أشارت وكالة
"رويترز" إلى أنه كان واضحا خلال مظاهرات أمس أن "بعض رجال الشرطة شعروا بعدم الارتياح للدور الذي يلعبونه"، في إشارة إلى استخدام القوة لقمع المتظاهرين.
وأضافت الوكالة أن شرطي قال لأحد المحتجين إن أمامه ثلاثة أشهر في الخدمة وبعدها سيكون "على الجانب الاخر من الحاجز". لكن رجال شرطة آخرين لم يغيروا نهجهم، كأولئك الذين ضربوا المحتجين بالهراوات.
وتابعت أن "أعداد المشاركين في الاحتجاجات لم تكن تتجاوز بضع مئات الا فيما ندر. غير أن المصريين أبدوا الثلاثاء جرأة ازدادت ساعة بعد ساعة. ودعا المحتجون في الشوارع مشاهديهم من النوافذ للانضمام اليهم واستجاب لهم كثيرون".
وأشارت إلى أن "الشرطة التزمت بضبط النفس نسبيا وحين أبدت صرامة مثلما حدث عندما استخدمت مدفعا للمياه في ميدان بوسط القاهرة لم يتفرق المحتجون وانما أبدوا جرأة أكبر. بل ان بعضهم طارد رجال الشرطة الذين فروا الى شوارع جانبية.
ورأت
"رويترز" في ذلك إشارة "إلى أن المزيد من المصريين ما عادوا يخشون العقاب وهو ما يمكن أن يحفز آخرين في حد ذاته"، لكن ما زال النشطاء الشبان أمام تحد يتمثل فيما اذا كانوا سيحافظون على الزخم بهدف دفع البلاد الى نقطة تحول.
ولفتت إلى أن الزعماء الحقيقيين لهذه الاحتجاجات هم "نشطاء على الانترنت أظهروا أنهم يستطيعون استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للمساعدة في تحفيز الاف المصريين الذين يعبرون سرا عن غضبهم من الفقر والقمع السياسي".
وأضافت
"رويترز" أنه "إذا تطور الامر ولم تستطع الشرطة احتواء الغضب فقد تجري الاستعانة بالجيش المدرب على قتال جنود العدو وليس المواطنين. وقد يكون هذا قرارا صعبا على مسئولي الجيش وحين وصلت تونس الى هذه المرحلة تخلى جنرالاتها عن دعم الرئيس بن علي، الذي فر للخارج".
وفيما يتعلق بتوريث الحكم.. ذكرت الوكالة أنه "إذا كان الرئيس مبارك يريد أن يخلفه ابنه جمال أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني في رئاسة مصر -وان كان لم يفصح عن هذه الرغبة قط- فإن احتجاجات الثلاثاء ربما تزيد هذا صعوبة.
وأوضحت أن فكرة التوريث لا تتمتع بتأييد بين أطياف الشعب، ورسالة أمس كانت عالية وواضحة، وردد المصريون هتافات قائلين "يا جمال قول لابوك كل الشعب بيكرهوك"، ومزقوا صورة لنجل الرئيس في الاسكندرية.