صفحة المقالات_40 فائدة من تفسير جزء عم لابن عثيمين
عبد العزيز الصائغ
1- القرآن أنزل لأمور ثلاثة: الأول: التعبد لله بتلاوته. الثاني: التدبر لمعانيه. الثالث: الاتعاظ به.
2- لماذا سميت الفاتحة بأم القرآن: قال العلماء لأنها تشتمل على مجمل معاني القرآن في التوحيد، والأحكام، والجزاء، وطرق بني آدم، وغير ذلك؛ ولذلك سميت «أم القرآن» ، والمرجع للشيء يسمى «أُمًّا».
3- تتميز سورة الفاتحة عن غيرها بأمور : 1- أنها ركن في الصلوات التي هي أفضل أركان الإسلام بعد الشهادتين 2- أنها رقية .
4- بدع أحدثها الناس أحدثها الناس في سورة الفاتحة : 1- يختمون بها الدعاء، 2- يبتدئون بها الُخطب 3- قراءتها عند بعض المناسبات، وهذا كله غلط لأن العبادات مبناها على التوقيف، والاتِّباع.
5- هل الفاتحة آية من الفاتحة ؟ في هذا خلاف بين العلماء, فمنهم من يقول: إنها آية من الفاتحة، ويقرأ بها جهراً في الصلاة الجهرية، ويرى أنها لا تصح إلا بقراءة البسملة؛ لأنها من الفاتحة. ومنهم من يقول: إنها ليست من الفاتحة؛ ولكنها آية مستقلة من كتاب الله، وهذا القول هو الحق .
6- معنى الحمد : هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة، والتعظيم؛ ولابد من قيد وهو «المحبة، والتعظيم»؛ قال أهل العلم: «لأن مجرد وصفه بالكمال بدون محبة، ولا تعظيم: لا يسمى حمداً؛ وإنما يسمى مدحاً»؛ ولهذا يقع من إنسان لا يحب الممدوح؛ لكنه يريد أن ينال منه شيئاً؛ تجد بعض الشعراء يقف أمام الأمراء، ثم يأتي لهم بأوصاف عظيمة لا محبة فيهم؛ ولكن محبة في المال الذي يعطونه، أو خوفاً منهم؛ ولكن حمدنا لربنا عز وجل حمد محبة، وتعظيم .
7- معنى الرب: هو من اجتمع فيه ثلاثة أوصاف: الخلق، والملك، والتدبير .
8- معنى ( الرحمن الرحيم ) الرحمن : هو ذو الرحمة الواسعة . الرحيم : هو ذو الرحمة الواصلة؛ فـ( الرحمن ) وصفه . والرحيم : فعله . ولو أنه جيء بـ«الرحمن» وحده، أو بـ«الرحيم» وحده لشمل الوصف، والفعل؛ لكن إذا اقترنا فُسر : الرحمن بالوصف . والرحيم : بالفعل.
9- الدين: تارة يراد به الجزاء، وتارة يراد به العمل.
10- الاستعانة نوعان: استعانة تفويض؛ بمعنى أنك تعتمد على الله عز وجل، وتتبرأ من حولك، وقوتك؛ وهذا خاص بالله عز وجل . واستعانة بمعنى المشاركة فيما تريد أن تقوم به: فهذه جائزة إذا كان المستعان به حيًّا قادراً على الإعانة؛ لأنه ليس عبادة .
11- الاستعانة بالمخلوق إنما تجوز حيث كان المستعان به قادراً عليها؛ وأما إذا لم يكن قادراً فإنه لا يجوز أن تستعين به: كما لو استعان بصاحب قبر فهذا حرام؛ بل شرك أكبر.
12- الهداية تنقسم إلى قسمين: هداية علم وإرشاد . وهداية توفيق وعمل .
13- الصراط ينقسم إلى قسمين: مستقيم، ومعوج فما كان موافقاً للحق فهو مستقيم، وما كان مخالفاً فهو معوج.
14- اعلم أن القراءة التي ليست في المصحف الذي بين أيدي الناس لا تنبغي القراءة بها عند العامة لوجوه ثلاثة:
الوجه الأول: أن العامة إذا رأوا هذا القرآن العظيم الذي قد ملأ قلوبهم تعظيمه، واحترامه إذا رأوه مرة كذا، ومرة كذا تنزل منزلته عندهم؛ لأنهم عوام لا يُفرقون.
الوجه الثاني : أن القارئ يتهم بأنه لا يعرف لأنه قرأ عند العامة بما لا يعرفونه فيبقى هذا القارئ حديث العوام في مجالسهم .
الوجه الثالث: أنه إذا أحسن العامي الظن بهذا القارئ، وأن عنده علماً بما قرأ، فذهب يقلده، فربما يخطئ، ثم يقرأ القرآن لا على قراءة المصحف، ولا على قراءة التالي الذي قرأها، وهذه مفسدة. 15- ذكر التفصيل بعد الإجمال فيه فائدة: أن النفس إذا جاء المجمل تترقب، وتتشوف للتفصيل، والبيان، فإذا جاء التفصيل ورد على نفس مستعدة لقبوله متشوفة إليه .
16- وأسباب الخروج عن الصراط المستقيم: إما الجهل , أو العناد؛ والذين سبب خروجهم العناد هم المغضوب عليهم، وعلى رأسهم اليهود؛ والآخرون الذين سبب خروجهم الجهل كل من لا يعلم الحق، وعلى رأسهم النصارى؛ وهذا بالنسبة لحالهم قبل البعثة ـ أعني النصارى؛ أما بعد البعثة فقد علموا الحق، وخالفوه؛ فصاروا هم، واليهود سواءً ـ كلهم مغضوب عليهم.
17- وقفة تأمل في قوله تعالى {ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب}من عدة أوجه: أولاً: أنهم لم يسألوا الله سبحانه وتعالى وإنما طلبوا من خزنة جهنم أن يدعوا لهم. لأن الله قال لهم: {اخسئوا فيها ولا تكلمون}. ثانياً: أنهم قالوا: {ادعوا ربكم} ولم يقولوا: ادعوا ربنا، لأن وجوههم وقلوبهم لا تستطيع أن تتحدث أو أن تتكلم بإضافة ربوبية الله لهم أي بأن يقولوا ربنا، عندهم من العار والخزي ما يرون أنهم ليسوا أهلاً لأن تضاف ربوبية الله إليهم بل قالوا {ربكم}. ثالثاً: لم يقولوا يرفع عنا العذاب بل قالوا: {يخفف} لأنهم آيسون نعوذ بالله، آيسون من أن يرفع عنهم. رابعاً: أنهم لم يقولوا يخفف عنا العذاب دائماً، بل قالوا {يوماً من العذاب} يوماً واحداً، بهذا يتبين ما هم عليه من العذاب والهوان والذل .
18- لماذا ذكر الله عز وجل ما للمتقين من النعيم بعد قوله: {إن جهنم كانت مرصاداً. للطاغين مآباً}؟ لأن القرآن مثاني إذا ذكر فيه العقاب ذكر فيه الثواب، وإذا ذكر الثواب ذكر العقاب، وإذا ذكر أهل الخير ذكر أهل الشر .
19- في قوله تعالى: {كنت تراباً} تحتمل ثلاثة معانٍ: الأول: يا ليتني كنت تراباً فلم أُخلق، لأن الإنسان خُلق من تراب. الثاني: ياليتني كنت ترابًا فلم أُبعث، يعني كنت ترابًا في أجواف القبور. الثالث: أنه إذا رأى البهائم التي قضى الله بينها وقال لها كوني تراباً فكانت تراباً قال: ليتني كنت تراباً أي كما كانت هذه البهائم .
20- ما هو الفرق بين الخشية والخوف ؟ الخشية عن علم , وأما الخوف فهو خوف مجرد ذعر يحصل للإنسان ولو بلا علم.
21- قال أنس بن النضر ـ رضي الله عنه ـ لسعد بن معاذ : «يا سعد ، والله إني لأجد ريح الجنة دون أحد» وهذا ليس معناه الوجدان الذوقي، بل هو وجدان حقيقي، قال ابن القيم رحمه الله: (إن بعض الناس قد يدرك الآخرة وهو في الدنيا) .
22- سؤال الناس عن الساعة ينقسم إلى قسمين: سؤال استبعاد وإنكار وهذا كفر . وسؤال عن الساعة يسأل متى الساعة ليستعد لها وهذا لا بأس به .
23- الإنسان بين ثلاثة أشياء: يوم مضى فهذا قد فاته، ويوم مستقبل لا يدري أيدركه أو لا يدركه، ووقت حاضر هو المسؤول عنه .
24- في قوله تعالى : {لتركبن طبقاً عن طبق} هذه الجملة جواب القسم أي لتتحولن حالاً عن حال، وهو يعني أن الأحوال تتغير فيشمل أحوال الزمان، وأحوال المكان، وأحوال الأبدان، وأحوال القلوب .
25- الذي ينبغي للإنسان أن يقوله عند المكروه ؟ «الحمد لله على كل حال» أما ما يقوله بعض الناس (الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه) فهذا خلاف ما جاءت به السنة به، قل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «الحمد لله على كل حال» أما أن تقول: (الذي لا يحمد على مكروه سواه) فكأنك الآن تعلن أنك كاره ما قدر الله عليك، وهذا لا ينبغي، بل الواجب أن يصبر الإنسان على ما قدر الله عليه مما يسوؤه أو يُسره .
26- في قوله تعالى :{إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق} قال بعض السلف: انظر إلى حلم الله عز وجل يحرقون أولياءه، ثم يعرض عليهم التوبة .
27- أوقات لا تقبل فيها التوبة، وذلك في حالين: الحال الأولى: إذا حضره الموت فإن توبته لا تقبل . الحال الثانية : إذا طلعت الشمس من مغربها.
28- وقفة تأمل في قوله تعالى :{وهو الغفور الودود} {الغفور} يعني ذو المغفرة، والمغفرة ستر الذنب والعفو عنه فليست المغفرة ستر الذنب فقط بل ستره وعدم المؤاخذة عليه كما جاء في الحديث الصحيح: «إن الله يخلو بعبده المؤمن يوم القيامة ويقرره بذنوبه حتى يقربها ويعترف فيقول الله عز وجل: قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم» ويُذكر أن بني إسرائيل كانوا إذا أذنب الواحد منهم ذنباً وجده مكتوباً على باب بيته فضيحة وعار لكننا نحن ولله الحمد قد ستر الله علينا، فعلينا أن نتوب إلى الله ونستغفره من الذنب فتمحى آثاره .
29- مايستفاد من نبأ فرعون وثمود فائدتان : الأولى : تسلية النبي صلى الله عليه وسلم وتقويته ، وأن الذي نصر رسله من قبل سوف يؤيده وينصره ويعززه. الفائدة الثانية : تهديد ووعيد شديد لقريش الذين كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقفوا له بالمرصاد ، وأنهم ليسوا أشد قوة من فرعون وثمود ، ومع ذلك أصابهم الدمار والهلاك ووقع عليهم كلمة العذاب ..
30- الكتابة من الله عز وجل أنواع: النوع الأول: الكتابة في اللوح المحفوظ وهذه الكتابة لا تبدل ولا تغير، ولهذا سماه الله لوحاً محفوظاً. الثاني: الكتابة على بني آدم وهم في بطون أمهاتهم . النوع الثالث: كتابة حولية كل سنة، وهي الكتابة التي تكون في ليلة القدر . النوع الرابع: كتابة يومية وهي التي تقوم بها الملائكة حيث يكتبون كل ما يعمله الإنسان في ذلك اليوم . والكتابات الثلاث السابقة كلها قبل العمل، لكن الكتابة الأخيرة هذه تكون بعد العمل .
31- الخطاب الموجه للرسول في القرآن الكريم على ثلاثة أقسام: الأول: أن يقوم الدليل على أنه خاص به فيختص به. الثاني: أن يقوم الدليل على أنه عام فيعم. الثالث: أن لا يدل دليل على هذا ولا على هذا، فيكون خاصًّا به لفظاً، عامًّا له وللأمة حكماً.
32- في قوله تعالى ( تسقى من عين آنية ) سورة الغاشية قد يقول قائل: كيف تكون هذه العين في نار جهنم والعادة أن الماء يطفئ النار؟ فالجواب: أن أمور الآخرة لا تقاس بأمور الدنيا .
33- الفجر فجران: فجر صادق، وفجر كاذب .
34- القاعدة في أسماء الله وصفاته كل ما أسنده الله إلى نفسه فهو له نفسه لا لغيره .
35- البشر طبقاته ثلاث: منعم عليهم، ومغضوب عليهم، وضالون، وكل هذه الطبقات مذكورة في سورة الفاتحة {اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم. غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.
36- قاعدة: إذا كرر الاسم مرتين بصيغة التعريف فالثاني هو الأول إلا ما ندر، وإذا كرر الاسم مرتين بصيغة التنكير فالثاني غير الأول، لأن الثاني نكرة، فهو غير الأول .
37- للإنسان أربع دور: الأولى: في بطن أمه. الثانية: في الدنيا. الثالثة: في البرزخ. الرابعة: في الجنة أو النار وهي المنتهى .
38- أبهم الله عز وجل ليلة القدر لفائدتين عظيمتين: الأولى: بيان الصادق في طلبها من المتكاسل . الثانية: كثرة ثواب المسلمين بكثرة الأعمال؛ لأنه كلما كثر العمل كثر الثواب.
39- تخصيص ليلة سبع وعشرين بالعمرة من البدع، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلّم لم يخصصها بعمرة في فعله .
40- المكي هو الذي نزل قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلّم إلى المدينة سواء نزل في مكة، أو في المدينة، أو في الطريق في السفر، فكل ما نزل بعد الهجرة فهو مدني، وما نزل قبلها فهو مكي، هذا هو القول الراجح من أقوال العلماء . هذا ما تم إيراده والله أسأل أن يجعله خالصاً له وحده , وأن يغفر لي و لوالدي ولشيخي الفاضل ولذريته ولعلمائنا وجميع المسلمين والحمد لله رب العالمين ..