حكم رضاع الزوج من ثدى زوجته
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحيانا يداعب الرجل زوجته فيمص ثدييها وقد يكون بهما اللبن فهل تحرم عليه في هذه الحالة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، وبعد …
يقول فضيلة الشيخ فيصل مولوي –نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء-:
من المتّفق عليه بين الفقهاء أن المحرّم في العلاقات الزّوجيّة هو :
-1 الجماع أثناء الحيض .
- 2 الإيلاج في الدّبر .
وكلّ ما سوى ذلك من أنواع الاستمتاع مباح بشرط أن يتمّ بتراضي الزّوجين .
وشرب الحليب من ثدي الزّوجة لا يؤدّي إلى اعتبارها أمّاً بالرّضاعة، لأنّ الشّرب الذي يؤدّي إلى ذلك هو ما كان في فترة رضاع الطّفل – أي دون السّنتين من عمره – لأنّه هو الذي ينمّي اللحم وينشز العظم. هذا هو رأي جمهور الفقهاء من الشّافعيّة والحنابلة والمالكيّة والحنفيّة والجعفريّة، إلاّ أنّ بعض المالكيّة سمحوا بالزّيادة عن السّنتين لمدّة شهر أو شهرين، وأبو حنيفة اعتبر الرّضاعة المحرّمة تمتد إلى سنتين ونصف من الولادة .
وبالتّالي يكون الجميع متّفقين على أن الإرضاع بعد سنتين ونصف من عمر الطّفل لا يؤدّي إلى التّحريم، ويعتمدون في ذلك على نصوص واضحة من القرآن الكريم والسنّة الصّحيحة .
أمّا الحديث الذي أخرجه مسلم (أنّ امرأة أبي حذيفة قالت: يا رسول الله، إنّ سالم يدخل عليّ وهو رجل – وسالم هو مولى أبي حذيفة -، وفي نفس أبي حذيفة منه شيء، فقال: أرضعيه حتّى يدخل عليك) هذا الحديث لم يأخذ به أيّ من المذاهب رغم صحّته من حيث السّند، لأنّه من حيث المتن يخالف نصوص القرآن الكريم، ويخالف أحاديث أخرى صحيحة، كما يخالف أحكاماً شرعيّة متّفقاً عليها .
والله أعلم
ــــــــــــــــــــــــــــ
المفتى :: الشيخ فيصل مولوي