قد نكرم الشهيد بتقليده نوطا أو وساما أو ميدالية ماسية أو ذهبية أو معاشاً استثنائياً أو غيره، لكن التكريم الأكبرهو نصب تذكارى يحكى أزهى وأحلك الفترات التاريخية التى مر بها شعبه ، تظل شامخة على مر العصور تشهدها الأجيال، وتُحكى بمجرد رؤيتها أروع البطولات والتضحيات. الفكرة الأجمل والأروع لنصب تذكارى لشباب الثورة المصرية، هى تلك التى عرضها مصمم الديكور والفنان التشكيلى الأستاذ محمود الطويل إيماناً منه بوجوب تخليد ذكرى شهداء ثورة 25يناير من خلال ملحمة تذكارية بحديقة ميدان التحرير الشهيرة. والتصور يشمل عددا من المسلات يصل إلى 400 مسلة صغيرة تحيط بالإطار الخارجى للحديقة مرتبة بطريقة دائرية وكل شهيد يمسك بيد أخيه لحماية مصر من أى فتنة يمكن أن تعصف بها ، وكل مسلة مرتبطة بخيط صغير بمسلة "فرعونية حقيقية" بمنتصف الحديقة تجسد "مصر" فى إشارة لتضحية الشهداء من أجل إعلاء شأن وطنهم الأم ، ويشير الخط الصغير بين المسلة الصغيرة والمسلة "الأم" إلى دم الشهيد سواء من المسلمين أو المسيحيين أو حتى رجال الأمن الذين استشهدوا خلال أحداث الثورة. قال صاحب الفكرة المهندس محمود الطويل : " أحاول أن أكرم الشهداء بصفة شخصية ، فلكل شهيد مسلة فرعونية ثلاثية الجوانب منحوت عليها اسمه باللغات الفرعونية والعربية والإنجليزية ، ومن وراء كل شهيد خط رخامى رفيع يربطه بمسلة فرعونية حقيقية يمكن جلبها من حديقة "المسلة بالزمالك" وهى مسلة مغمورة بين أشجار الحديقة ولا يطلع عليها أحد وبالتالى يمكن تكريمها بوضعها كرمز للأم مصر بمنتصف النصب التذكارى . الجزء الأخضر الموجود بمنتصف الحديقة الحالية سيظل كما هو لكن سيتم استبداله بمواد كيميائية مقاومة للعوامل الجوية التى تؤدى لتدهور الحشائش وبالتالى الإضرار بالنصب التذكارى فى حالة وجود حشائش بالنصب التذكارى كما سنثبت اللون الأخضر كما هو بالمنتصف حيث أن اللون الأخضر مريح للعين . أما بالنسبة للمنطقة المحيطة بالنصب فالتصميم يسمح بوجود رصيف يصل إتساعه لثلاثة أمتار وبالتالى عدم وجود اختناقات مرورية بالمنطقة المحيطة بالنصب ، فضلاً عن سهولة التقاط الصور التذكارية من أى جهة بالنصب الذى يسمح تصميمه الدائرى بالتصوير من كافة الاتجاهات. وعن سبب اتخاذ "المسلة" كرمز لكل شهيد فهو للاهتمام العالمى الكبير بالمسلات ووجودها بكافة الميادين العالمية سواء كانت المسلات الفرعونية حقيقية أو مصنوعة ، وبالتالى عدم الاختلاف على ذلك الرمز باختلاف العصور والأفكار ، وأدعو شباب مصر الفنانين من النحاتين والرسامين إلى المساهمة فى إقامة هذا العمل الذى يجسد ثورة الخامس والعشرين من يناير، كما أرحب بأي تعاون فى وضع تعديلات على الفكرة سواء بالإضافة أو الحذف والمهم فى النهاية هو إخراج تحفة فنية رائعة تليق بشهداء مصر الأبرار" .