لم تأت ثورة 25 يناير لتطهير البلد من نظام الحكم الفاسد فقط، بل لتطهير النفوس من الفساد أيضاً.. هذا ما اقتنع به على عفيفى (27 عاما)، فقرر أن يحوله من مجرد شعار إلى أمر واقع، عفيفى الذى ولد ونشأ فى أسرة متدينة قرر أن يقطع كفى يديه لكى يتوقف عن الداء الذى ظل يطارده طوال 26 عاما، وهو «داء السرقة». فى ميدان التحرير أطلق الثوار على عفيفى لقب «التائب إلى الله»، فهو أصر على المشاركة فى جمعة أمس «الانتقام من بقايا النظام» لتكون قصته عبرة ونموذجا لكل ظالم وفاسد، بعد أن اعترف أنه شخص فاسد، ولذا قرر أن يطهر نفسه من هذا الفساد: «بعد ما فضلت أسرق 26 سنة بداية من السندوتشات فى المدرسة إلى الموبايلات والذهب، رغم أن والدى وإخواتى متدينين، قررت إنى أبطل سرقة وأتوب إلى الله، وأحمى الناس من شرورى وبعد أن قامت الثورة لتطهير النفوس الضعيفة، قررت إنى أقطع يدى اليسرى تحت القطار وبرضه فضلت أسرق باليد اليمنى لمدة 6 شهور، لذلك قررت إنى أقطع اليد التانية عشان أبطل سرقة». وأضاف: «تعبت نفسيا من اللى أنا بعمله فى الناس، فقررت إنى أقيم الحد على نفسى بدلاً من عقاب الله فى الآخرة، وناس كتير اندهشت من قرارى وماصدقتنيش عشان كده قررت إنى أنزل ميدان التحرير». عفيفى الذى كان يسرق موبايلات ومشغولات ذهبية يتمنى أن يفعل مثله من سرق مصر كلها.