دمشق: ذكرت تقارير اخبارية أن آلاف السوريين خرجوا الجمعة في مظاهرات بعدة مدن للمطالبة باسقاط النظام ورحيل الرئيس بشار الأسد ، فيما ذكرت تقارير صحفية أن السلطات السورية سلمت كلا من الحكومتين الفرنسية والأمريكية برنامجا إصلاحيا يبدأ فورا .
وتفيد الانباء بأن مظاهرات خرجت في مدينة بانياس الساحلية عقب صلاة الجمعة للمطالبة بالاصلاح ، فيما هتف متظاهرون اكراد في القامشلي شمال شرق سوريا للحرية .
ونقلت وكالة "رويترز" للانباء عن ناشط حقوقي ان القوات السورية تطلق النار على مظاهرة وسط مدينة حمص، فيما ذكر شهود عيان ان الالاف يتظاهرون في ضاحية الحجر الأسود جنوب دمشق .
وكان الناشطون على صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" نشروا دعوة إلى مظاهرات تحت شعار "من القامشلي إلى حوران.. الشعب السوري ما بينهان".
كما دعت الصفحات الكردية المعارضة على موقع "فيس بوك" إلى المشاركة في مظاهرات يوم الجمعة، ويقيم معظم أكراد سوريا في شمال شرق البلاد ويتمركزون في مدن الحسكة والقامشلي.
في المقابل، قالت الحكومة السورية إن الحياة عادت إلى طبيعتها في غالبية المدن السورية.
وأوضحت وكالة الأنباء السورية أن الأمور عادت إلى نصابها في مدينة درعا الجنوبية وحمص وحلب في الشمال، وأكدت أن كل المحلات في دمشق تعمل بطريقة عادية.
وكانت المعارضة السورية نفذت الإضراب العام الذي أعلنته بداية من الأربعاء, وقالت إنه نجح بشكل كبير في مدينة حمص وعدد من القرى المجاورة وقرب إدلب.
وميدانيا ، ذكرت قناة "الجزيرة" أن السلطات السورية ارسلت تعزيزات غير مسبوقة الى بلدة العريضة على الحدود مع لبنان .
ونشر الجيش السوري ثلاث دبابات على متنها عناصر، واربع ناقلات جند على اطراف بلدة العريضة على بعد 300 متر من الاراضي اللبنانية، ونصب الجنود السوريون خيمتين، واتخذت الدبابات وضعيات قتالية.
كما تمركزت دبابتان في مكان مجاور تحت أشجار السرو في مواجهة الاراضي اللبنانية ايضا.
وتضاف هذه التعزيزات الى القوة السورية التي نفذت صباح الخميس انتشارا كثيفا معززا بالاليات والسيارات العسكرية في أطراف بلدة العريضة السورية المحاذية للنهر.
ويقع قسم من قرية العريضة في الاراضي اللبنانية ويفصل بين الجانبين مجرى النهر الذي يضيق في هذه المنطقة الى حوالى مئة متر.
وفي تلكلخ ، انسحب الجيش السوري امس الخميس من المدينة الواقعة قرب حمص ،حيث قتل الأربعاء ثمانية اشخاص على الاقل في قصف للقوات السورية التي دخلت المدينة مساء السبت.
وافاد شاهد عيان لوكالة "فرانس برس" ان الجيش السوري بدا الانسحاب صباح الخميس وانتقل الى اطراف المدينة، وذكر الشاهد ان فرقة كاملة كانت منتشرة في المدينة يقدر عدد عناصرها بنحو 20 ألف جندى.
اعتقالات واسعة
من جانب آخر، أعلن رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة ضحايا الاحتجاجات في سوريا وصلت إلى 804 مدنيين و 134 من الجيش وقوى الأمن منذ اندلاعها في منتصف آذار/ مارس الماضي، كما تم اعتقال أكثر من 9000 شخص.
وابلغ عبد الرحمن يونايتد برس انترناشونال الجمعة "أن أسماء الضحايا موثقة لدى المرصد بقوائم بأسمائهم ومكان وتاريخ استشهادهم، وكان آخر الضحايا المسن محمد حسن الزعبي من درعا والشاب عبد القادر صطيمة من بانياس".
وقال "هناك معلومات عن شهداء مدنيين آخرين في مختلف المدن السورية لم يستطع المرصد توثيق اسمائهم، كما أن عدد المعتقلين قد يكون أكثر من 9000 بسبب ورود معلومات يومية عن اعتقالات لم يتمكن المرصد من توثيقها".
واضاف عبد الرحمن أن قوات الأمن السورية "اعتقلت الكثير من الشباب في قرية البيضا المجاورة لمدينة بانياس والأشخاص الذين ظهروا في أشرطة الفيديو التي بُثت على شبكة الانترنت واثارت الرأي العام، ومن بينهم الشاب أحمد بياسي الذي تحدث لوسائل الاعلام عن التعذيب الذي تعرض له مع المعتقلين وما جرى في قرية البيضا".
وأبدى خشيته "على مصير بياسي واحتمال أن يفقد حياته جراء التعذيب بعد اعادة اعتقاله في الثامن من أيار/ مايو الجاري مع آخرن من قرية البيضا من الذين ظهروا في شرائط الفيديو عن حالات التعذيب".
وقال عبد الرحمن إن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا "استطاع أن يوثّق بالصوت والصورة حالات تعذيب للذين أُفرج عنهم خلال اليومين الماضيين، وابلغ العشرات منهم المرصد تعرضهم للضرب المبرح والاهانات اللفظية، كما تلقى معلومات عن اعتقال أطباء من اللاذقية وبانياس لقيامهم بمعالجة جرحى أُصيبوا خلال التظاهرات في المدينتين".
وأكد "أن الاحتجاجات المطالبة بالحرية ستستمر رغم إجراءات القمع التي تمارسها السلطات الأمنية وتتعاض مع الدستور السوري والمعاهدات والمواثيق الدولية التي صادقت عليها سوريا".
وفي هذا السياق ، اتهمت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا السلطات السورية باعتقال 133 شخصا في عمليات دهم واعتقالات جماعية وفردية تعسفية في مختلف المناطق السورية.
وأدانت المنظمة في بيان لها أمس حملة الاعتقالات الواسعة التي شهدتها معظم المدن السورية خلال الأيام الماضية رغم إنهاء العمل بحالة الطوارئ.
وطالبت السلطات السورية المختصة بالإفراج الفوري عن كل السجناء الذين اعتقلوا على خلفية المظاهرات المستمرة منذ شهرين. وجددت المنظمة مطالبة الحكومة السورية بضرورة طي ملف الاعتقال السياسي والإفراج عن كافة معتقلي الرأي والضمير والسجناء السياسيين في السجون السورية احتراما لتعهداتها الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي وقعت وصادقت عليها.
برنامج اصلاحي
وعلى صعيد التحركات السياسية لحل الأزمة السورية ، أفادت مصادر غربية الجمعة بأن السلطات السورية سلمت كلا من الحكومتين الفرنسية والأمريكية قبل نحو أسبوع "برنامجا إصلاحيا خطيا يتضمن، خططا وأفكارا إصلاحية حقيقية وجذرية يبدأ فورا، ويشمل مختلف المناحي العامة وصولا الى سنة 2014 عندما ستسمح السلطات بترشح السوريين لمنصب الرئاسة، فاتحة الباب أمامهم للمرة الاولى منذ ما يقارب نصف قرن".
ونقلت صحيفة "النهار" اللبنانية في عددها الصادر اليوم عن المصادر إن "مسؤولا أمنيا وسياسيا رفيع المستوى استقبل السفيرين الفرنسي والامريكي في دمشق اريك شوفالييه وروبرت فورد معا، وسلمهما الأفكار الرئيسية لخطة الإصلاح، مؤكدا التزام دمشق اياها كما هو مكتوب في الوثائق".
وأضافت أن السفيرين نقلا إلى حكومتيهما مضمون الاجتماع الذي انعقد مع المسؤول السوري الرفيع المستوى، ثم أطلعا عددا من زملائهما الغربيين، ومن هؤلاء السفير التركي في دمشق عمر أنهون.
المزيد من الأخبــــار السورية
الجيش السورى يقصف بلدة جنوبية والغرب يصعد ضغوطه على دمشق إرتفاع عدد القتلى فى مدينة "تلكلخ" السورية إلى 27 قتيلا سوريا: أهالى مدينة "تلكلخ" يستغيثون والجثث ملقاة فى الشوارع أمريكا وحلفاؤها يتفقا على إتخاذ "اجراءات أُخرى" ضد سورية