ما أجمل الفرحة والابتسامة والسعادة التي يعيشها اخواننا في تونس ومصر وهذا الشعور العجيب واللذيذ والغريب عن بقية الشعوب العربية المقهورة شعور يتمثل في جوانب متعددة اثناء ثورتهم وانتفاضتهم ، مشاعر تختلط فيه الضحكة والدمعة ، والابتسامة مع البكاء ، مشاعر تختلط فيها التفاؤل واليقين بالنصر مع شدة مكر الظالمين والمتكبرين كم هي تلك المشاعر لها لذة ونشوة لا يستطيع القلم أن يعبر عنها بل هي مشاعر تحس وتختلط بنفس الانسان وقلبه ولعلي اذكر بعض تجلياتها ومظاهرها وهي كالتالي : أولاً : الفرحة بزوال الظلم والظلمة بغير رجعة والتلذذ بنعمة العدل وأول هذه المراحل أنه يمشي في الشوارع لا يخاف من المخبرين ولا أن يكتب فيه أحد ولا أحد يرفع فيه تقرير وذهبت هيبة هولاء الظلمة من قلبه ياله من شعور ويالها من لذة أسال الله أن لايحرمها أي مسلم على وجه الأرض .
ثانياً: الشعور بلذة المشاركة في تغيير الواقع السيء والمدمر ويشعر الفرد أنه يشارك في إدخال البسمة على كل شعب بلده كم هي الفرحة والجميع يشعر أنهم صناع الحرية المنشودة والعدل والطمأنينه ورغد العيش في بلده وأصبح كل فرد يشعر أنه يشارك في تنمية بلده بعد أن عاش مهمشاً طول عمره ليس له أي ناقة أو جمل فيما يحدث في بلده داخليا وخارجيا .
ثالثاً: الفرحةوالنشوة وهو يشعر أنه يناضل ويقاتل من أجل إقامة العدل والسعادة وهو أمر يمليه عليه فطرته السليمه ودينه وشرعه تجده يشعر بالنشوة واللذة وهو يقف الساعات الطوال النشوة وهو يصرخ باعلى صوته بزوال الظلم وإقامة العدل يشعر بالنشوة واللذة وهو يطعم إخوانه ويسقي الناس ويعين الضعيف ويتحدث ويضحك ويسامر اخوانه كم هي تلك اللذة والنشوة حرمت منها غالب الشعوب العربية المسلمة .
رابعاً: الفرحة والنشوة وهو يشعر بأنه مجاهد ومرابط ويؤجر على دفاعه عن حريته وعن العدل الذي أصبح بين يديه وملكا له يشعر باللذة وهو يرابط الساعات في التصدي للمجرمين الذين يريدون ان يسرقوا فرحة الشعب بحريته وزوال فرعون مصر وزبانيته ، كم هي فرحته وهو يرمي بحجر ضد مجرم يريد أن يؤذي هؤلاء الأحرار ، كم هي فرحته وكم هي اللذة وهو يجرح والدم يسيل عليه كم هو لذيذ أن يشعر الانسان بانه بطل وشجاع وله كرامة يدافع عنها كم هي حسرة الشعوب التي فقدت هذه المشاعر .
خامساً: كم هوجميل الشعور بالألفة والأخوة والترابط والتراحم بين المجتمع الواحد لم يمر على شعب مصر وتونس وقت تكاتف فيه الشعب بكل اطيافه ضد هدف واحد مشترك هدف مشروع وهو اقامة العدل والكرامة لكل الشعب ،كم هو لذيذ هذا الشعور الذي نقرأه في كتاب ربنا (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) (أمتكم أمة واحدة ) يالها من نشوة لا يشعر بها إلا شعب مصر وتونس ونقول هذا الشعور هو الذي نشارككم فيه ونشعر بنشوة ولذة ولكن ليست مثلكم وأنتم في الميدان .
سادساً: كم هي سعادة ونشوة المظلومين الذي انتهكت أعراضهم والذين أخذت أموالهم والذين سجنوا بغير حق والذين عذبوا أو عاشوا عيشة الذل والهوان كم هي فرحة أولئك وهم يرون فلول الأمن الباطش الظالم وهي تفر وتغادر وتختبيء كالجرذان تلك القوات التي طالما ضربت واهانت واذا بها تضرب وتهان وتطرد كم هو الشعور بالنشوة واللذة حينما يأتي وقت القصاص وتسكن تلك النفوس الملتهبة فاللهم فرج ويسر وانصر كل مظلوم ومقهور .