انتشرت الاحتجاجات في أنحاء سوريا يوم الجمعة في تحد لحكم أسرة الاسد المستمر منذ 40 عاما بعد ان قتلت القوات السورية عشرات المتظاهرين في جنوب البلاد.
واريق مزيد من الدماء بعد صلاة الجمعة مع اعلان تقارير ان 23 شخصا على الاقل قتلوا بما في ذلك ولاول مرة في العاصمة دمشق . وكانت المعلومات بشأن الضحايا محدودة وفرضت سلطات الرئيس بشار الاسد قيودا على تحركات الصحفيين.
وفي مدينة درعا في الجنوب شارك عشرات الالاف في تشييع جنازات بعض القتلى وهم يرددون "حرية." وفي ميدان بوسط المدينة شاهد مراسل لرويترز محتجين يسقطون تمثالا للرئيس الراحل حافظ الاسد قبل ان يطلق رجال امن في ملابس مدنية النار من مبان مستخدمين بنادق الية .
وتفرق الحشد المؤلف من نحو ثلاثة الاف شخص تحت وابل من الرصاص والغاز المسيل للدموع. وشاهد المراسل بعض الجرحى ينقلون الى سيارات وعربات اسعاف. ولم يعرف عدد القتلى ان كان هناك اي قتلى.
ولكن شاهدا قال انه بحلول المساء بدا ان قوات الامن اختفت وتجمع حشد من المحتجين مرة اخرى في الميدان الرئيسي واضرموا النار في مبنى حكومي.
وقال ابراهيم وهو محام في منتصف العمر في درعا "حاجز الخوف انكسر. هذه خطوة اولى على الطريق نحو اسقاط النظام" مشبها هذه الاحداث بالانتفاضات في مصر ودول عربية اخرى. واضاف "وصلنا لنقطة اللاعودة."
وبعد اسقاط التمثال في مشهد اعاد الى الاذهان اسقاط صدام حسين في العراق عام 2003 على يد القوات الامريكية سكب بعض المحتجين الوقود على التمثال المكسور واضرموا النار فيه.
وفي بلدة الصنمين التي تقع في نفس المنطقة الجنوبية لمدينة درعا قال سكان محليون ان 20 شخصا قتلوا عندما اطلق مسلحون النار على حشد خارج مبنى تستخدمه المخابرات العسكرية وهي جزء من جهاز امني ضخم يتولى حماية حكم حزب البعث منذ عام 1963.
وذكرت وكالة الانباء السورية ان قوات الامن قتلت مهاجمين مسلحين حاولوا اقتحام المبني في الصنمين .
ودرعا هي معقل للعشائر المنتمية للاغلبية السنية التي تشعر بالاستياء ازاء السلطة والثروة التي تهيمن عليها النخبة العلوية المحيطة بالاسد.
وقدرت منظمة العفو الدولية عدد القتلى في البلدة خلال الاسبوع المنصرم بخمسة وخمسين على الاقل رغم تحدث سكان محليين عن مقتل مثلي هذا العدد حتى قبل الجمعة. وصرح مسؤولو مستشفيات يوم الخميس بان 37 شخصا على الاقل قتلوا عندما دمرت قوات الامن مخيم محتجين مطالبين بالديمقراطية في مسجد يوم الاربعاء.
وفي حماة بوسط البلاد قال سكان ان متظاهرين تدفقوا على الشوارع عقب صلاة الجمعة وهتفوا بشعارات داعية الى الحرية. كان الرئيس الراحل حافظ الاسد قد أرسل قواته الى حماة في 1982 لسحق تمرد مسلح لحركة الاخوان المسلمين مما أسفر عن مقتل الالاف.
وحثت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الاسد على الامتناع عن العنف. وقبل اسبوع شنت هذه الدول حملة جوية تدعمها الامم المتحدة لحماية معارضي الزعيم الليبي معمر القذافي.
ولكن محللين لا يرون فرصة تذكر ان تواجه سوريا نفس النوع من التدخل الاجنبي الذي حدث في شمال افريقيا.
واتصل الامين العام للامم المتحدة بان جي مون هاتفيا بالاسد ليحثه على ممارسة"اقصى درجات ضبط النفس" من قبل حكومة تواجه منذ فترة طويلة اتهامات باتخاذ اجراءات متطرفة لقمع المعارضة.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني يوم الجمعة "ندين بقوة محاولات الحكومة السورية لقمع وترويع المتظاهرين."
ونفت متحدثة باسم وزارة الاعلام السورية هذا الاتهام وقالت ان بعض المحتجين كانوا يحملون اسلحة.
وذكرت المجموعة الدولية للازمات ان الاسد البالغ من العمر 45 عاما والذي تلقى تعليمه في بريطانيا قد يستعين باحتياطي حسن النية الموجود بين الشعب لتفادي المواجهة وتطبيق اصلاحات سياسية واقتصادية.
مزيد من الأخبار العربية
قوات الامن السورية تفض مسيرة في دمشق سقوط صاروخين من قطاع غزة على اسرائيل شيعة البحرين يستعدون لــ "جمعة الغضب" وزير الدفاع الأمريكى: أدعو السوريين "لتعلم الدرس" من ثورة مصرغزة: الطائرات الإسرائيلية تقصف مبنى الإستخبارات الفلسطينية مساء اليوم إخر أحداث مظاهرات سوريا: إستشهاد37 محتجا على الاقل فى إشتباكات مع الأمن هجوم إسرائيلى على اهدافا في غزة بعد يوم من اطلاق صواريخ بالفيديو: تعذيب الأمن السورى للمحتجين داخل السجون والمعتقلات