قصص ورواياتشبكة شهادة الإسلام القصص والروايات
عنوان القصة::طفل يدافع عن والده
كاتب القصة::: القسم التربوى
ديننا الإسلامي هو دين العفة والطهر والنقاء، ما من خير إلا أمرنا به وما من شر إلا حذرنا منه، وقد قضى على وحشية الجاهلية ودياثة الوثنية، وطهَّر الأعراض من الزنا والخنا والفجور، فأوجب على المرأة المسلمة أن تحتجب؛ لتستر مفاتنها وتصون محاسنها حتى لا تكون عرضة للوحوش الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، لا همَّ لهم إلا إشباع فروجهم وبطونهم فهم كالأنعام في ذلك، وتفضلهم الأنعام في التسبيح لله الواحد القهار.
قال تعالى: { تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما ً غفورا ً }. [ الإسراء: 44 ].
وخير للمرأة أن تقرَّ في بيتها، وأن تقوم بشئونه وشئون أولادها، فهي راعية في بيت زوجها، يقول الله تعالى: { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ً }. [ الأحزاب: 33 ]، وإذا كان هذا في حق نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهو في حق نسائنا أكبر وألزم.
ومما يفتت القلب كمدا ً ما يشاهد في كثير من بلاد المسلمين من سفور المرأة وتبرجها، وإتباعها لكل ناعق وتدنسها بالقذارة الغربية حتى أصبحت بلا حياء ولا خجل.
وسأذكر واحدة من آلاف القصص الأليمة التي تبين خطورة السفور والاختلاط؛..
ففي أيام الصيف في إحدى البلاد وعلى ساحل البحر تحدث مآسي وأحداث، تعمل عملها المدمر في تخريب البيوت، وفي انهيار الأخلاق والفضيلة , قبل خمسة أعوام ألحت عليه زوجته، وطالبته بالسفر إلى المصيف البحري: تستنشق نسيمه العليل، وتستحم في أمواجه، وتخالط الغادين والرائحين عارية متهتكة، متمتعة بحريتها الحمراء، تقليدا ً للغربيات دون رادع أو دين، وكان ما هو معروف مألوف..
تعرفت العائلة بعائلة أخرى، وكان في العائلة شاب مفتول العضل، جميل الطلعة، له هامة وقامة، ويملك سيارة فارهة.
وعرض الشاب خدماته وأريحيته من أجل الشيطان، فكان وعد ولقاء، وكان استحمام في البحر، وكان غزل بين الشاب والزوجة، وكان الرجل ـ الزوج ـ في شغل شاغل عن زوجه وولدها الطفل في رؤية لحوم البحر البشرية كاسية عارية، وكان له موعد ولقاء حرام !
كان الشاب يتطوع كل يوم لنقل العائلة: الزوج و الزوجة وطفلهما بسيارته صباحا ً ومساء ً إلى البحر، وكانوا يستحمون جميعا ً في مكان واحد.
وكانت الزوجة لا تحسن السباحة، فتطوع الشاب لتعليمها السباحة، وكان زوجها يبتعد عنهما ليلاقي من يلاقي بعيدا ً عن أنظار الزوجة، وكان ينشر شباكه متصيدا ً أعراض الناس، تاركا ً عرضه لذلك الشاب، كما يترك الراعي الغنم للذئب.
وابتدأ الأمرين الزوجة والشاب إعجابا ً بالأريحية، ثم تطور الأمر إلى الإعجاب بالجسد، ونام الحارس فرتع اللص، فكان لابد للنار أن تشتعل فتحرق الإخلاص الزوجي، وتحرق الطهر والعفاف.
وكانت الزوجة تحب زوجها ولا تطيق عنه صبرا ً، فأصبحت تكره لقاءه وتحسب الدقائق والساعات للقاء حبيبها الجديد.
وأراد الشاب أن يتخلص نهائيا ً، فبيت في نفسه أمرا ً.. أظهر إخلاصه وتفانيه للزوج، وأبدى إعجابه بمواهبه ورجولته، وكانت زوجه لا تنفك تذكر شهامة الشاب وتحببه لزوجها، فوثق به الزوج وسلمه مقاليد أمره كله.
وفي يوم من الأيام تمارضت الزوجة، فعكفت في شقتها ومعها طفلها، فاستأذن الزوج أن يصاحب صديقه الشاب مبحرا ً ليستحم في البحر.
وعاد الشاب وحده بعد ساعتين ليعلن للزوجة أن زوجها قد غرق في البحر، وأنه حاول انتشاله فباءت محاولاته بالفشل.
لقد كان البحر خاليا ً من الناس، وكان البحر مائجا ً صاخبا ً، وكان الموج يرتفع كالجبال ويهبط كما تهبط الشهب من السماء. وكان الزوج لا يحسن السباحة، ولكن الشاب استدرجه بعيداًعن الشاطئ، ثم تركه طعمة للأمواج يستغيث فلا مجيب، ثم ابتلعته الأمواج إلى البعث والنشور.
كانت الزوجة يتيمة لا معيل لها، وكان الشاب وحيدا ً في شقته بعيدا ً عن أهله.. وعرض عليها الشاب بحنان ولهفة أن تشاركه شقته ومصيره، وأبدى لها استعداده لاحتضان طفلها من أجلها ومن أجل حبها غير المقدس، ووعدها بالزواج.
واستكانت الزوجة للشاب، فآوت إلى شقته واستقرت فيها، وكان طفلها في الرابعة من عمره، يظن أن الشاب أبوه، فيناديه من كل قلبه يا أبي يا أبي.
طالبته الزوجة بالزواج فماطل أولاً بلطف وتودد، ثم بقسوة وعنف، وبعد أشهر تبدل الشاب اللطيف إلى صلّ (نوع من الحيات) خبيث فأظهر تذمره منها ومن طفلها، وتعلق قلبه بغيرها من النساء، فأصبح في شقته حاضرا ً كالغائب، يأوي إليها في الهزيع الأخير من الليل.
وفي ضحى يوم من أيام الشتاء، كان الشاب يتناول فطوره، وكانت تلك الزوجة تعاتبه وتطالبه بالزواج بها، فأظهر أنيابه السامة، وكشف عن الحقيقة التي كان يسترها من قبل، وطالبها بالجلاء عن الشقة لأنه اعتزم الزواج والاستقرار.
وانهمرت دموعها غزيرة، وذكرته بالماضي الحلو الجميل، ولكنه كان كالصخرة الصماء قسوة وعُنفا ً.. وكان الطفل البريء لا يعرف للدموع معنى، ولا يفهم ما يدور حوله من أحداث.
وكان الطفل يلاعب مسدس الشاب الذي كان إلى جانبه، وكان الشاب في شغل شاغل عنه، وكان يعلم يقينا ً أن المسدس خال من العتاد.. لأنه كان قد أخرج منه عتاده بعد عودته إلى شقته في الهزيع الأخير من ليلة أمس.
ولكنه كان ثملا لا يفرق بين النور والظلام، بعيدا ً بعقله في تيار الخمر والرذيلة، وفجأة انطلقت رصاصة من مسدسه واستقرت في الجزء الأسفل من قلب الشاب، فتلوى لحظات ثم سقط من كرسيه فاقد الوعي.
وفي هذه اللحظات نطق الشاب بكلمات قليلة كانت آخر ما نطق في حياته، وكان الجيران قد تجمعوا فور سماع إطلاق النار، فقال مخاطبا ً الزوجة: " لقد أغرقت زوجك في البحر ليصفوا الجو لي معك وحدي ".
وجاء الطبيب على عجل، فوجد أن أمر الشاب قد انتهى وأنه فارق الحياة.. ورحل في زمن لا يخطر على بال، وكان يظن طول العمر وألهاه الأمل، ولكن حال الأجل بينه وبين كل لذة، وفارق الدنيا وهو يحمل إصره على ظهره، وسيقف بين يدي ربه فيقول له الغريق: لماذا أغرقتني ؟ ولماذا فرقت بيني وبين زوجتي وطفلتي ؟ وعندما يسكت اللسان وتتكلم الجوارح بكل ما عملت، ويتمنى لو أنه سلم من مخالطة الأشرار ومن موافقة الفجار.
وما هذه القصة إلا واحدة من مئات أو أكثر تبين عاقبة السفور والاختلاط وعاقبة انعدام الغيرة، وتوضح أن من تتبع عرض غيره قُيّض لعرضه من يتتبعه ثم يفضح في جوف داره.
من كتاب الأعمال بالخواتيم.لفضيلة الشيخ العلامة: سعد الحجري.