بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
ظاهرة انتشرت في كثير من الناس ذكرها القرآن الكريم والسنة النبوبة المطهرة، إما على سبيل الذم، أو على سبيل بيان سوء عاقبة من فعلها
إنها ظاهرة الظلم، وما أدراك ما الظلم، الذي حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه وحرمه على الناس، فقال سبحانه وتعالى
فيما رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: {
يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا } [رواه مسلم].
فتذكر أيها الظالم: قول الله عز وجل: {
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء }
وقوله تعالى: {
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} [الشعراء:227]
والأيات فى القرآن الكريم عن هذا الذنب كثيرة
فمن أعظم الذنوب ظلم الإنسان لغيره من عباد الله ومخلوقاته، وذلك بأكل أموال الناس بالباطل، وظلمهم بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء، والظلم يقع غالباً بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار.
وهذا واقع مرير وأليم عشناه فى مصرنا الغالية ..........
ظلم دام لثلاث عقود
حياة تنقطع فيها الكرامة ,مرارة من العيش , عيون ساهرة تبكى وتشكى ظلم هؤلاء ,وإخرى نائمة مخافة أن يفوتها جرس دوامها تراها راضية بقضاء الله وقدره
إن إشتكوا وجدوا أنفسهم فى مكان لاعلم لهم به .ومن ثم ترى أيامهم متشابهات لا إختلاف فيها ولاتغيير
ومن منهم يجروؤ أن يتلفظ بكلمة التغيير وقد سبق لى أن وضحت بأن أصحاب المطالب المشروعه تفتح لهم أبواب لاحصر لها ولاعدد "من سجون ,ومعتقلات, وزنازين, "ليذوقوا العذاب الأليم بما كانوا يصنعون
وكأن من يطالب بقطعة خبز نظيفة قد أرتكب إثما وذنباً عظيما
أربع سبعات من السنين العجاف عاشتها مصرنا لم تمر بها المحروسة إلا فى عهد عزيز مصر "يوسف الصديق" عليه السلام
مرت بواحدة منهم ولكن كانت بترتيب من الله وتدابيره مع إختلاف الأحداث ليميز الله فيها الخبيث من الطيب
وبما أن هولاء الأربعة جاءت بأوامر من حاكم ظالم مستبد إستحل قوت شعبه مستغلاً سلطته ومسخراً كل مؤسسات دولته من أجل مصالحه الشخصية هو وشرزمة قليلون ممن حوله قد أعانوه فى إتمام مسيرة الفساد الغاشم الذى خيم وعمم أرجاء الوطن
ولكن هيهات وقد ذاقوا سؤ المنقلب قد غفلوا وغاب عنهم ونسوا بأن الله يرى
إلى أن جاءت إرادة الله وقامت الثورة المباركة والتى أشعل فتيلها شباب مصر الشرفاء ليرفعوا راية مكتوب عليها {
جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} سورة التوبة
ثورة قد طهرت أرض مصر من غيابات الإستبداد والقمع والتشريد
نعم هى الحرية الحمراء التى دفع ثمنها شبابنا الغالى لنحيا حياة طيبة وتظل ذكراهم مسطرة بدمائهم الذكية العطرة وإنى أحتسبهم عند الله شهداء ليعوضهم الله عما تجرعوه من مرارة عيش فى هذه الدنيا ويهنيهم ويبدلهم داراً خيراً من ديارهم كما وعدهم رب العزة جل فى علاه {
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتغمد ضحايانا فى مستقر رحمته وأن يمن على بلدنا بنعمة الأمن والأمان وأن يحفظها من كيد الكائدين إنه ولى ذلك ومولاه
م_أحمد عياد