الخبير الإيرانى بشؤون الشرق الأوسط.. الدور على مصر بعد تقسيم السودان
زعم حسن هانى زاده، الخبير الإيرانى بشؤون الشرق الأوسط، فى مقال له على موقع خبر أون لاين الإيرانى بعنوان "ماذا يريد ذوات العيون الزرق" أنه بعد انفصال جنوب السودان، بأن الدور على تقسيم مصر.
وقال هانى زاده، :"إن ظهور حرب فى السودان سيؤثر بشكل طبيعى على منطقة "حلايب" المتنازع عليها من قبل مصر والسودان، وسوف تمد أزمة الشرق الأوسط إلى شمال وشرق أفريقيا"، موضحاً أنه منذ أن كان اللورد لويد المفوض البريطانى الأعلى يتفقد المستعمرات البريطانية على سواحل النيل العليا والنيل الأزرق والنيل الأبيض عام 1929، اقترح على بلاده خطة تقسيم السودان. وكتب اللورد لويد إلى وزارة المستعمرات فى بريطانيا يقول لها "هناك شيئان يهددان وجود بريطانيا العظمى من قبل ساحل النيل، هما الإسلام واللغة العربية".
ولفت هانى زاده إلى أنه فى ذلك الوقت بدأت فى مصر الحركات القومية برئاسة سعد زغلول لإنهاء الاستعمار البريطانى، والسودان آنذاك كانت جزءا من مصر وبعد استقلال مصر بقيت السودان تحت وصاية بريطانيا. وأوضح أنه منذ ذلك الوقت كانت الأولوية الأولى فى السياسة الخارجية البريطانية هى تقسيم السودان والأولوية الثانية هى تقسيم مصر، وبعد ذلك اشترك كل من أمريكا والاتحاد الأوروبى فى هذا التقسيم، واليوم وبعد وقوع سلسلة من الأحداث السياسية فى قارة أفريقيا، "ذوات العيون الزرقاء" هم فى صدد تنفيذ خطة اللورد لويد المشئومة.
وقال الخبير الإيراني :"إن العالم العربى والإسلامى كان فى غفلة عام 1984م عند تشكيل دولة إسرائيل، فاليوم أيضاً هم فى غيبوبة سياسية وعلى أعتاب تشكيل إسرائيل جديدة فى قلب السودان الإسلامية العربية". وتساءل لماذا أولت أمريكا والاتحاد الأوروبى وإسرائيل، شرق وشمال القارة الإفريقية أهمية وجاءوا فى صدد تقسيم السودان، وقال للإجابة عن هذا التساؤل يجب العودة لتاريخ البلدين الهامين الإسلاميين والعربيين مصر والسودان.
وقال إن مركز النهضة الإسلامية والحركات التحررية ضد الاستعمار البريطانى كان قد بدأ من مصر فى الأصل، وكانت أهمية مصر التى كانت تشمل السودان تكمن فى وجود قناة السويس والإسلام بها، فمنذ أن تم حفرها أصبح شمال أفريقيا ذات أهمية كبيرة للاستعماريين، وسعت بريطانيا لتقوية وجودها فى مصر بشرائها أسهمًا فى الشركات الفرنسية المشاركة فى حفر قناة السويس، واكتشاف البترول فى السودان جعل البريطانيين يوسعون نفوذهم فى هذا البلد، لذلك أسس الجواسيس البريطانيين من الوفود الماسونية الدينية مدارس دينية تمحو اللغة العربية وتغير مذهب الجنوبيين، وفى أوئل 1930 انقطع تقريباً علاقة جنوب السودان بشمالها.
وأضاف الخبير الإيرانى أن إسرائيل هى الأخرى لها أهداف وراء انفصال السودان ومنها خلق العقبات أمام نهر النيل ونهر البارو وبحر الغزال فى جنوب السودان، حتى تتمكن من السيطرة على 11 دولة فى الشرق و شمال أفريقيا. وزعم أن الخطوة المقبلة ستكون تشكيل حكومة قبطية "مسيحية" فى منطقة النيل العليا (مصر)، لأن المسيحيين يشكلون 12% من مجموع 80 ميليون مصرى، وأغلبهم يميلون إلى العودة إلى الهوية الفرعونية فى قالب حكومة مسيحية.