خطب عيد الفطر

خطب العيد

شهادة الإسلام قسم الخطب المكتوبة

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد0
الله أكبر ما استهلت أهلة الإقبال على من صام رمضان ، الله أكبر ما أشرف الجليل في هذا اليوم وأفاض على المسلمين خلع الرحمة والرضوان ، الله أكبر ما خشعت القلوب ودمعت العيون وإقشعرت الجلود ولانت بمواعظ القرآن ، الله أ:بر ما خرج المسلمون لصلاة العيد مكبرين مهللين عبر العصور والأزمان ، الله أكبر ما هبت نسمات القبول على الصائمين والقائمين وفازوا برضاء الرحمة ، الله أكبر ما تنورت القلوب وتيقظت النفوس بالصيام ، ونالت الغفران ، وما تعاطف المسلمون في عيدهم وتلاقوا بالمحبة والمصافحة والإحسان ،
الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!0
الحمد لله المحمود بكل لسان والمعبود في كل زمان والمقصود من كل مكان ، خالق الموجودات وباعث الأموات ومجيب الدعوات ، وسامع الأصوات بكل اللغات ، يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن ، أحمده تعالى وأشكره وأتوب إليه وأستغفره ، وأعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهدي الله فهلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك العظيم والبر الرحيم ،الذي خلق فقدر وشرع فيسر ، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله ، الشافع المشفع في المحشر، وأفضل من تعبد الله وصلى وزكى وحج واعتمر ، صلى الله عليه وعلى آله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهر ،وعلى أصحابه الذين سبقوا إلى الخيرات وأنور وسلم تسليماً : الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!0
أيها الناس : اتقوا الله تعالى ، واعرفوا نعمته عليكم بهذا العيد السعيد فإنه اليوم الذي توج الله به شهد الصيام ، وافتتح به أشهر الحج إلى بيته الحرام ، وأجزل فيه للصائمين والقائمين جوائز البر والاكرام ، عيد امتلأت القلوب به فرحاً وسروراً ، وازدادت به الأرض بهجة ونوراً ، لأنه اليوم الذي يخرج فيه المسلمون إلى مصلاهم لربهم حامدين معظمين ، وبنعمته بإتمام الصيام والقيام مغتبطين، ولخيره وثوابه مؤملين راجين ، يسألونه ربهم الجواد الكريم ،أن يتقبل عملهم وأن يتجاوز عن مسيئهم،وأن يعيد عليهم مثل هذا اليوم، وهم في خير وأمن وإيمان ،واجتماع على الحق والعبادة ،وابتعاد عن الباطل والعصيان 0
عباد الله :- اتقوا الله تعالى وأطيعوه ، وخافوا عقابه وإرجوا ثوابه، ولا تعصوه ، واعلموا أن يومكم هذا يوم عظيم، وعيدكم كريم ، أحل الله لكم فطره ، وحرم عليكم صيامه ، يوم كله بر وإحسان ،ونعمة وسلامة ورحمة ، فيه يحمد المسلمون ربهم على نعمته الإسلام ،ويكبرونه تعالى ، على ما أولاهم من الفضل والانعام ،ويشكرون له عونه على الصيام والقيام ، وهو يسمى بيوم الجوائز ، وفي هذا اليوم يرجع من المصلى بفضل الله ورحمته أقوام خارجون من الذنوب، كيوم ولدتهم أمهاتهم ، كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما المرفوع ، إذا كان يوم الفطر هبطت الملائكة إلى الأرض في كل بلد ، فيقومون على أفواه السكك ينادون يصوت يسمعه جميع من خلق الله إلا الجن والإنس ، يقولون : يا أمة محمد أخرجوا إلى ربٍ كريم يعطي الجزيل ويغفر الذنب العظيم ، فإذا برزوا إلى مصلاهم يقول الله عز وجل لملائكته : يا ملائكتي ما جزاء الأجير إذا عمل عمله ، فيقول : إلهانا وسيدنا أن توفيه أجره ، فيقول : أشهدكم إني قد جعلت ثوابهم من صيامهم وقيامهم رضائي ومغفرتي ، انصرفوا مغفوراً لكم ، فيا فوز المسلمين العاملين في هذا اليوم وقد وفوا عملهم ، وأدوا زكاة فطرهم للفقراء والمساكين وقصدوا مصلاهم فرحين ، مستبشرين مكبرين الله تعالى ومهللين 0
الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!0

وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : فرض رسول الله r زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين " الحديث " وهي تخرج من غالب قوت أهل البلد سواء كان قمحاً أو شعيراً أو تمراً أو رزاً أو زبيباً أو اقطاً على الذكر والأنثى ، والحر والعبد والصغير والكبير من المسلمين ، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين ، وأفضل أوقات إخراجها يوم العيد قبل الصلاة ، ويجوز إخراجها في بقية يوم العيد مع الكراهية ولا يجوز تأخيرها عن ذلك 0ولها فوائد كثيرة في الدنيا والآخرة ،ولله في شرائعه حكم وأسرار ،لا تحيط بها عقول البشر 0
الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!0
أيها الناس : اشكروا الله تعالى على مامن به عليكم من نعمه الوفيره وآلائه الكثيرة ،التي لاتعد ولاتحصى ،ومن أكبر نعمه سبحانه عليكم هذا الدين القيم دين الإسلام الذي أكمله الله لكم ، ورضيه لكم ديناً وأتم به عليك النعمة ،ثم اشكروه حيث هداكم له، وقد أضل عنه كثيراً فأصبحت عقيدتكم أقوى العقائد ،وأعمالكم أكمل الأعمال، وغايتكم أفضل الغايات 0 فعقيدتكم فهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وتؤمنون بالله وأسمائه وصفاته لأنكم تشاهدون آياته، في كل شيء0
فإن في كل شيء له آية*** تدل على أنه واحـــد
ففي أنفسكم آيات ،وفي السموات والأرض آيات ،وفي اختلاف الليل والنهار آيات ،وفي تصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض آيات ،وفي كل مخلوق من مخلوقاته آيات ،تدل على إكمال وحدانيته ،وتمام سلطانه وربوبيته ،وبالغ علمه وحكمته ،وواسع فضله ورحمته ، لأن هذا الكون لا يمكن أن يوجد نفسه ولا يمكن أن يوجد صدفه ، بل لا بد له من مدبر خالق هو الله وحده لا شريك له ، أما عملكم فهو أكمل الأعمال لأنكم تسيرون على نور من الله وبرهان مهتدين بهدى النبي r وخلفائه الراشدين فحققوا رحمكم الله السير على ذلك ما يجب أن تحققوه 0 الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!0 أقيموا الصلاة وحافظوا عليها فإنها عماد الدين ولا تضيعوها فتكونوا ممن قال الله فيهم ) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً ( مريم 59 – 60 ، وأدوا الزكاة إلى مستحقيها كاملة من غير نقص ، فإنها قرينة الصلاة في كثير من الآيات القرآنية ، ولا تبخلوا بها فتطوقوا بها يوم القيامة ، صوموا رمضان ، حجوا البيت الحرام ، فهذه أركان الإسلام من حافظ عليها سهل عليه بقية فروع الدين ، وانشرح صدره لأوامر الله ورسوله ،ومن لم يحافظ على أركان الإسلام ضاق صدره بفروعه وصعب عليه القيام به 0فحافظوا رحمكم الله على دينكم واتقوا الله ما استطعتم ، لتحققوا بذلك الغاية الحميدة وهي رضاء الله والفوز بدار كرامته 0
عباد الله : تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، وكونوا يداً واحدة على أعدائكم ،وأعداء دينكم ،واعلموا أن لكم عدو أسلبه الله تعالى من رحمته ، كان مأسوراً في شهر رمضان المعظم ، واليوم قد أطلق أسره ، وسيهجم على المسلمين بخيله ورجله، هجوماً عنيفاً ،ويحمل على الجميع ،حملة شعواء ،عله يفسد ما صلح لهم من الأعمال ،وما اكتسبوا من التقوى ، وما حصل لهم من الثواب والمنفعة في شهر رمضان المبارك ، فلنأخذ حذرنا منه ،ولنحتط حيطتنا له ،ونأخذ أهبتنا لمجاهدته، ونسد عليه وعلى أعوانه كل الطرق التي يتسللون منها ، بل نهجم عليهم في مكامنهم ، ولننقض من شرهم من نستطيع إنقاذه بالدعوة إلى الله والوعظ والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولدينا والحمد لله كل الأسلحة المهلكة لهم ، والأجنة الواقية منهم والمذهبة لأباطيلهم في كتاب الله وسنة رسوله r 0وإياكم عباد الله والغفلة عن هذا العدو الرجيم المسلط ، فيحبس ضلال الديار ويفسد ما اكتسبتم من خير ، ويهدم ما أصلحتم ،فاحذروا وانتبهوا من هذا العدو اللعين 0 الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد! أيها الناس : احذروا من الشرك بالله ، فإنه محبط للأعمال والجنة حرام على صاحبه وإياكم وعقوق الوالدين فإنه من كبائر الذنوب ، قال تعالى ) وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ( وفي الصحيحين قال رسول الله r (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟؟ الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله r ( قال : أربعة نفر حق على الله أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها ، مدمن خمر ، وآكل الربا ، وآكل مال اليتيم ظلماً ، والعاق لوالديه ، إلا أن يتوبوا ) 0
واجتنبوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة ، ولا تقربوا الزنا فإن فيه خصالاً قبيحة ماحقة ومهلكة في الدنيا والآخرة ، وقد نهى الله تعالى من الاقتراب منه ، فكيف بالوقوع فيه ؟! ) وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ( الإسراء: 32 0
وإياكم والربى أكلاً أو تعامل فإنه حرام بنص القرآن والسنة والإجماع ، قال تعالى ) وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا ( البقرة :275 ، وعن أنس رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله r فذكر الرباء وعظم أمره ، فقال : (الدرهم الذي يصيبه الرجل من الربى أشد من ست وثلاثين زنية )، وقال أيضاً (الرباء ثلاثة وسبعون باباً أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه) ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، قال تعالى ) وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ( النساء: 93 ، وقوموا بحق الجوار عمن جاوركم ، وبروا آبائكم تبركم أبناؤكم ، وصلوا أرحامكم تكثر أموالكم ، وتطل أعماركم ، واجتنبوا الغيبة والنميمة ، وقول الزور والعمل به ، والوقوع في أعراض الناس ، وأدوا الأمانة وعدم خيانتها ، والله سبحانه وعد من حفظها ورعاها أجراً جزيلاً ، وتوعد من أضاعها وأعد لها عذاباً وبيلاً ، فالمرأة في بيتك تعتبر أمانة في عنقك فاليوم نرى عقبة تحول دون الزواج والمصالحة والعظيمة احتكار بعض الأولياء الظلمة لبناتهم ومن لهم ولاية تزويجهن ، أولئك الأولياء الذين لا يخافون الله ولا يرعون أماناتهم ولا يرحمون من تحت أيديهم ، أولئك الأولياء الذين اتخذوا من ولايتهم على تلك المرأة الضعيفة مورداً لكسب المحرم وأكل المال بالباطل ، تجد الخاطب الكفوء في دينه وخلقه يخطب منهم ، فيفكرون ويقدرون ثم يقولون الكلمة الأخيرة ( البنت فائتة لغيرك ، البنت صغيرة ، شاورتها فأبت ) أقوالاً كاذبة يفترونها ،ليردوا ذلك الخاطب الكفوء ، إما لعقد نفسيه ،تثقل عليهم الإجابة وإما تطلب مال يحصلونه من وراء ولايتهم ،وإما لعداوة شخصية بينهم وبين الخاطب ،والولاية دين وأمانة يجب النظر فيها إلى مصلحة المولى عليه لا إلى أغراض الولي إن دفع الخاطب الكفوء في دينه وخلقه بمثل هذه الأقوال الكاذبة ، إنما هو معصية لله ورسوله ، وخيانة للأمانة وإضاعة لعمر المرأة التي تحت ولايته وسوف يحاسبون على ذلك )يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (. الشعراء : 88-89 ، وليست المرأة سلعة بل هي أكرم من السلعة فهي أمانة عظيمة وجزء من أهله وإذا فكرنا هذا التفكير وبلغنا هذه النتيجة عرفنا أن المال لا قيمة له وأن المغالاة في المهور ونفقات الزواج لا مبرر لها ، فاتقوا الله فيما تحت أيديكم )لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ *وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ( الأنفال :27-28
الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!
عباد الله : إن العودة إلى الصيام بعد رمضان دليل على صحة الإيمان وحسن اليقين ، وقد رغبكم نبيكم r في ذلك فقال في الحديث الصحيح ( من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال ، فكأنما صام الدهر كله )
الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!
عباد الله: اعلموا أننا اليوم بحاجة ماسة إلى التآلف والتناصح وتوحيد القصد والعمل والتعاون في الحق وأن نعالج مشاكلنا وأمراضنا الدنيئة والاجتماعية معالجة المخلص،الذي يقصد حصول المصلحة، واندفاع المضرة ، لا يقصد انتصاراً لنفسه ،ولا مجرد أخذ برأيه،ولا التنكيت واللوم على غيره ،وإنما يقصد إصلاح الدين والمجتمع ،وبهذه النية الطيبة وبسلوك الحكمة في الوصول إلى المطلوب، يحصل الفلاح والنجاح إنشاء الله 0
الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ) وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ( سورة: العصر ، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعنا وإياكم بالآيات والذكر الحكيم إنه تعالى جواد كريم ، واستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين ، من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية لعيد الفطر
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد0 الحمد لله رب العالمين ، خلق الإنسان من سلالة من طين ، ثم جعله نطفة في قرار مكين ،ثم نقله في الخلق حتى تكامل جسمه وحواسه وسمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مخلصاً له الدين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين ، صلى الله عليه وعلى أله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً ، أما بعد : -
فياعباد الله :- اشكروا الله جلا وعلا أن بلغكم هذا اليوم العظيم والموسم الكريم ، واعلم يا عبد الله .. أن العيد ليس التزين بالملابس البيض ، والقلب في هم الدنيا مريض ، وليس الطيب في العيد أن تتطيب بالعود ،وإنما الطيب أن تتوب فلا تعود ، إن العيد لمن صام وقام لله المعبود ، أن العيد لقلوب شع فيها نور الإيمان وتطهرت من المعاصي والآثام ، ما أجمل أن تستر الملابس الجميلة نفوساً تجردت من الحقد والحسد والضغينة ، لنعيش بسلام ، ونجتمع في دار السلام ، العيد لا يعرف جنساً أو لوناً أو طبقة ، بل يلتقي فيه الكبراء والصغراء ، الأغنياء والفقراء ، العربي والعجمي ، فهو عيد للمسلمين جميعاً 0نسأل الله سبحانه كما جمعنا في هذا اليوم المبارك وفي هذا المكان المبارك أن يجمعنا في دار كرامته 0
الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد0
عباد الله المسلمين : لقد كان النبي r يعظ النساء في صلاة العيد بعد الرجال 0 فأقول يا نساء المسلمين .. إن عليكن أن تتقين الله في أنفسكن ، وأن تحفظن حدوده ، وترعين حقوق الأزواج والأولاد ، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ، ولا يغرينكن ما يفعله بعض النساء من الخروج إلى الأسواق بالتبرج والطيب ، فلقد قال النبي r ( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد ، وذكر نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ) فالمرأة إذا خرجت من منزلها بدون إذن زوجها منهي ، ملعونة حتى ترجع ، فاتقين الله في أنفسكن وجميع أموركن وأمور دينكن ودنياكن0 الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد0
ايها المسلمون : اتقوا الله رحمكم الله ، ولا تشوهوا أعيادكم بما لا يليق ، فإنما هي أيامُ أكل وشرب وذكر وحمد لله تعالى ، وتكبير وشكر وثناء ، وقد أمر سبحانه المؤمنين بذلك في آخر آيات فرض الصوم ، ليكونوا ختاماً لشهره المبارك ، فقال تعالى : ) وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( البقرة : 185 ألا وصلوا على رسول الله امتثالاً لأمر الله ، حيث أمرنا سبحانه بذلك فقال عز من قائل ) إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ( الأحزاب : 56 ، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وأرض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأربعة المهديين ، أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين وعلي أبي السبطين وعن السبطين العلمين ، وعن العميين الكريمين وعن أصحاب البيعة والعقبة والشجرة وعن أمهات المؤمنين وعن سائر الصحابة والتابعين ، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك يا أكرم الأكرمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين يا رب العالمين ، اللهم يسر لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء ، اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا ، اللهم اجعلنا في شهر رمضان من الفائزين ، اللهم لا تحرمنا فضلك أنت إلهنا فمن ينصرنا غيرك لا إله لنا سواك ، اللهم وفقنا وإياكم لمراضيه واجعل مستقبل حالنا خير من ماضيه ، اللهم أعد علينا هذا العيد أعياداً عديدة وأعواماً مديدة 0اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار عباد الله : )إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ( النحل:90 فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .عباد الله :قوموا إلى بعضكم وتصافحوا وتزاوروا وشكروا الله الذي وفقكم لإتمام صيام رمضان وقيامه )سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (
الله أكبر! الله أكبر! لا إله إلا الله! الله أكبر! الله أكبر ولله الحمد!