أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن المادة الثانية من الدستور ليست مطروحة للتغيير أو التحديث، والاقتراب منها بمثابة محاولة لنشر الفتنة، فالمادة الثانية من الدستور هى من ثوابت الدولة والأمة والحديث فى تلك المادة هو مصادرة للديمقراطية التى نأمل الوصول إليها ومصادرة على الحريات.
وعن مشاركة الأزهر أو الحوار مع الإخوان، قال الطيب: إن الأزهر مؤسسة تعليمية، والإخوان حركة سياسية، فعقيدتنا واحدة واجتهادنا مختلف وبيننا احترام متبادل، فالأزهر مؤسسة تعليمية لمصر والعالم، فأنا شيخ الأزهر خلفى مليار مسلم ومصر تتخذ قرارات تخص الأزهر وتراعى هذا البعد.
أما بالنسبة لانتخاب شيخ الأزهر قال الطيب: إن قضية الانتخاب أثيرت كثيرا وأنه شارك فيها أكثر من مرة وهناك تخوف من الانتخابات، كما أن هناك تخوفاً من التعيين والخوف من التعيين بأن شيخ الأزهر يكون مقيداً أو غير حر والخوف من الانتخابات يأتى من الصورة التى شهدتها الانتخابات مؤخرا وستتيح الفرصة لأصحاب رؤوس الأموال من التأثير على الأصوات، فإذا ضمنا أن تكون هناك صناديق طاهرة ونظيفة وانتخابات نزيهة فأنا مع الانتخابات.
كما رد الإمام على الادعاءات والتطاولات التى وجهت إلى الأزهر من أنه كان يتملق السلطة وقال إنه يعذر الشباب، فالموضوع كان غامضاً وإننا فى الأزهر نقول ما يمليه علينا الحق والشرع، وما قلته يوم الجمعة من أن الخروج للمظاهرات حرام، فقد بدا لى أن الشباب مستمرون وأن النظام سيتم ضبطه بتدخل الجيش وأن خروج أعداد متزايدة للوقوف بجانب الشباب سيؤدى إلى وجود دماء، فكان الخلق يحتم علىّ قول ذلك.
وأكد شيخ الأزهر أننا كنا نعانى من فساد فى الأنظمة ولا أشجع أن يظهر أى شخص عملا مع النظام أو أن يظهر بمظاهر الأبطال، فالوحيدون الذى يستطيعون الظهور وبمظهر الأبطال هم من خرج ودافع، كما أنه لا يعفى أحداً من المسئولين فى النظام السابق، مؤكداً أن الأزهر فوق الثورات والحكومات فالثورات متغيرة وكذلك الحكومات، فالأزهر يبقى بعد الثورات والحكومات.
من جانبه أعلن السفير محمد رفاعة الطهطاوى استقالته فى المؤتمر الصحفى الذى عقد بحضور شيخ الأزهر، مؤكداً أنه فى خدمة الأزهر تطوعا، وكشف السفير أثناء المؤتمر الأحاديث التى دارت بينه وبين شيخ الأزهر أثناء الثورة، والذى أكد أن ما لمسه من شيخ الأزهر خلال الأيام الماضية يجعله يشعر بأنه تشرف بأن يكون من أحد معاونيه لما لمس منه من نبل ورجولة وشهامة، وأن شيخ الأزهر هو أول من أفتى بأن ضحايا الثورة شهداء، كما أنه لم يهدأ طيلة الثورة بل اجتمع مع عدد من الرموز، مثل الدكتور أحمد زويل والدكتور سليم العوا وعدد من شباب التحرير يبحث مخارج لتلك الأزمة.
وفجر السفير مفاجأة حين كشف أن مباحث أمن الدولة أثناء المؤتمر الأخير للرابطة العالمية لخريجى الأزهر طلبت استدعاء الدكتور يوسف القرضاوى، لكن شيخ الأزهر رفض رفضاً تاماً وقال لهم إنه ضيفه، وأقسم أنه لو تعرض له أحد سيتقدم باستقالته على الفور.كما كشف السفير أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب كلف الدكتور حسن الشافعى بالتوجه إلى ميدان التحرير ليتحدث بلسان شيخ الأزهر ويقول لهم ما يمليه عليه ضميره، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، فتوجه إلى محاصرة ماسبيرو مع شباب الثورة.