ولسـان صيـرفي صـارم كذباب السيف ما مس قطع سحر هاروت وماروت ولـو كلم الصخر بحق لانصدع نحن في زمن عجيب، وفي عصر غريب، كم بلينا بخطيب غير أديب، ولا مصيب، إذا تكلم تلعثم، وهمهم، وغمغم، وتمتم. إذا بدأ في الكلام اعتذر، لا يدري ما يأتي وما يذر، لأن كلامه هذر مذر، ابتلي الرجل بالسعال، وكثرة الانفعال، وسوء التعبير في المقال. لا يزوّر الكلام في صدره تزويراً، ولا يحبّر الخطب تحبيراً، فلا يساوي كلامه في ميزان الشعر نقيراً، يا ليت بعض الخطباء اشتغل بالتجارة، أو مارس البناء والنجارة، وترك المنبر لأهل...