في خامس ظهور له منذ انطلاق "ثورة 17 فبراير"، جدد الزعيم الليبي، معمر القذافي، تأكيده بأنه لا منصب له ليستقيل منه، مشيراً إلى أنه سلم زمام السلطة للشعب بعد ثورة الفاتح من سبتمبر/ أيلول، وأشار بأصابع الاتهام إلى تنظيم "القاعدة" بالوقوف وراء احتجاجات شعبية تنادي برحيله بعد 42 عاماً في الحكم.
وقال القذافي، في كلمة مطولة بمناسبة احتفالية الفعاليات الشعبية بالعيد الـ34 لإعلان قيام سلطة الشعب: "قمت بثورتي عام 1969 وسلمت السلطة للشعب وارتحت في خيمتي.. أنا مجرد مرجعية.. مجرد رمز."
وقال إن "الأرصدة المالية التي تم التحفظ عليها في الخارج، ليست للقذافي، وإنما هي أرصدة الشعب الليبي، وما حدث يعتبر اغتصاب لأموال النفط الليبي، وسطو وقرصنة على أموال الشعب، طمع في ثروة البلاد."
واتهم القذافي وسائل الإعلام العربية بأنها "معادية لليبيا"، لأن لدى الأخيرة نفط، كما اتهم وسائل الإعلام الأجنبية بأنها "تمهد لاحتلال ليبيا."
وقال: "إذا كان الغرب لا يريدون صداقتنا فنحن نقبل هذا التحدي، وهم الخاسرون، لكن الشرق العظيم به الصين وروسيا والهند، وكذلك البرازيل في أمريكا اللاتينية، وسنحضر الشركات الصينية والهندية والروسية بدلاً من الغربية"، وأردف بقوله: "سنموت جميعاً دفاعاً عن النفط."
وربط الزعيم الليبي تحسين عملية الإقراض من البنوك للمواطنين بـ"وقف العصابات المسلحة في بلاده"، مشيراً إلى أنه " تم إلغاء الفوائد على القروض للمواطنين، وإلغاء الشهادات العقارية التي كانت مفروضة قبل الحصول على أي قرض."
وحذر دول أوروبا قائلاً: "ليس من مصلحة الغرب زعزعة استقرار ليبيا، فملايين الأفارقة سيذهبون إلى أوروبا عبر ليبيا ولن يتصدى لهم أحد، وسينتشر القراصنة في البحر المتوسط، وستتوقف أنابيب الغاز وحتى إمدادات الكهرباء في البحر المتوسط."
ودعا القذافي مندوبي البعثات الدبلوماسية الذين هجروا سفاراتهم وقنصلياتهم إلى العودة مرة أخرى إلى ليبيا، فيما طلب من الشعب الليبي الإعفاء المطلق عن الذين يسلمون سلاحهم من المحتجين والشباب الثائرين.
وتطرق القذافي إلى الدور الأمريكي، قائلاً :"أوباما شاب سياسته معقولة، وهو ليس استعماري مثل بوش وكلينتون (الرئيسين الأمريكيين السابقين)، وأعتقد أنه يستطيع أن يجنب بلاده عراق أو أفغانستان جديد."
وتشهد ليبيا منذ 17 فبراير/شباط الفائت انتفاضة شعبية تدعو لتغيير النظام الحاكم، تمكن خلالها المحتجون من السيطرة على عدة مدن.
ووجه أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الاضطرابات قائلاً إن عناصرها تسللت تدريجيا من العراق وأفغانستان وشكلت خلايا نائمة في عدد من المدن منها "طبرق" و"بنغازي" وربما "مصراته"، قبيل انتفاضة 17 فبراير.
واتهم عناصر التنظيم بمهاجمة كتائب عسكرية في "البيضاء" و"بنغازي" قائلاً إن معظم القتلى من الجنود الذين تمت مباغتتهم، وطلبت منهم القيادات لاحقاً إخلاء تلك الثكنات.
وذكر الزعيم الليبي أن عائداً من معتقل "غوانتانامو" نحر جنوداً على غرار عمليات قطع الرأس التي نفذها زعيم التنظيم السابق في العراق، أبو مصعب الزرقاوي.
ونفى نفياً قاطعاً حدوث مظاهرات شعبية تنادي برحيله بل تظاهرات تأييد وأخرى لاستنكار "مذابح" القاعدة.
وبرر استخدام القوة بأن بلاده تتصدى لهجوم مسلحين "كما تفعل إسرائيل في غزة" والقوات الباكستانية في وادي "سوات."
وفسر سحب الغرب مواطنيهم على أنه دليل دامغ على أن ما تشهده ليبيا ليست مظاهرات سلمية بل هجمات تنفذها عصابات مسلحة، وأن الخطوة اعتراف من تلك الدول بذلك.
ودعا الزعيم الليبي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية إيفاد لجنة تقصي حقائق بشأن أحداث ليبيا، وقال "سنقاتل حتى آخر رجل وامرأة" دفاعاً عن ليبيا.
ووجه انتقادات حادة لمجلس الأمن الدولي لإصداره قرارا بالإجماع السبت بفرض عقوبات على النظام الليبي، قائلاً "لا يجوز لمجلس الأمن بناء قرار على وكالات أنباء خارجية."
والأسبوع الماضي توعد القذافي، في كلمته له أمام حشود في الساحة الخضراء، "الأعداء"، وقال "سنهزم أي محاولة خارجية كما هزمنا إيطاليا"، طالباً من الجماهير إلى الخروج والدفاع عن ليبيا، طالباً من الشباب، الذين خاطبهن بوصفهم ثواراً على اعتبار أنه مازال قائداً للثورة، في الساحة بأن "ارقصوا وغنوا وامرحوا واستعدوا."
ونفى أن يكون الشعب الليبي قد سب القذافي، قائلاً: " لا يمكن أن يسب الشعب الليبي القذافي،"، متسائلاً :" هل يمكن أن يسب أحد الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر؟، أو الشيخ زايد بن سلطان، رئيس الإمارات الأسبق؟".
ووصف من يطلبون فتح باب المساعدات الأجنبية لليبيا بمن "يطلبون فتح باب الاستعمار للبلاد."، مضيفاً أن "موانئ النفط الليبية آمنة وتحت السيطرة، لكن الشركات والخبراء الأجانب يخشون من ما يسمى بعصابات مسلحة في البلاد."
وأشار إلى النقص الحاصل في إمدادات النفط الليبي، قائلاً:"نقص النفط الليبي سيعوضه النفط السعودي، فالسعودية تنتج 12 مليون برميل حالياً، وهي تستطيع أن تنتج 15 مليوناً لسد العجز."