حكم الشك فى اجتماع الوجين على الرضاعه
ــــــــــــــــــــــــــــــ
تزوجت منذ ثلاث سنوات ،ثم تردد أنني رضعت مع زوجي،فلما سأل أمه أقسمت أننا لم نرضع سويا،وسألناأقاربنا ،فقال البعض إننارضعنا،وأنكر البعض الرضاع بيننا ،وأنا أعيش دائما في حزن ،خوفا من أن يكون الزواج بيننا باطلا،فما حكم الشرع في زواجنا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالأحكام في الشريعة لا تبنى على الشك أو الظن، فلابد من سؤال المرضعة هل أرضعت الزوجين أم لا، فإن أقرت، فسخ النكاح، وإن أنكرت، فالزواج صحيح، كما يمكن في مثل هذه الحالات الأخذ برأي الجمهور الذي يرى أن الرضاع المحرم ما كان خمس رضعات مشبعات في فترة الرضاع، فإن كان هناك رضاع، وكان أقل من خمس فالزواج صحيح.
يقول الدكتور وهبة الزحيلي أستاذ الشريعة بالجامعات السورية :
لابد من إثبات الرضاع بشهادة شاهدين أو شاهدٍ وامرأة، أو بقول الأمّ المرضع، وعلى هذا فتُسأل الأم المرضع هل أرضعتْ الولدَ الفلانيَّ بحيث يكون هذا الزواج (في المسألة) هو عمَّ هذه المرأة من الرضاع، وأما إنكار الوالدة وحَلِفُها على عدم الإرضاع، فربما يكون بحسب ظنِّها، وقد تخطئ في الظنّ .
فإذا لم يثبُتْ الإرضاع بقول المرضعة أو غيرها، فلا داعي للقلق والهواجس، ولا لاحتمال بطلان أو فسخ الزواج، لأن اليقين لا يزول بالشك، والأصل عدم الإرضاع .
ويمكن الأخذ بمذهب الشافعية في مثل هذه الحالة وهو أن الرَّضاع إذا كان أقل من خمسِ رَضَعات - بحسب المعتاد في كل رَضْعة، ولا يْشترط كوْنُ الرضعات مُشبعات خلافاً لما يتناقله الناس عن هذا المذهب - فإنه لا يكون سبباً للتحريم. أما مذهب الحنفية والمالكية فإنّ مجرد حصول الرضعة يكفي في التحريم، لإطلاق الآية: {وَأُمَّهاتُكُمْ اللاّتِي أَرْضَعْنَكُمْ .
والله أعلم