خطب رمضانية
عنوان الخطبة:::::::::::: ختام شهر رمضان بصالح الأعمال
اسم الخطيب::::::::::: أسامة بن عبدالله خياط
أ
هداف الخطبة::::::::::: تحزين الناس في توديع رمضان / ترغيب الناس في ختم رمضان بالخير
عناصر الخطبة::::::::::: وقفة في توديع رمضان / حال السلف في توديعه /أبواب الطاعات مفتوحة حتى بعد رمضان
الخطبةوجه الحرمان
أنفع الاستغفار
علامات ليلة القدر
فيا عباد الله إن مما يتعين على الصائم وهو يودع شهر رمضان، أن يذكر أن أبواب الخير التي فتحت في رمضان لم توصد برحيله، وأن ميادين الطاعات التي تنافس فيها المتنافسون لم تغلق أو تعطل بانتهائه، فإذا كان صيام رمضان قد شارف على انتهاء فإن عبادة الصيام باقية، فهذا صيام ست من شوال ..
الحمد لله الذي كتب على عباده فريضة الصيام، وجعلها ركنا من أكان الإسلام، أحمده سبحانه وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، أرشد إلى كل سبيل موصلة إلى الجنة دار السلام، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه صلاة دائمة ما تعاقبت الليالي والأيام.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [البقرة:281].
أيها المسلمون: إن وقفة الوداع مثيرة للوجدان مهيجة للأحزان؛ لأن فيها فراق المحبوب وحرمانا من التنعم بقربه، والحظوة ببره ومرضاته، مع خشية من أن تكون آخر العهد به حين يقعد به الأجل عن بلوغ الأمل فيتجدد لقاؤه، وهذا رمضان الذي استقبلناه بالأمس القريب، قد آذنت شمسه بمغيب، وشارفت أيامه الغر على الرحيل؛ فهل نودعه بما يظهره بعضنا من فتور همة وخمول عزيمة وترقب لانتهاء زمنه؛ رغبة في الفرار من رهقه والخلاص من نصبه وحرمانه؟! أم نودعه بما كان يودعه أولي الألباب من عباد الله والصفوة من خلقه، السائرون على نهج سلف هذه الأمة وخيارها، أولئك الذين جمعوا بين الاجتهاد في إتمام العمل وإكماله وإتقانه، وبين الاهتمام بعد ذلك بقبوله والخوف من رده، إن مثلهم كمثل الذين قال الله فيهم: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) [المؤمنون:60].
إنه الهم الذي عبر عنه بعض السلف بقوله: " أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا وقع، وقع عليهم الهم أيقبل منهم أم لا " ولذا كانوا كما قال بعض السلف –أيضاً-: " كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبله منهم ".
وجاءت الوصية بالاهتمام بهذا الأمر وعدم إسقاطه من حساب كل مجتهد في العمل؛ ففي كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " كونوا لقبول العلم أشد اهتماماً منكم بالعمل، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [المائدة:27]، وروي عنه رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة في شهر رمضان: " يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه ".
إن وجه هذا الحرمان -يا عباد الله- لأنه لما كثرت أسباب المغفرة في رمضان من صيام وقيام وتفطير للصائمين وتخفيف عن المملوك، والصدقة والصلة والتلاوة والذكر وغيرها، كان الذي تفوته المغفرة فيه محروم غاية الحرمان مبعداً غاية البعد؛ كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده والترمذي في جامعه وابن حبان في صحيحه بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: " آمين، آمين، آمين "، قيل: يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت آمين، آمين، آمين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن جبريل أتاني فقال: يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر فأدخل النار فأبعده الله قل آمين، فقلت: آمين، قال: ومن أدرك أبويه أو أحدهما فمات فأدخله النار فأبعده الله قل آمين، فقلت: آمين، قال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين، فقلت: آمين". اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد.
عباد الله: إن من أعظم ما يودع به الصائمون شهرهم ويختمون به صيامهم، الإكثار من كلمة التوحيد، لا إله إلا الله والاستغفار، فإن كلمة التوحيد كما قال الإمام ابن رجب -رحمه الله- " تهدم الذنوب وتمحوها محواً، ولا تبق ذنباً ولا يسبقها عمل، وهي تعدل عتق الرقاب الذي يوجب العتق من النار "