تواصلت الاستعدادات في عدد من المدن الليبية التي تحررت من سيطرة قوات العقيد معمر القذافي لصد هجمات محتملة لهذه القوات وذلك بعد تهديدات وصلت إلى الثوار من شخصيات مقربة من القذافي.
وأشارت معلومات إلى أن القوات الموالية للنظام الحاكم تستعد لشن هجمات على عدد من المدن في الغرب، وذلك في حين استعد الثوار في بنغازي (1000 كلم شرق طرابلس) لصد هجمات جوية محتملة لقوات العقيد القذافي. وقام عدد من الجنود بتحريك بطاريات مضادة للطيران.
وكانت مصادر متطابقة في بنغازي قد قالت إن غارات جوية لقوات القذافي استهدفت الاثنين مخازن ذخيرة في أجدابيا التي تقع على بعد مائة كيلومتر جنوب بنغازي والرجمة على بعد 15 كيلومترا جنوب بنغازي أيضا، وهما مدينتان أصبحتا تحت سيطرة الثوار.
تهديدات وإغراءات
وقال المعتصمون الليبيون في إحدى ساحات مدينة الزاوية غرب طرابلس، إن اللواء المهدي العربي أحد القادة العسكريين الموالين للقذافي نقل إليهم تهديدا من العقيد بقصف الساحة بطائرات حربية إن لم يتفرقوا.
كما قال الناشط السياسي خالد عمار من مدينة الزاوية -في حديث مع الجزيرة اليوم الثلاثاء- إن الكتائب الأمنية الموالية للقذافي تستعد للهجوم على المدينة، ولم يستبعد أن يلجأ النظام لاستخدام سلاح الجو تنفيذا للتهديد الذي نقل إلى المدينة عبر مسؤول ليبي.
وأوضح الناشط أن التهديد جاء عن طريق عمدة سابق للبلدية يدعى محمد برقوق عمل وسيطا بين الثوار والنظام الليبي الذي عرض على كل أسرة في مدينة الزاوية مبلغ 250 ألف دينار ليبي (أكثر من مائتيْ ألف دولار)، تعويضا لها عن مقتل أحد أفرادها مقابل التراجع عن موقفها.
مجموعة من الثوار الشباب
كما أعرب سكان من مدينة نالوت عن تخوفهم من هجوم قد تشنه الكتائب الأمنية الموالية للقذافي، حيث أفادت مصادر محلية أن قوات عسكرية تطوق المنطقة الواقعة بالقرب من الحدود التونسية.
وبينما أكد صحفيون موجودون في الناحية التونسية من الحدود أن الجيش الليبي أعلن أمس إغلاق الحدود بشكل كامل، نفت تونس اليوم إغلاقها الحدود من جانبها.
وفي مدينة مصراتة شرق طرابلس قال شاهد عيان إن معركة جارية للسيطرة على القاعدة الجوية، في حين أشار عبد الباسط زريق -وهو ناشط سياسي في مصراتة- إلى أن كتيبة حمزة الأمنية الموالية للقذافي أطلقت النار أمس الاثنين على كل من يقترب من المنطقة المتمركزة فيها، واستهدفت سيارة يستقلها ثلاثة مزارعين مما أسفر عن مقتل اثنين منهم وجرح الثالث.
هدوء حذر
وفي منطقة تاجوراء الواقعة على المدخل الشرقي للعاصمة طرابلس، لا يزال الهدوء الحذر يسيطر على المنطقة في أعقاب الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة الاثنين ضد نظام القذافي.
ونسبت وكالة رويترز للأنباء إلى صحيفة قورينا الليبية قولها إن قوات موالية للقذافي فتحت النار الاثنين لتفريق محتجين في حي تاجوراء، مما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا، في حين قالت مصادر إعلامية أخرى إن القوات الأمنية أطلقت النار في الهواء.
ومن جهة أخرى أصدر شباب انتفاضة طرابلس أمس الاثنين بيانهم الأول الذي أكدوا فيه استمرار النضال حتى إسقاط النظام في ليبيا ورفضهم التفاوض معه، وأعربوا عن تأييدهم لمساعي تشكيل مجلس وطني مؤقت، ودعوا إلى وقفة احتجاجية عقب صلاة الجمعة المقبلة في كل مساجد البلاد.