ليس هناك شك بأن مرحلة التغيير قد بدأت وان الجيل الجديد من الشعوب العربية لن يرضى بهذا الواقع ابدا، وان كان الحال في بعض البلاد العربية اسوأ من الآخر الا ان الشعور والاحساس بالاستياء العام بدا واضحا، فما حصل بتونس شعرت به الشعوب العربية كلها لحظة بلحظة وما يحصل بمصر يحس به الجميع من الخليج الى المحيط، فالمصريون هم العرب، والعرب هم المصريون يفرحون جميعا أو يحزنون جميعا.
الدرس العملي الاول كان من الشعب التونسي (الحر) والدرس الثاني كان من المصريين الشرفاء الأباة، فممن سيكون الدرس الثالث؟! وهذه الدروس العملية التي ستستمر بإذن الله هل سيتعظ منها كل طاغية أو جبار عنيد؟! وهل ستعيد بعض الحكومات المستبدة حساباتها مرة اخرى مع شعوبها أم انها ستراهن على سكوت شعبها وخوفه وضعفه؟!
ان على الحكام الظلمة ان يعلموا ان سياسة الاعلام الواحد قد انتهت، وان عصر (ما أُريكم إلا ما أرى) قد ولى وانقضى، وان المسرحية السخيفة التي يمثل فيها بعض المتجبرين دور المشفقين المصلحين قد انفضت الجماهير عنها، والشعوب حفظت الادوار جيدا، فأي مصلح سيظهر سيقتل أو يسجن أو يطرد ولسان حال الظالمين هو (اني اخاف ان يبدل دينكم أو ان يظهر في الارض الفساد)، وما الخطب الانشائية والكلمات الجوفاء التي يلقيها الطواغيت على شعوبهم الا اكاذيب سئمتها الشعوب، وما عاد احد يصدقها الا الفاسقون {
فاستخف قومه فأطاعوه انهم كانوا قوما فاسقين}.
ان الشعوب العربية تعيش حالة من الانحطاط والهوان والتخلف بجميع صوره، وعدد الفقراء والجوعى في الوطن العربي ينذر بأخطار تهدد بعض العروش، والشعوب العربية تعلم جيدا مدى الثراء الذي تنعم به احزابها الحاكمة في حين انها تتضور جوعا وهي تبحث عن لقمة عيشها، وما الحديث عن الاصلاحات الاقتصادية منذ عقود من الزمن الا بيانات مكررة واكاذيب تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع.
ان بعض الاحزاب الحاكمة في امتنا العربية لا مجال عندها للاصلاح، والوقت قد فاتها لتحسين الاوضاع، وليس من سبيل امامها الا التنحي وترك المجال للشعوب لتختار الاكفأ ليقودها، بل ان البعض منهم لابد ان يحاسب على ما اقترفت يداه خلال العقود السالفة، فدماء الابرياء لن تضيع هدرا، وتدمير احلام الامة وخيانتها والعمالة مع الاعداء ونهب ثروات الشعوب لن يمر دون حساب وعقاب، اما الحديث من بعض القادة المتجبرين اليوم عن الاصلاح فهو اشبهه باللعب ليس في الوقت الضائع بل بعد انقضاء المباراة واطلاق صافرة النهاية!!
التغيير قادم لا محالة، والشعوب قالت كلمتها واوضحت والسؤال اليوم ليس عن امكانية التغيير ولكنه سؤال عما بعده، فأي خطة قد وضعت لعهد انتهاء تلك الحكومات؟ ومن سيقود الامة نحو الاصلاح؟ وكيف ستخرج الامة من حالة الفوضى لو حدثت؟ وكيف نقطع الطريق على الاعداء الخارجيين حتى لا يستغلوا الحدث؟ وهل تعي الشعوب اننا نعيش في اصعب مراحل امتنا خلال هذا القرن، وهل ستجتمع الاحزاب المعارضة لتوحد صفوفها وتقدم الصالح العام على مصالحها؟… أسئلة لابد من الاجابة عليها اليوم قبل الغد حتى نسير حقا في طريق الاصلاح.
الومضة (الرابعة والتسعون): قال تعالى: {
ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}.
17.02.11 0:38 من طرف ???? ???