ينتظر مئات الملايين حول العالم مشاهدة زفاف الامير وليام، ابن ولي العهد البريطاني، الى خطيبته كيت ميدلتون عبر شاشات التلفزيون، في واحدة من اكبر التغطيات الاعلامية لاحتفال بزواج ملكي في العصر الحديث.
وقد فاجأ الامير وليام الجمهور المتجمع امام قصر باكينغهام وسط لندن عندما خرج اليهم مع خطيبته لتحيتهم والحديث معهم.
ونصب بعض المحتفلين خياما بلاستيكية صغيرة، وجلب آخرون كراسي ومصطبات لحجز مكان قرب كنيسة وستمنستر آبي، حيث ستعقد مراسم الزواج الجمعة.
وقال الامير الانجليزي وخطيبته انهما يشعران بامتنان شديد لهذا التفاعل القوي للجمهور مع عقد قرانهما، وشكرا الجميع لهذه المشاعر الطيبة.
وقد تجمع اكثر من ثمانية آلاف صحفي واعلامي في لندن استعدادا لتغطية المراسم الملكية الضخمة في كنيسة وستمنستر آبي.
كما يستعد العشرات من اعضاء الوفود الاجنبية لحضور تلك الاحتفالات، الا ان الدعوة الملكية للسفير السوري سحبت.
مليارا مشاهد
ويقدر البعض ان تصل التغطية التلفزيونية الى نحو ملياري نسمة حول العالم، مقابل نحو 750 مليونا كانوا شاهدوا زفاف ولي العهد البريطاني الامير تشارلز الى زوجته الراحلة الليدي ديانا سبنسر، والدة وليام، في عام 1981.
وتقول وكالة برس اسوسيسيشن البريطانية للانباء ان هناك ما يقرب من 4500 صحفي من 100 مؤسسة اعلامية حول العالم يغطون احتفالات الزواج الملكي.
وعلى سبيل المثال ارسلت شبكة 'سي ان ان' الامريكية 50 صحفيا وفنيا لتغطية الاحداث، في حين بعثت قناة 'ريكورد' البرازيلية فريقا من 12 شخصا، وارسلت مؤسسة 'اساهي' الاعلامية اليابانية طاقما من 20 شخصا.
وقد ارسلت القنوات التلفزيونية الكبرى في الولايات المتحدة ابرز مقدميها ومذيعيها لتغطية الاحتفالات، مثل كات ديلي، وشارون اوزبرون.
وتعمل مؤسسات الاعلام منذ عدة اسابيع في لندن للتحضير لهذه المناسبة، حيث اعدت برامج حافلة تغطي كافة جوانب الزفاف.
ولم يثني توقيت الزفاف، الذي يبدأ عند العاشرة صباحا بتوقيت جرينتش، من عزيمة واصرار رؤوساء شبكات الاعلام الامريكية من تكثيف التغطية، على الرغم من اختلاف المواقيت في الولايات الامريكية.
فقد قال مارك بورشتاين، احد مسؤولي الانتاج في مؤسسة ABC التلفزيونية الامريكية ان الزفاف حدث كبير 'وانا واثق انه سيحظى باهتمام كبير عند المشاهد الامريكي'.
كما تكثفت تغطية اعلام الانترنت حول الزفاف الملكي، واصبحت مواقع الانترنت الامريكية تحمل تقارير عنه ضعف ما تحمله المواقع الاخبارية البريطانية.
تنوع الاهتمامات
لكن في الهند، مثلا، يظل التركيز في التغطية على ما اذا حصل الراقص الهندي الشهير سانديب سوباركار على دعوة لحضور الزفاف ام لا.
وفي المانيا نصبت بعض بلديات المدن شاشات ضخمة وسط الساحات الرئيسية لاتاحة الفرصة امام الجميع لمشاهدة الاحتفالات، كما فعلت الفنادق الكبرى نفس الشيء في صالات الاستقبال الرئيسية فيها.
ويقول المعلق الصحفي ستيفن سيموفونفيتش، في مدونته بالانترنت، ان الاهتمام بالزفاف في العالم العربي متواضع، لكنه سيزداد تدريجيا بسبب وجود عدد كبير من الحكام العرب المدعوين لحضوره.
وقد تأكد حضور خمسين رئيس دولة من ضمن 1900 ضيف وجهت لهم دعوات رسمية لحضور الاحتفال.
الا ان ولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة اعتذر عن الحضور بالقول انه لا يريد ان تكون الاضطرابات في الخليج سببا في افساد الاحتفالات.
كما سُحبت دعوة السفير السوري سامي الخيمي بعد ادانات واسعة للقمع الذي يتعرض له المحتجون المطالبون بالديمقراطية والاصلاح السياسي في سورية.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية ان السفير الليبي لدى بريطانيا دعي رسميا للحضور، لكن من غير المنتظر ان يلبي الدعوة.