من المقرر عند المؤمنين أن من تكريم الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم أن جعل له أصحاباً هم خير البشر بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وجعل له من النساء زوجات هن خير النساء وجعلهن أمهات للمؤمنين رضي الله عنهن.
كما أن من المقرر عند المؤمنين أن خير أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وأن أحب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم إليه هي عائشة الصديقة رضي الله عنها.
ومن المقرر أيضاً عند المؤمنين أن آل الصديق قوم مباركون، فحين تأخر الجيش الإسلامي وهو يبحث عن عقد ضاع لأم المؤمنين فقدوا الماء، فأنزل الله عز وجل إباحة التيمم بدلاً عن الوضوء، تيسيراً وتخفيفاً ورحمة بالمؤمنين، فقال أسيد بن حضير رضي الله عنه: "ما هذا بأول بركتكم يا آل أبي بكر".
وقد شاهد المؤمنون الكثير من مواقف بركة آل أبي بكر كموقفه رضي الله عنه يوم مصيبة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حين قاد المؤمنين إلى بر الأمان وتجاوز بهم المحنة، أو موقفه الحازم حين الردة، فكان يقينه وتوكله على الله عز وجل سبباً لحماية الإسلام ونصرة الدين وبداية مسيرة الفتوحات المباركة.
واليوم نرى بأم أعيننا كيف أن بركة تولي ونصرة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والدفاع عنها قد صدَّع التشيع الديني الزائف، وأرغم قادته وكبراءه على الفرار والتراجع، كيف لا وقد أعلن الله عز وجل الحرب على من تعرض لأوليائه الصالحين كما في الحديث القدسي: "من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب"، ولا شك ولا ريب أن أم المؤمنين من سادات الأولياء ومقدميهم، فمن الشرف العظيم أن نكون جميعاً في ركب الدفاع المبارك عنها.
لكن اليوم ومع جريمة الخبيث في لندن، وبركة الدفاع عن أم المؤمنين فقد تصدع التشيع الديني، حيث انكشف الغطاء عن حقدهم ومكرهم ونفاقهم، فقد ظهر للمسلمين أجمع حقيقة معتقداتهم التي كانوا ولا يزالون ينكرونها، فقد فضحهم هذا الخبيث بتطاوله، وتواطئم على تهوين جريمته، كما فضحتهم القنوات الفضائية المجاهدة كالمستقلة وصفا ووصال وأخواتهن، حين أطلعت العالم كله على حقيقة عقائدهم وحقيقة مواقف علمائهم المعاصرين بالصوت والصورة، ومن خلال المناظرة والمحاورة، التي لا سلاح لهم فيها إلا الكذب والتزوير، والهروب والخداع والتدليس والتلبيس.
إن الكثير من المسلمين كان يقدم حسن الظن بالشيعة، ويعتقد أنهم معتدلون رافضون للغلو والتطرف الذي كان في أسلافهم، لكنهم اليوم اسيقظوا وأدركوا كم كانوا واهمين.
فقد أدركوا أن الغلو القديم لا يزال هو المنبع الذي يغترفون منه عقائدهم وأفكارهم، وهذا الغلو هو مدار دينهم وأصل معتقدهم، يستوي في ذلك العربي والإيراني، والمتشدد والمعتدل، والعالم والسياسي.
ولقد أدركوا اليوم أيضاً حقيقة هذا التشيع الذي عانى المسلمون منه قروناً طويلة، من بث للكفر والنفاق، أو سب وشتم للمؤمنين والأخيار، أو تعاون مع الكفار والفجار، أو تسلط بالقتل والتعذيب والاضطهاد، كما أدركوا أن التشيع كلما تم التسامح معه طغى وتجبر، وظن أن الساحة قد أصبحت له فيتمدد بالاعتداء الديني مثل ياسر الخبيث، أو الاعتداء السياسي مثل جزر القمر، أو الأمني كما في البحرين، أو العسكري كما في بيروت.
وبسبب هذا الانفضاح العالمي لعقائد التشيع الديني، أرغم بعض قادتهم ومراجعهم على التدخل بالإنكار لجريمة الخبيث، في محاولة لرأب ما تصدع من كيد بنوه عبر سنين مديدة ومؤامرات كثيرة، لكي لا يضيع منهم ما حققوه من مكاسب ومصالح.
ولذلك لجأ بعض قادتهم للتبرؤ من فعل الخبيث، وهذه خطوة دفاعية لمحاولة امتصاص الهبّة الإسلامية، وتنفيس الغضب وحصر المشكلة في قضية فردية معزولة، وهذا يشابه سياسة اليهود حين حرقوا المسجد الأقصي ولا يزالون يدنسونه من حين لآخر، ومن ثم يزعمون أنها حادثة فردية معزولة قام بها مجنون أو مختل عقلياً!!
والواجب اليوم على أبناء أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها مواصلة مسيرة الدفاع عن أولياء الله وجهاد المنافقين لهدم التشيع الديني ومن بعده التشيع السياسي، عبر الخطوات التالية:1- بيان أن تكفير وسب وشتم عائشة رضي الله عنها أصل متفق عليه بين شيعة اليوم، من خلال إظهار أقوال وكتابات مراجعهم المعاصرين، ومن خلال أقوال المتشيعين اليوم، لتأكيد أن جوهر التشيع الذي يدعى له المسلمون هو سب الصحابة وأمهات المؤمنين.
2- بيان التدليس والتلبيس في البيانات التي صدرت من بعض الشيعة في الإنكار على الخبيث، حيث خلت من الاعتراف بإيمان عائشة وفضلها، كما خلت من التبرؤ من فكرة التكفير والشتم التي يقوم معتقدهم عليها، لتركز على الفاعل الخبيث فحسب.
3- مطالبة الشيعة بالتبرؤ من كافة معتنقي التكفير والشتم لعائشة رضي الله عنها، قديماً وحديثاً كالمجلسي والخميني وغيرهم لأن الجريمة واحدة، إن كانوا صادقين.
4- مطالبة الشيعة بعقاب من تطاول من أفرادهم - وهم كثر لا بارك الله فيهم -على أمهات المؤمنين والصحابة رضي الله عنهم.
5- مطالبة الشيعة - وخاصة خامنئي - بخطوات عملية في نشر فضائل عائشة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن وسائر الصحابة، باللغة الفارسية وعبر وسائل الإعلام العامة إن كانوا صادقين.
6- مطالبة دعاة التقريب والتحالف السياسي بحمل إيران والشيعة على عدم الاعتداء على الصحابة وأمهات المؤمنين، وعدم الاعتداء على سنة إيران أو جيرانهم في البحرين والإمارات واليمن ولبنان وغيرها.
فإن عجزوا عن ذلك وإيران ترفع شعارات الوحدة وتبحث عن حلفاء لها تستخدمهم في صراعها على التفوذ مع الغرب، فكيف سيكون حالها حين تفرض هيمنتها وسلطانها؟؟
المصدر : الراصد نت .