفاصيل أخرى؟
بدايةً.. تساءلت شيماء إبراهيم (24 سنة): "ما المقصود بثورة ثانية؟!، ومَن المتهم فيها؟، الشعب أم القوات المسلحة المصرية؟، أم طعنًا في نتيجة الاستفتاء الديمقراطي الأول الذي عبَّر فيه المصري ولأول مرة عن إرادته الشعبية؟".
وأكدت أنها مؤمنة بضرورة محاكمة المفسد وتوطيد مفهوم العدالة الاجتماعية، وإعلان حقوق الشعب في تحديد مصيره بالمباشرة السياسية وحل المحليات الموبوءة بغبار النظام المنحل، وقالت: "لم أتكاسل يومًا عن المشاركة مع ثوار الميدان، أنادي معهم باستكمال مطالبنا؛ ولكن هذه المرة تحديدًا أخشى إثارة وقيعة فعلاً بين طوائف الشعب والقوات المسلحة التي كان لها دور حيوي في الحفاظ على مكتسبات ثورتنا المجيدة".
وأوضح هاني المهدي (28 سنة) أن الخروج إلى جمعة جديدة ما هو إلا محاولة للالتفاف على الثورة الأصلية، وبمثابة معاداة للجيش المصري ودعوات إلى التخريب المجتمعي!.
وشدد عللا خطورة الجمعة التي يدعو إليها عدد من الأحزاب والتيارات السياسية، وأنها لا ثمثل إضافة للمطالب التي أنطلقت من أجلها ثورة شباب يناير، مؤكدا أن الفساد لن تُقتلَع جذوره إلا بالتدريج الإصلاحي.
وأشارت عاتكة العربي (27 سنة) إلى أن دافعها إلى عدم المشاركة جاء لدعم أهداف الثورة لخلق حالة من الاستقرار النسبي وعودة الجيش إلى ثكناته في أقرب وقت، وإعادة السلطة للحكومة المدنية التي سوف يتم انتخاب أعضاءها في جوٍّ خالٍ من التزوير في ظل الإشراف القضائي ومنظمات المجتمع المدني.
وأكدت احترامها لمطالب شباب ائتلاف الثورة؛ إلا فيما يخص إسقاط الإعلان الدستوري قائلة "ميصحش أرمي بنتيجة الاستفتاء الشعبي في الأرض.. فين احترام رأي الأغلبية والديمقراطية؟".
ورفض عمرو السيد (26 سنة) دعوات الخروج إلى مظاهرة الجمعة المليونية التي دعا إليها شباب الائتلاف وعدد من التيارات الحزبية، مؤكدًا أن قرار إحالة الرئيس السابق وأسرته وكل المتهمين في إهدار المال العام والبدء في إجراءات المحاكمة لكل رموز الفساد والمتواطئين في قتل شهداء التحرير؛ بداية جيدة لخارطة التغيير والإصلاح التي سعى إليها ثوار التحرير.
وأكد أن أولويات المرحلة القادمة هي وضع مشاريع تنموية؛ لإعادة إعمار مصر ومتابعة الأوضاع السياسية؛ لوضع المطالب الشعبية على قائمة المشروع الإصلاحي أمام الحكومة الجديدة.
فيما أرجع عبد العزيز مجاهد (26 سنة) تضارب الآراء بين مشارك ومقاطع إلى عشوائية المشهد السياسي ومحاولات تمارسها أحزاب وتيارات "معارضة على طول الخط"؛ لفرض سياسة الصوت العالي؛ بغرض عرقلة مسيرة الإصلاح لتحقيق أهداف من شأنها تبديد مكتسبات الثورة.
وأشار إلى أن الأخطاء الجسيمة التي تحدث الآن من الحكومة أو المجلس العسكري تحتاج إلى ضغط هادئ، وليس ثورة تحقق الصدام، مؤكدًا أن حالة القلق المستمرة لا تخدم أهداف التنمية أو الاستقرار.
وأضاف أن هناك فرقًا بين التعبير عن الرأي في ظل نظام يسد الآذان ولا يسمع إلا نفسه، وبين نظام انتقالي يحاول ترجمة متطلبات الشارع؛ ولكنه بطيء بعض الشيء.
وطالب محمد عمر (19 سنة) بتأجيل دعوة المظاهرة المليونية؛ خاصة في المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد حاليًّا؛ حتى لا نضع البلد في مأزق كبير، فتأجيل الانتخابات أمر مرفوض قانونيًّا وشعبيًّا والإصرار على هذا المطلب غير الشرعي سيتسبب في احتراق البلاد وانقسامها.
وأشار إلى أن عدم استقرار الأوضاع أمر طبيعي بعد أي ثورة، ويجب أن تتضافر كلُّ القوى السياسية والتيارات الحزبية لإغلاق معابر الفتنة احترامًا للديمقراطية التي طالما نادينا بامتثالها.
ووصفت ميرنا أشرف (24 سنة) الدعوة إلى المشاركة المصريين بأنها محاولة للقفر على ثورة 25 يناير، متسائلة: "هل الثورة الأولى لم تحقق أهدافها؟، ولم تأت ثمارها لكي نقوم بتنظيم ثورة ثانية؟، وماذا بعد الثورة الثانية؟ هل سيكون هناك ثورة ثالثة ورابعة؟".
وأضافت: "إن الجيش المصري تحمل الكثير لإنجاح الثورة المصرية، وفي حال سحب الثقة بين الشعب والجيش سيهدم الحائط الثوري".
المزيد من الموضوعات
رئيس اتحاد بنوك مصر: لم يتم تهريب أية أموال مصرية إلى الخارج توافد الألاف إلى ميدان التحرير للمشاركة فى "جمعة الغضب الثانية" وفد من إسرائيل يصل القاهرة لبحث ملف "شاليط" عمر سليمان: مبارك كان علي علم كامل بكل رصاصة علي المتظاهرين نبيل العربي: لا محالة القدس عاصمة فلسطين