موقعنا (فيس بوك) قرآني.. وطموحنا تحويله إلى منظمة عالمية
تنتشر العديد من المواقع الاجتماعية على شبكة الإنترنت كالفيس بوك وتويتر والنت لوج ونحوها ويدور حولها الخلاف الكبير وما تقدمه من فائدة أو أضرار على المجتمع، ولكن في المقابل قام مجموعة من الشباب بإطلاق نسخه عن هذه المواقع ولكن بحلة قرآنية يندر أن يختلف عليها اثنان، هدفها هو ربط الشباب بكتاب الله..
(القرآن لك) مشروع عظيم أثار فضولنا فاستضفنا الشيخ خالد عبدالكافي إمام وخطيب جامع السيدة عائشة والمشرف العام على الموقع ليحدثنا عن هذا الموقع المثير.. فإلى الحوار..
* بداية نرحِّب بالشيخ خالد عبدالكافي المشرف العام على موقع القرآن لك..
- الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد.. وأنا بدوري أرحِّب بكم، وأشكركم لاهتمامكم بالموقع والمشروع، فجزاكم الله خيراً.
التحفيز على قراءة القرآن
* متى بدأت فكرة إنشاء الموقع؟
- بداية المشروع جاءتني حينما كنت أدرِّس الطلاب في دار القرآن الكريم ووجدت أنهم يتسارعون لتلاوة القرآن إذا أثيرت بينهم روح التنافس ويستطيعون أن يتخلّقوا بشيء منه إذا تدرجت معهم في تطبيق ما فيه، ثم زارني أحد طلابي المتخرجين من مدارس (الثغر) – طريق مكة، وهو المهندس بدر أبو زيد وطلب مني إنشاء موقع شخصي لي، فطلبت منه أن نخرج عن النمط التقليدي في الوسائل الموجودة لخدمة (القرآن الكريم)، فتم بعد ذلك اجتماع مع بعض الشباب المهتمين بخدمة القرآن الكريم، وبعد القيام بعدة ورش عمل تم الخروج بفكرة مشروع (القرآن لك)، الذي يهدف لتحفيز الشباب لقراءة القرآن الكريم كمرحلة أولى، ثم تليها مرحلة التدبُّر، ثم تليها المرحلة الأخيرة العمل به. ففكرة الموقع: إنشاء أول موقع يخاطب الشباب والفتيات الذين هجروا القرآن بوسائل مبتكرة (فيديو كليبات، مقاطع صوتيه، برامج تفاعلية، لقاءات مع قدوات شبابية الإجابة عن أسئلتهم، تصحيح تلاواتهم) وكل ذلك في إطار متجدد مع الفترة والحال الواقع.
مليون قارئ وقارئة
* دشَّنتم الموقع بحضور الداعية محمد العوضي في شهر رمضان المبارك..ما هي رسالة الموقع وما الذي سوف يقدمه بشكل أساسي على مستوى البرامج والمشاريع؟
- رسالة الموقع: (تحقيق محبة القرآن الكريم وتلاوته في قلوب شباب وفتيات الأمة). وهدف الخطة الخمسية للموقع: (الوصول إلى مليون شاب وشابة يقرؤون القرآن الكريم بانتظام وذلك خلال خمس سنوات).
أما ما يقدمه بشكل أساسي على مستوى البرامج والمشاريع: (المجتمع القرآني) وهي شبكة اجتماعية قرآنية عبر الموقع، خدمة (نفسي أعرف) موسوعة من الإجابات عن كل ما يهم قارئ القرآن الكريم أو مريد تلاوته بالإضافة لإمكانية السؤال والجواب عبر الموقع، (أخبار الفعاليات الميدانية والبرامج الخاصة للفريق الشبابي التابع للمشروع)، وهناك الكثير من الخدمات التي أضيفت والتي ستضاف حسب الخطة العامة.
فريق العمل
* البرامج التي تقدمونها في الموقع من الذي يشرف عليها؟
- فريق العمل مكون من أربع لجان هي: اللجنة العلمية، واللجنة الفنية، واللجنة الإعلامية، ولجنة المتابعة والإدارة. واللجنة العلمية مكونة من مجموعة أهل العلم المتخصصين، تتولى الإشراف والمراجعة على البرامج والمخرجات من اللجنة الفنية، والإجابة عن أسئلة فريق المشروع والسائلين عبر الموقع، بالإضافة لإعداد المقالات.
* كيف تجدون تفاعل الجمهور مع الموقع وهل من إنجازات سريعة في المرحلة الأولى؟
- تفاعل الجمهور ممتاز ولله الحمد، خاصة وأننا لم نبدأ بحملة إعلانية إلا على مستوى محدود، ولقد وصل عدد زوار الموقع السابق إلى أكثر من مئة ألف زائر، أما الموقع الجديد فما زال في بدايته ومع ذلك فالإقبال ممتاز ولله الحمد.
العودة إلى رياض القرآن
* هل من عقبات تواجهكم.. وكيف يمكنكم التغلب عليها؟
- لا توجد عقبات كبيرة، لكن قد يُعد من الصعوبات التي تواجهنا هي صعوبة التعامل مع شريحة الشباب الهاجر للقرآن الكريم بسبب كثرة المغريات الجاذبة له عن تلاوة القرآن الكريم، وصعوبة الوصول إلى أماكن وجودهم، فالصعوبة الحقيقية تكمن في كيفية تحفيزه للعودة إلى رياض هذا الكتاب العظيم..
ونواجهها بالوسائل المبتكرة التي يحبها الشباب مما لا يخالف الشرع، أولاً، وثانياً: بارتياد أماكن وجودهم وخوض غمار ذلك لتحفيزهم على تلاوة القرآن الكريم.. وأماكنهم سواء الواقعية منها: كالأسواق، وأماكن التجمعات الشبابية، أو الأماكن الافتراضية: كالمواقع الإلكترونية، والصفحات الاجتماعية، والجروبات.. إلخ.
* الموقع هل يحظى بدعم جهة معينة أم أنه قائم على المحتسبين؟
- نعم، يحظى بدعم من المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالحمراء، ولدينا خطة وطموح للوصول لأكثر من هذا.
خطة تسويقية إلكترونية
* هل تعاونت معكم مؤسسات وجمعيات القرآن في الموقع.. وهل تفكرون في تقديم خدمة لهم؟
- لم يحصل التعاون ، ولعل الخدمات التي يقدمها المشروع موجهة ومركزة على شريحة أخرى، وهم الشباب الذين هجروا القرآن الكريم، أو لا يجدون الوقت لتلاوته.
* ما أفكاركم للتعريف بالموقع.. خصوصاً وسط العديد من المواقع القرآنية؟
- عندنا خطة تسويقية إلكترونية على مراحل، وستكون متزامنة مع أنشطة وفعاليات المشروع الأخرى. وطريقتنا الخاصة تتركز بالإضافة إلى الخطة التسويقية على أمور:
* اللجنة العلمية ستقوم بصياغة معاني تأصل القرآن في صدور الشباب.
* ستأخذ اللجنة الفنية هذه المعاني وبلورتها بطريقة شبابية وجذابة إلى مواد تنصب في الموقع.
* ستأخذ لجنة الإدارة والمتابعة هذه المواد ونصبها في الموقع ومن ثمة قياس مدى تفاعل الشباب لهذه المواد ومن ثم إبلاغ اللجنة العلمية.
والعناصر المهمة لنجاح الموقع : أن يكون الموقع قد نال إعجاب الشباب في النواحي التالية: (الإخراج ـ إثارة روح التنافس ـ المواضيع المطروحة ـ طريقة سرد الرسالة والمضمون ـ التواصل الاجتماعي).. المعاني القرآنية تكون واضحة وجلية في مواد الموقع دون التأثير في مدى تسلية الموقع وجذبه للشباب، أن لا تخرج مواضيع الموقع عن الإطار الإسلامي والدعابة البريئة، أن يدعم الموقع وبوسائل دعائية غير تقليدية خارج الموقع.
خدمة المجتمع القرآني
* برأيكم ما الذي يميز موقع القرآن لك عن باقي المواقع القرآنية وما الخدمة التي ينفرد بها دون غيره؟
- يتميز بخدمة (المجتمع القرآني) وهو عبارة عن صفحات ترابط واتصال تشتمل على التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى المنافسة على التلاوة (أون لاين) عبر مصحف الموقع، وهو من ناحية التواصل الاجتماعي يشبه لحد ما المواقع الاجتماعية كالفيس بوك وتويتر ولكن بشكل مبسط وفي جو قرآني مبتكر.. ويتميز كذلك بإثارة روح التنافس بين المشاركين، فأكثر قارئ في مصحف الموقع يخرج اسمه في الصفحة الرئيسة وفجأة يذهب اسمه لوجود شخص آخر قد تجاوزه وكذلك نظام المجموعات.
فضائية قرآنية
* ما الطموحات التي تودون تحقيقها؟
- أن تقرأ شريحة كبيرة من الشباب والفتيات القرآن بشكل منتظم، متدبرين ومطبقين ما يقرؤون، وكذلك الخروج بقناة فضائية تحمل همّ تلاوة القرآن الكريم وتدبُّره والعمل به، بشكل مشوِّق ومحفِّز لهم، وتتخذ في سبيل ذلك الوسائل المبتكرة غير التقليدية، ثانياً تكوين منظمة عالمية باسم (القرآن لك) تُعنى بتحفيز الشباب على تلاوة القرآن الكريم والعناية به وتدبُّره والعمل به ولها فروع في معظم الدول.
* كلمة شكر لمن تقدمونها؟
- أقدمها لطلابي المهندسين الذين بدؤوا معي المشوار وهم بدر أبوزيد ومهند أبو زيد، ومحمد الساعاتي، عبدالله الحمدان وخالد شخشير، خالد عزب ولأعضاء المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بالحمراء ووسط جدة، وللأستاذ الفاضل أسامة فلالي الذي لم يألُ جهداً في إنجاح هذا المشروع، فجزى الله الجميع خيراً على ما قاموا به أو بذلوه من جهدٍ أو مالٍ.
* كلمة أخيرة لقراء (الدعوة)..
)- يقول الله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ } [القصص: 83]، فأدعو نفسي وجميع الإخوة أن نكون من أهل هذه الآية نعمر دارنا الحقيقية بعمل صالح لا نريد بذلك إلا وجه الله تعالى، ومن أشرف ما تعمر به تلك الدار دعوة الخلق إلى كتاب الله العظيم، فالداعي والمدعو من خير الخلق إن أخلصوا وصدقوا، قال
الكريم صلى الله عليه وسلم: (خيركم من علم القرآن وعلمه). وجزاكم الله خيراً، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
حوار: منصور خريش