حوار مع "زوجة الأخ سيد بلال" رحمه الله أمن الدولة لزوجة بلال: أدفنوا "الرمة"
ادفنوا الرمة ده دلوقتي يا إما هندفنوا إحنا بمعرفتنا في مقابر الصدقة« كانت هذه الكلمات القاسية الغليظة هي آخر ما أطلقه ضباط أمن الدولة بالإسكندرية في وجوه أسرة سيد بلال
الشاب السلفي الذي لقي حتفه بعد 48 ساعة من ذهابه لمقر أمن الدولة. للتحقيق معه علي خلفية حادث تفجيرات كنيسة القديسين الذي أودي بحياة 21 قتيلا وخلف أكثر من 100 جريح كانت هذه الكلمات دافعا لتزايد غضب أسرة »بلال« خاصة زوجته شيماء إبراهيم التي زادت شكوكها إلي حد التأكد من وفاة زوجها إثر التعذيب في أجواء : مريبة حاول الضابط »غليظ القلب« ان ينهيها بدفن دليل جريمة متحملة في نظر أسرة »بلال« والتعجل بدفن جثته مساء الخميس وليس عقب صلاة ظهر الجمعة الماضي كما أرادت الأسرة. وتؤكد »شيماء« في حوار مع »الوفد« ان زوجها ليست له علاقة بالسياسة ولا بنظام الحكم لافتة إلي أن زوجها كان يكره فقط الاحتلال الأمريكي للعراق، وأنه لم يكره يوما الأقباط وليست له علاقة بأحداث تفجيرات كنيسة القديسين وتكشف زوجة بلال في هذا الحوار عن مفاجأة حيث أكدت أن أجهزة الأمن عرضت دفع دية قدرها 100 ألف جنيه ومنحها شقة باسم نجلها فضلاً عن رحلتي حج لها ولوالدة »بلال« نهاية هذا العام، مؤكدة انها لم تقبل العرض ولم ترفضه ولا تعلم ماذا تفعل حتي الآن، ووجهت رسالة خلال حوارها للأجهزة الأمنية أن يتركوها في حالها لتعيش بسلام مع طفلها وإلي نص الحوار:
* في البداية كيف تم اعتقال زوجك؟
ـ زوجي لم يتم اعقتاله بل هو الذي ذهب بإرادته إلي مباحث أمن الدولة بالاسكندرية بعدما اتصل به ضابط بمباحث أمن الدولة صباح الثلاثاء قبل الماضي بمنزل والدته بينما لم يكن موجوداً وقتها حيث كان يجلس معي أنا وطفلي بلال »عام وتسعة أشهر« عقب عودتنا من المستشفي بسبب معاناته من أمراض مرضية منذ الصباح وطالب الضابط والدة زوجي بإبلاعه بمثوله أمام مقر أمن الدولة في تمام الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء .
* وهل استجاب زوجك لاستدعاء الضابط عند عودته لمنزل والدته؟
ـ نعم فزوجي كان معتاد الذهاب لمنزل والدته صباح كل يوم للاطمئنان عليها، وهذا ما جعل ضباط أمن الدولة يتصلون بمنزل والدته للسؤال عنه، لكن زوجي اتصل بجهاز مباحث أمن الدولة واستأذنهم أن يتأخر ساعة نظراً لمواعيد عمله، وبعد ذلك أخذ زوجي إجازة من عمله في هذا اليوم وجلس معي أنا وبلال ليذهب إليهم في الموعد المحدد.
* نلحظ من كلامك أن ضباط أمن الدولة كانوا دائمي الاتصال به وان »بلال« كان دائم التردد عليهم .
ـ زوجي كان يخشي ان يقتحم جهاز أمن الدولة منزل الزوجية وينتهكوا حرمة بيته ويرعبوا طفلنا الصغير ، كما أنه كان لا يرغب في المشاكل وكان مسالما.
*لم تجيبي علي سؤالي بشكل واضح.
* لا ، كانت هذه المرة الأولي منذ الافراج عنه، ولكنه لم تكن مفاجأة له ،لأنه منذ أن وقعت تفجيرات كنيسة القديسين بالاسكندرية، أخبرني ان أمن الدولة استدعي الكثير من السلفيين، وربما يستدعونه لوجود اسمه لديهم، ولذلك ذهب طواعية في نفس اليوم لانه كان جرئيا ولا يخشي إلا الله .
* هل تم اعتقال زوجك قبل ذلك؟
ـ نعم لقد تم اعتقاله منذ ثلاث سنوات لمدة عامين كاملين وكان يتم الافراج عنه كل 70 يوما.
* وما سبب اعتقاله؟
ـ ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه لمساعدته لصديق له في السفر إلي دولة العراق حتي يجاهد هناك ضد الاحتلال الأمريكي والبريطاني وهذا هو الاتهام الذي وجهته الأجهزة الأمنية لزوجي كمبرر لاعتقاله مع صديقه ، والغريب أنه تم الافراج عن صديقه وبقي زوجي لمدة عامين في المعتقل دون محاكمة أو تهمة حقيقية ضده
.
* هل كان زوجك ينوي السفر إلي العراق لـ »الجهاد« ضد الاحتلال الأمريكي.
ـ زوجي كان مسالما لأقصي درجة وكان يكره الاحتلال أمريكا وبريطانيا للعراق والعديد من الدول الإسلامية ، إلا انه في الوقت نفسه كان يحب والدته وأشقاءه ويخاف عليهم، ولذلك كان من المستحيل عليه ان يفكر في أي عمل من الممكن أن يعرض والدته وأشقاءه لأي مضايقات أمنية، ولذلك فإن اتهامه بالسفر للعراق هو اتهام مفبرك ولا أساس له من الصحة.
* ومن وجهة نظرك لماذا وجهت أجهزة الأمن إلي زوجك هذه التهمة واصرت علي اعتقاله .
ـ اعتقد أن السبب في ذلك مساعدته لصديقه الذي كان ينوي بالفعل الذهاب للعراق، كما أن زوجي كان متدينا منذ طفولته وكان يحب شيوخ السلفية في الاسكندرية مثل الشيخ الدكتور ياسر برهان والشيخ محمد إسماعيل وغيرهما وكان دائم الحضور في جلسات الذكر الخاصة بهم وكان يطلق لحيته منذ بداية شبابه ، كل ذلك جعل السلطات الأمنية تتهمه بأعمال لم يرتكبها ولم يفكر بها.
* حديثنا عن تفاصيل ذلك اليوم منذ اتصاله بأمن الدولة حتي ذهابه إليهم ؟
* بعدما استأذن »بلال« من عمله وأخذ أجازة استعد للذهاب لأمن الدولة في الوقت المحدد، وجلس معي أنا وابننا »بلال« وتناول معنا الغذاء الأخير وعندما حانت صلاة العشاء صلي إماماً بوالدته في منزلها واخذت ومعنا طفلنا إلي منزل والدي الذي يبعد بضعة أمتار عن منزل والدته وطلب مني أن أحضر له »بطانية« من المنزل حتي يأخذها معه لتحميه من البرد ثم ودعني أمام باب المنزل وقال لي إنه سيمر بشقتنا للاستحمام وتغيير ملابسه قبل الذهاب لأمن الدولة وودعني قائلاً: لا تقلقي علي وخللي بالك من نفسك وإن شاء الله سوف أعود بعد يومين، ثم فوجئت بأنه يخلع الخاتم الذي كان يلبسه ويعتز به جداً وهو خاتم من الفضة كان قد اشتراه منذ فترة كبيرة وأعطاه لي كتذكار، ثم طلب مني مفتاح شقة الزوجية وطلبت منه ان يتصل بي عند استقراره في أي قسم شرطة.
* هل انتهي الوداع بينكما بعد هذا ؟
* فوجئت بزوجي يقول لطفلنا بلال » خلي بالك من والدتك وخليك راجل« وللمرة الأولي أجد زوجي يتحدث فيها بهذه النبرة التي تبدو كوصية اكثر منها حديثا للوداع المؤقت، كما فوجئت بطفلنا »بلال« يصرخ بشكل هستيري ، وينطق لأول مرة »بابا .. بابا« رغم أنه ومنذ ولادته لم يقل هذه الكلمة حيث يقول كلمة »ماما« فقط وظل طفلنا بهذه الحالة منذ وداع زوجي لنا حتي الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
* هل انتاتك أي مشاعر غير معتاده في تلك اللحظة؟
ـ نعم شعرت وأنا أمشي بجواره في الطريق إلي منزل والدي أنها المرة الأخيرة التي نمشي في الشارع سويا وفي منتصف الليل أخذ الطفل يصرخ بشدة فشعرت أن زوجي في خطر وانتابني شعور بأن هناك شيئاً ما سوف يحدث له.
* وماذا حدث في اليوم التالي لاعتقال زوجك؟
ـ ذهبت صباح الاربعاء إلي شقة الزوجية لأطمئن علي ان زوجي ارتدي الملابس التي نصحته بأن يرتديها قبل الذهاب لأمن الدولة ففوجئت بأن محتوياتها مبعثرة تماما ووجدت الكثير من أثاث الشقة مكسوراً، واختفاء الهارد ديسك الخاص بجهاز الكمبيوتر الشخصي لزوجي واخبرني الجيران بأن المباحث اقتحمت الشقة وقامت بتفتيشها ووجدت أيضا أن الأكسسورات الخاصة بي تم اختفاؤها فضلاً عن اختفاء بعض الملابس وجهاز بنت شقيقته الذي كان أمانة لدينا، كما وجدت الكتب الخاصة بزوجي ملقاة علي الأرض بطريقة عشوائية والغريب أن باب الشقة لم يكن مكسورا عند دخولها.
* ولماذ لم تحرري محضر بسرقة هذه الاشياء وقتها؟
ـ لأن زوجي كان معتقلاً في أمن الدولة وخشيت أن أقوم بعمل مشاكل مع الأمن حتي لا تؤثر هذه المشاكل علي زوجي ويتم معاملته بشكل سيئ داخل المعتقل.
* ماذا عن تفاصيل معرفتك بخبر وفاته؟
ـ منذ ذهاب زوجي لأمن الدولة وأنا لا أعلم عنه شيئاً حتي فوجئت بشقيقته الصغري تتصل بي في الساعة الحادية عشرة صباح يوم الخميس وهي تصرخ »سيد مات في المستشفي«. ولم أصدق ما قالته، وقلت إن هذا الخبر من ألاعيب الأمن، ثم طلبت مني وهي تصرخ أن يحضر والدي اليها ليذهب مع زوجها خالد الشريف وشقيق زوجي »إبراهيم« الي المستشفي للتأكد من خبر وفاة »سيد«.
> كيف جرت الأمور بعد ذهابهم الي المستشفي؟
- والدي ذهب للمستشفي ففوجئ بأن خالد الشريف أخبره أن مركز »زقليح« الطبي القريب من قسم شرطة اللبان اتصل به في تمام الساعة السابعة صباح يوم الخميس وطلب منه الحضور بسبب أن سيد بلال في حالة متدهورة صحياً، وقال إنه عندما ذهب في الساعة السابعة صباحاً للمستشفي وجد ضابطا من مباحث قسم شرطة اللبان يطلب منه استلام جثة »بلال«، وهو ما رفضته الأسرة وطالبوا بمناظرة الجثة، فوجدوا بها آثار تعذيب شديدة وجروح في الجبهة تبدو وكأن طوقاً كان ملفوفاً حول رقبته وكدمات في الساعدين والقدمين وآثار تعذيب بالكهرباء في الجزء الأسفل من جسده حيث كان جسده ممزقاً من شدة الكهرباء التي تعرض لها خلال التعذيب، اطلع والدي علي تقرير المستشفي فوجده يؤكد ان سبب الوفاة هو سرعة دقات قلبه نتيجة لانخفاض حاد في الدورة الدموية واصفرار عام في الجسد، وأكد لي والدي أن زوجي دخل المستشفي وهو علي قيد الحياة كما قال له الأطباء الذين حاولوا انقاذه ببعض الإسعافات الأولية إلاّ انه لفظ أنفاسه الأخيرة حيث وجد والدي المستشفي مكتظفاً بالعديد من القيادات الأمنية من مباحث أمن الدولة وغيرها.
> ولماذا لم تذهبي مع الأسرة؟
- لأنني لم أصدق أنه مات وقلت إنه ربما تشابه أسماء، والموقف كان صعباً عليَّ للغاية، ووجدت نفسي متوقفة تماما عن التفكير، ولم أصدق خبر وفاته لأن زوجي كان معي منذ يومين فقط قبل ذهابه لأمن الدولة وهو في صحة جيدة للغاية.
> وماذا فعل والدك وزوج شقيقة بلال بعد تأكدهما من وفاته في المستشفي؟ رفضا استلام الجثة وطالبا بتشريحها، وذهبا إلي قسم اللبان وحررا محضراً يحمل رقم 88 لسنة 2011 إداري اللبان، اتهما فيه جهاز أمن الدولة بتعذيب زوجي حتي الموت لأنه آخر الجهات التي تحفظت عليه قبل وفاته، وكان والدي قد علم بشخصين مجهولين قاما بإلقاء زوجي أمام المستشفي فجر الخميس ووضعاه علي الرصيف وهربا.
> وهل كنت تتفقين مع رأي والدك في تشريح جثة زوجك؟
- في البداية .. رفضت تشريح الجثة خوفاً من بهدلة زوجي ولانني أعرف أن الحق في هذه البلد ضايع، كما أن زوجي طول عمره وهو مستور في الدنيا وأردت أن استره في آخرته، ومع ذلك فإن المحامي العام قرر نقل الجثة الي مستشفي »كوم الدكة« التي توجد بها المشرحة وتأخر حضور الطبيب الشرعي في صباح يوم الخميس إلي الساعة الرابعة عصر نفس اليوم، ثم حضر وسط حراسة أمنية مشددة. وجري إغلاق جميع أبواب المستشفي، ليبدأ تشريح الجثة حتي صلاة المغرب.
> من حضر هذه الإجراءات عدا والدك وزوج شقيقة بلال؟
- حضر جميع أقارب زوجي وجميع أصدقائه والعديد من مشايخ السلفية أمثال الشيخ: ياسر برهان ومحمد إسماعيل، كما تجمع نحو ألف شخص أمام المستشفي وتمكنوا .. من إقامة صلاة الجنازة علي زوجي في المستشفي بإمامة الشيخ ياسر برهان، ولم تظهر نتيجة تشريح الجثة حتي لقائنا هذا.
> وماذا احدث بعد تشريح الجثة؟
- طلبوا جميعهم أن يتم دفن زوجي عقب صلاة الجمعة حتي يحضر جميع أقاربه من الصعيد إلا أن الأمن رفض الطلب بشدة وقال أحد ضباط أمن الدولة إذا لم يتم دفن الجثة في الحادية عشرة مساء الخميس فسيتم دفنه في مقابر الصدقة ولن يعرف أحد مكان قبره، وكان يريد دفن جثة زوجي بأسرع وقت وكأنهم يتسترون علي جريمة قتل زوجي مع سبق الإصرار والترصد. في حين صرخ زميله: »إذا ما دفنتوش الرمة دي دلوقتي هنأخذ الجثة ومش هتعرفوا لها طريق«، وفي ظل هذه التهديدات من قبل ضباط أمن الدولة وافق الجميع علي أن يتم دفن الجثة وفتح المسجد المجاور للمقابر في الساعة العاشرة مساء وإقامة صلاة الجنازة مرة ثانية علي الجثمان وسط حصار عدد من القيادات الأمنية وقوات الأمن المركزي في حين حضر آلاف من أصدقاء زوجي ومعارفه وشيوخ السلفية للصلاة عليه بإمامة الشيخ ياسر برهان ثم تم دفنه »بلال« بمقابر أبوالنور بحي الرمل وسط حراسة أمنية مشددة.
> هل واجهت الأسرة متاعب أمنية بعد تقديم البلاغ؟
- نواجه تهديدات للتنازل عن المحضر، وأول هذه التهديدات هو تجهيز السلطات الأمنية قراري اعتقال لإبراهيم شقيق زوجي وخالد الشريف زوج شقيقة زوجي، الأمر الذي أصابني بالخوف من فقدان جميع أفراد أسرة زوجي وخشيت أن يؤثر ذلك علي نفسية والدة زوجي التي فقدت ابنها ومن الممكن أن تفقد ابنها الثاني وتوأم بلال إبراهيم.
> في مقابل هذه التهديدات.. ألم تكن هناك أي إغراءات للتنازل عن البلاغ؟
- عرض الأمن علي توفير شقة باسم ابني »بلال« ومنحي مبلغاً مالياً كبيراً قدره 100 ألف جنيه كدية عن قتل زوجي بطريق الخطأ ورحلتي حج آخر العام لي ولوالدة »بلال«.
> وهل أبلغوكي أن دفع الدية سيتم بطريقة رسمية، ومن الذي سيدفع الدية؟
- الضباط أبلغوني أنهم قرروا جمع مبلغ الدية من جيوبهم الخاصة مقابل تسوية الموضوع والتنازل عن البلاغ.
> وهل قبلتم هذا العرض أو تتجهون لقبوله؟
- لا أعلم ماذا أفعل حتي الآن، ولكنني أحب أن أقول إن مال الدنيا كلها لا يساوي خلية واحدة من جسد زوجي.
> معني ذلك سترفضين الدية؟
- لقد سألت بعض المشايخ فأكدوا لي أنه من حقي ان آخذ الدية بعد مقتل زوجي عمداً، وأكدوا لي أن هذا حلال شرعاً ولا حرمة فيه، ولذلك فمن الممكن أن أقبل الدية لأنها حقي وحق لطفلي بلال، كما أنني لا أريد لطفلي أن يتعذب مرة أخري بفقدان عمه الذي شبه والده لأنه توأمه، كما أن إبراهيم شقيق زوجي وخالد الشريف هما الرجلان المتبقيان بالعائلة ولا أريد أن أعرضهما لمصير زوجي.
> هل كان زوجك يتحدث في بعض الأمور السياسية معكِ أو يعترض علي الوضع الحالي للنظام والسلطة الحاكمة؟
- زوجي كان لا يحب الحديث في السياسة وشعاره دع الملك للمالك، وكان متفرغا لطاعة الله وخدمته وكان يكره فقط احتلال الأمريكان لبعض الدول الإسلامية وعمره ما كره الأقباط ولا المسيحيين ولا تحدث عنهم بطريقة غير لائقة.
> ما هي أهم الصفات التي كانت تميز زوجك بخلاف إنه كان متديناً؟
- كان سيد بلال صبوراً وشديد التجمل، وكريم جداً، وضحوكاً وكان حلمه ان يؤمن مستقبل طفلنا ويعيش مستوراً، وكان يرضي بمعيشته رغم راتبه الضئيل.
> ماذا كان يعمل زوجك؟ وكم كان يتقاضي؟
- زوجي عمل في جميع الأعمال منذ أن كان عمره 12 عاماً، عقب وفاة والده في هذه السن الصغيرة حيث عمل عجلاتي، وبقال، كما حصل علي دبلوم صنايع، وكان يفهم في جميع أعمال السباكة وعندما تزوجني كان يعمل في شركة بتروجيت »كلحام« من الساعة السابعة صباحاً وحتي التاسعة مساء ولم يتجاوز راتبه 700 جنيه رغم أن عمله كان موسمياً فكان يعمل لمدة 3 شهور ويجلس شهرين بالمنزل ثم ترك عمله في بتروجيت مند شهرين وعمل في أحد المقاهي من الساعة الثانية ظهراً وحتي منتصف الليل فتحسن راتبه قليلاً في هذه الفترة.
> كيف تعرفتي علي زوجك وكيف حدث الزواج؟
- تعرفت عليه عن طريق أحد أصدقائه، حيث أخبره بأن له جارة منقبة ومتدينة ومن أسرة ملتزمة فجاء إلي منزل والدي وخطبني دون أن يعرف اسمي ولا شكلي وتم اعتقاله بعد ذلك، فتم زفافنا في المعتقل بعد 70 يوماً من اعتقاله وأنجبت طفلنا »بلال« ووالده مازال معتقلاً.. وقد أعجبت بزوجي عندما جاء لخطبتي رغم أني خريجة كلية التربية قسم أحياء بينما هو صاحب مؤهل متوسط ولكنني وجدته ملتزماً ورجلاً بمعني الكلمة وأعجبت بأخلاقه وكانت في نظري بمثابة دكتوراة فخرية.
> هل اتصلت بك أي جهات أو منظمات حقوقية للتضامن معك؟
- اتصلت بي نقابة المحامين في القاهرة وأخبروني بأن هناك 15 محامياً تطوعوا للدفاع عن حق زوجي، كما أن هناك الكثير من المراكز الحقوقية اتصلت بي وأعلنت تضامنها.
> هل تدين زوجك كان يتسم بالتشدد والمغالاة برأيك؟
- سأفاجئك بأن إبراهيم شقيق زوجي رغم انه توأمه وشبيهه كثيراً، لم يكن ملتحياً ولم يكن ملتزماً وكان مدخناً ولم يجبره زوجي علي الالتزام والتدين بل كان ينصحه باللين فقط.
> ما الرسالة التي تريدين أن تقوليها لأجهزة الأمن الآن؟
- سيبونا في حالنا، وكفاية اللي عملتوه في زوجي وياريت يتركوا شقيق زوجي وبقية رجال الأسرة في حالهم ويتركوا طفلي بلال لمستقبله.
> هل تخشين الآن أن يكبر ابنك علي نهج والده؟
- أتمني أن يكون طفلي بلال مثل والده في كل شيء وخاصة في تدينه وأخلاقه.
الوفد]