أصيب العشرات باليمن اليوم بمواجهات في العاصمة صنعاء ومدينة الضالع الجنوبية، بينما تواصلت الاعتصامات والتظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس
علي عبد الله صالح، وانضم مجلس التضامن اليمني إلى المعتصمين أمام جامعة صنعاء.
واندلعت مواجهات بين المعتصمين أمام الجامعة ضد مجموعة من المحسوبين على الحزب الحاكم الذين استخدموا العصي والخناجر التقليدية.
وحسب شهود عيان أصيب عشرة أشخاص، أحدهم حالته خطيرة جراء طعنة بخنجر تعرض لها، بينما تمكن البعض من القبض على أحد المسلحين بلباس مدني، وسلم لقوات الأمن.
وفي المواجهات أمام الجامعة، أحرقت سيارة قيل إنها لقيادي بالحزب الحاكم كانت تقوم بتوزيع العصي والهراوات من أجل الاعتداء على المعتصمين، وقال بعضهم إنهم وجدوا بها أسلحة كلاشنكوف.
مجلس التضامن
وقد انضم اليوم مجلس التضامن الوطني -وهو تكتل سياسي قبلي يقوده الشيخ حسين الأحمر- إلى المعتصمين أمام جامعة صنعاء للمطالبة برحيل الرئيس.
وأوضح المجلس في بيان وزع اليوم أن انضمامه للمعتصمين جاء استجابة لتطلعات الشعب اليمني التواق إلى الإصلاح والتغيير. ودعا البيان جماهيره وكل أعضائه في العاصمة وبقية المحافظات للانضمام إلى المعتصمين بساحة التغيير أمام الجامعة.
وكان
الشيخ حسين الأحمر "أكد تأييد قبائل اليمن للتغيير ووقوفها إلى جانب الثورة الشعبية السلمية التي اندلعت في عدد من محافظات الجمهورية للمطالبة بإسقاط النظام، وأكد قدرة القبائل على حماية المتظاهرين سلميا ضد من وصفهم "بلطجية" السلطة ومن السلطة نفسها.
وتأتي مبادرة مجلس التضامن الوطني بعد يومين من قيام المعتصمين بنصب خيامهم أمام بوابة الجامعة التي أطلقوا عليها "ساحة التغيير"، التي باتت تحتضن الفعاليات الاحتجاجية السلمية المطالبة بالتغيير ورحيل الرئيس.
أحداث الضالع
وفي مدينة الضالع جنوب البلاد أصيب أربعة أشخاص بطلقات نارية عند تفريق أمن الضالع لاعتصام مطلبي دعت إليه نقابة المعلمين بالمحافظة وشارك فيه المئات من المعلمين.
وحسب مصادر محلية فإن أحد المعلمين كانت إصابته خطرة، حيث تلقى رصاصة في الظهر، كما أصيب إلى جواره ثلاثة آخرون.
وذكرت نقابة المعلمين اليمنيين في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه أن قوات الأمن بالضالع استخدمت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، في تفريق اعتصام مطلبي للمعلمين، وأوضحت أنه تم اعتقال تسعة معلمين، واحتجاز أربع سيارات للمعتصمين، واعتداء على الصحفيين.
وأدانت نقابة المعلمين "البلطجة السافرة في التعامل مع الفعاليات الحقوقية السلمية المكفولة قانونا"، وأكدت أن "الدماء التي سالت لم ولن تضيع هدرا"، ودعت النائب العام إلى فتح تحقيق وتقديم الجناة إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع.
من جانب آخر أعلن حزب الإصلاح الإسلامي المعارض، الذي يقود تكتل أحزاب اللقاء المشترك، أن رئيس الحزب محمد عبدالله اليدومي، استقبل اليوم بمكتبه السفير الأميركي بصنعاء غيرالد فايرستاين، ومعه المستشار السياسي بالسفارة هارون غارفيلد، وتطرق اللقاء إلى أهم المستجدات الراهنة في اليمن، وتبادل وجهات النظر حيالها.
وفي وقت سابق اليوم التقى رئيس حزب الإصلاح بمدير المعهد الديمقراطي الأميركي في الشرق الأوسط ليس كامبل، وقد استعرض اللقاء المستجدات الراهنة وما من شأنه إيجاد حياة ديمقراطية حقيقية في اليمن، وفقا لمصادر الحزب
مجلس الدفاع الوطني
على الصعيد الحكومي، عقد مجلس الدفاع الوطني مساء أمس اجتماعا برئاسة صالح، هو الخامس له منذ اندلاع التظاهرات الشعبية المطالبة برحيل النظام.
واستمع المجلس وفقا لوكالة سبأ الرسمية إلى عدد من التقارير الأمنية المتصلة بالأوضاع الأمنية وأداء مهام أجهزة الأمن للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة.
وقد عبر المجلس عن أسفه لسقوط الضحايا وتدمير الممتلكات العامة والخاصة نتيجة تلك الأعمال الإجرامية المجافية للممارسة الديمقراطية الصحيحة و"للأخلاق اليمنية، والمعادية للنظام والقانون، والهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار والإضرار بمصالح الوطن والمواطنين".
كما حذر مما أسماه اندساس بعض العناصر التخريبية التي لها ثأر مع الوطن وثورته ووحدته والمصالح العليا للشعب اليمني.