قال شاهد عيان ان قوات الامن السورية اطلقت الرصاص فقتلت مشيعا في جنازة في مدينة حمص بوسط سوريا يوم السبت وجرحت عددا اخر خلال جنازة لعدد من القتلى الذين سقطوا خلال الحملة الامنية العنيفة التي تشنها السلطات السورية على المحتجين المعارضين للرئيس السوري بشار الاسد.
واضاف الشاهد ان الجنازة التي اقيمت في مقابر نصر وردد خلالها المشيعون هتافات تطالب "باسقاط النظام" كانت لعشرة متظاهرين قتلتهم قوات الامن في حمص يوم الجمعة. وشارك الشاهد في الجنازة وتحدث لرويترز بالهاتف.
وقال ان عشرات من المشيعين اصيبوا وانه شاهد خمسة اشخاص مصابين بجروح ناتجة عن اعيرة نارية في سيقانهم واذرعهم اثناء نقلهم الي المستشفى.
وقال شاهد ان قوات الامن السورية اطلقت طلقات حية على مظاهرة مطالبة بالديمقراطية في ضاحية سقبا في دمشق.
وقال الشاهد وهو من سكان سقبا متحدثا بالهاتف من الضاحية التي يبلغ عدد سكانها 40 ألفا "كانت هناك مظاهرة كبيرة للمطالبة بالاطاحة بالنظام استمرت منذ بعد الظهر. بدا وكأن كل سكان سقبا خرجوا الي الشوارع. وتدخلت قوات الامن في المساء وبدأت باطلاق النار."
وتمنع سوريا معظم وسائل الاعلام العالمية من العمل فيها منذ اندلاع الاحتجاجات قبل شهرين مما يتعذر معه التحقق بشكل مستقل من تقارير النشطاء والمسؤولين.
وجاءت هذه الاحداث في حين قالت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا يوم السبت ان قوات الامن السورية قتلت بالرصاص 44 مدنيا على الاقل في هجمات على المظاهرات المطالبة بالديمقراطية التي اندلعت في شتى أنحاء سوريا يوم الجمعة.
وقال النشط عمار قربي الذي يرأس المنظمة ان أكثر من نصف هذا العدد قتل في محافظة ادلب حيث انتشرت الدبابات يوم الجمعة لكبح مظاهرات كبيرة ضد حكم الرئيس السوري بشار الاسد.
واندلعت الاحتجاجات في تحد لحملة عسكرية قالت منظمات حقوقية انها اسفرت عن مقتل اكثر من 800 مدني خلال الاسابيع التسعة الماضية.
وقال الرئيس السوري ان الاحتجاجات تخدم مؤامرة مدعومة من الخارج لاشعال فتنة طائفية.
وتلقي السلطات السورية باللوم في معظم أعمال العنف على مجموعات مسلحة مدعومة من اسلاميين وقوى خارجية وتقول انها قتلت أكثر من 120 شخصا بين جنود ورجال شرطة. وقالت السلطات مؤخرا انها تعتقد ان موجة الاحتجاجات بدأت تنحسر.
قالت سوريا يوم السبت ان مجموعات مسلحة قتلت 17 شخصا الجمعة في محافظتي ادلب وحمص في الجنوب.
وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء أن 17 شخصا بين مدنيين ورجال شرطة وقوات أمن قتلوا يوم الجمعة بعد أن "استغلت بعض المجموعات التخريبية المسلحة خروج التجمعات المتفرقة لمتظاهرين والتزام عناصر الشرطة بالتعليمات المشددة من قبل وزارة الداخلية بعدم اطلاق النار حفاظا على أرواح المواطنين وأقدمت هذه المجموعات المسلحة على اطلاق النار على عناصر الشرطة وتخريب وحرق بعض الممتلكات العامة والخاصة وبعض الوحدات الشرطية في عدد من المناطق."
وتمثل الاحتجاجات أكبر تحد عرفه حكم الاسد. وردا على ذلك الغى الرئيس السوري حالة الطواريء المفروضة على البلاد منذ 48 عاما ومنح الجنسية للاكراد من غير ذوي الجنسية لكنه أرسل دباباته أيضا الى العديد من المدن السورية لقمع الاحتجاجات.
وجاءت أعمال العنف يوم الجمعة بعد يوم من مطالبة الولايات المتحدة للرئيس السوري بشار الاسد باجراء اصلاحات أو التنحي.
وقال المعارض البارز وليد البني ان الاسد ما زال يمكنه ان يحاول تبرئة نفسه بأن يفعل ما فعله قليل من زعماء اوروبا الشرقية وهو ان يقود التحول مباشرة الى الديمقراطية وان يدخل انتخابات حرة اذا شاء.
واضاف ان الدماء التي سالت وسعت من النطاق الجغرافي للاحتجاجات وان السوريين احسوا بالاهانة ولم يعد من الممكن اخراسهم.
ويستغل المحتجون صلاة الجمعة كوقت للتجمع لانها الفرصة الوحيدة لحشد أكبر عدد ممكن من الناس لكن أيام الجمعة شهدت الاعداد الاكبر من الضحايا في الاضطرابات.
وقال نشطاء يوم الجمعة ان احتجاجات اندلعت في ضواحي دمشق وبانياس واللاذقية على ساحل البحر المتوسط ودير الزور النفطية والقامشلي في الشرق وفي سهل حوران الجنوبي.
وقالت محامية حقوق الانسان رزان زيتونة ان 12 مدنيا قتلوا في بلدة معرة النعمان في محافظة ادلب بعد أن دخلت الدبابات المدينة يوم الجمعة لتفريق محتجين.
وتابعت أن 11 شخصا اخرين قتلوا في مدينة حمص بوسط سوريا في حين قتل سبعة أشخاص في درعا واللاذقية وفي ضواحي دمشق وحماة.
وقال ناشطون حقوقيون ان ادلب المحافظة الزراعية الغنية نسبيا قد نالت القسط الاكبر من الحملة الامنية يوم الجمعة حيث القت السلطات القبض على المئات من سكانها.
وقالوا ان من بين القتلى خمسة محتجين على الاقل اطلقت قوات الامن النار عليهم عندما كانوا في طريقهم من بلدة اريحا في طريقهم للانضمام الى الاحتجاجات في ادلب.
وقال ناشط حقوقي "لقد حملوا قتلاهم وعادوا الى اريحا حيث احرقوا مقار الامن وحزب البعث ومكتب سيريتل."
وسيريتل هي اكبر شركة لتشغيل الهواتف المحمولة في سوريا ويسيطر عليها رامي مخلوف ابن خال الاسد والذي وسع من هيمنته على قطاعات اقتصادية عديدة منذ خلافة الرئيس الحالي لوالده قبل 11 عاما.
وذكر نشطاء أن قوات الامن اعتقلت 12 من اعضاء الحزب الاشوري الديمقراطي من الاقلية المسيحية السورية في هجوم على مقر الحزب في القامشلي يوم الجمعة الجمعة.
وقال شاهدا عيان ان قوات الامن أطلقت النيران على محتجين وطاردتهم في الشوارع في حي برزة بالعاصمة دمشق. وقال أحد السكان ان الشرطة السرية قامت بعمليات اعتقال من منزل الى منزل في الحي.
وقال ناشط حقوقي ان قوات الامن اطلقت النار بالذخيرة الحية ايضا على مسيرة مسائية في بلدة الزبداني المحاصرة التي تقع الى الغرب من دمشق واضاف ان الدبابات نشرت عند المدخل الجنوبي لبلدة مضايا المجاورة.
وتحدث نشطاء عن اطلاق نار في بانياس وضاحية سقبا الدمشقية يوم الجمعة. وشهدت المنطقتان حملات امنية في وقت سابق هذا الشهر بهدف سحق المعارضة.
وقال شاهد عيان ان قوات الامن أطلقت الغاز المسيل للدموع على محتجين في حماة حيث تجمع نحو 20 ألفا في منطقتين منفصلتين. وأضاف شاهد عيان اخر أن القوات استخدمت أيضا الغاز المسيل للدموع لتفرقة نحو ألف محتج في بلدة التل شمالي دمشق.
واطلق بعض المحتجين على يوم الجمعة اسم جمعة الحرية وردد بعضهم هتاف "الشعب يريد اسقاط النظام" الشعار الاشهر في الانتفاضتين الشعبيتين اللتين اطاحتا بالرئيسين المصري والتونسي
المزيد من الأخبــــار السورية
سوريا: إرتفاع عدد قتلى إحتجاجات الجمعة إلى 44 قتيل سوريا: خروج الألاف فى مظاهرات حاشدة فى عدة مدن للمطالبة بالحرية واسقاط النظام الجيش السورى يقصف بلدة جنوبية والغرب يصعد ضغوطه على دمشق إرتفاع عدد القتلى فى مدينة "تلكلخ" السورية إلى 27 قتيلا سوريا: أهالى مدينة "تلكلخ" يستغيثون والجثث ملقاة فى الشوارع أمريكا وحلفاؤها يتفقا على إتخاذ "اجراءات أُخرى" ضد سورية