يواصل الثوار في مدينة الزاوية القريبة من العاصمة طرابلس سيطرتهم عليها، وشن هجمات مضادة على القوات الموالية للزعيم معمر القذافي التي تحتشد بالمنطقة، في وقت أوشك فيه الطعام على النفاد في المدينة الإستراتيجية المحاصرة.
وقال المحتجون المسلحون بدبابات ومدافع مضادة للطائرات محمولة على سيارات صغيرة مكشوفة وبنادق آلية إنهم تمكنوا في الأيام الماضية من صد عدة هجمات للقوات الموالية للزعيم الليبي التي تحاول استعادة السيطرة على المدينة .
وأحصى صحفيون من وكالة "رويترز" ما لايقل عن 12 نقطة تفتيش معظمها معزز بدبابات تنتشر على طول الطريق الواصل بين طرابلس والزاوية بطول 50 كيلومترا عندما مروا بسيارتهم على الطريق باتجاه المدينة يوم الثلاثاء.
كما استقر ما لا يقل عن ثماني قاذفات صواريخ جراد روسية الصنع محملة على شاحنات مكشوفة على مسافة 20 كيلومترا شرقي الزاوية.
وقال المحتجون الذين بدا أنهم يسيطرون فقط على الجزء الأوسط من المدينة، إن قواتهم بدأت شن هجمات على نقاط التفتيش التابعة للجيش حول المدينة.
وقال يوسف شاجان، أحد المتحدثين باسم المقاومة بالزاوية "نزداد قوة ونحصل على المزيد من الأسلحة. نقوم بمهاجمة نقاط التفتيش"، وتوعد بشن المزيد من الهجمات، وأضاف: "نعتزم مهاجمة نقاط التفتيش لإبعادهم (القوات الموالية للقذافي)".
وأشار إلى أن ثلاثة من الجنود الحكوميين قتلوا مساء الاثنين في مناوشات مع قوات المحتجين، فيما كان قد أعلن متحدث حكومي ليبي أن عشرة جنود قتلوا.
يأتي هذا فيما يخشى من حدوث كارثة إنسانية نتيجة نقص الطعام. وقال المحامي إبراهيم كلامي الناشط في مجال حقوق الإنسان وأحد المحتجين في الزاوية "الوضع سيء حقا. نحن معزولون . لا يمكننا الحصول على الإمدادات الغذائية".
وأضاف قائلا "نحتاج لمساعدة منظمات حقوق الإنسان. هناك القليل من الطعام واللبن للاطفال الصغار... القذافي يحاول أن يخفي ذلك. المدينة لم تعد تحت سيطرة القذافي".
وعند مشارف المدينة بدت الحياة أكثر هدوءا، فالمحال التجارية كانت مفتوحة بينما كانت قطعان من الخراف ترتع في حقول خصبة تنتشر فيها زهور النرجس البري.
لكن في الميدان الرئيس الذي عزل عن باقي المدينة بمتاريس من كتل خرسانية وجذوع النخيل، كانت هناك دبابة وعدد من المدافع المضادة للطائرات تطلق نيرانها في شهادة على عزم المحتجين على مواصلة القتال.
وهتف جمع "ياقذافي يا مجنون" و"يسقط الدكتاتور" وأطلقوا الرصاص في الهواء. وطليت واجهة كاملة لمبنى يطل على الميدان بألوان أعلام المعارضة.
واتكأ البعض ممسكا ببنادق الكلاشنيكوف داخل خيام على النمط العسكري نصبت على أكوام من السجاد المزركش. وقال أحد الشبان ويدعي هيثم " هكذا ننتصر... نصرنا قريب... لدينا السلاح وتأييد الشعب".
وتكتسب مدينة الزاوية التي تقع على مسافة 50 كيلومترا فقط غرب العاصمة الليبية طرابلس، أهمية كبرى وقد تكون نقطة مفصلية في مسار الانتفاضة الشعبية، نظرًا لقربها من مقر الحكم، وهو ما جعل القذافي الذي يكافح للبقاء على العاصمة تحت سيطرته يتوجه بتصريحات لمواطنيها في الأسبوع الماضي.