عاشق الصحابه
| | قصة فى إسلام قوم ، الفتى والراهب والساحر | |
قصة فى إسلام قوم ، الفتى والراهب والساحر
بسم الله الرحمن الرحيم قد كان ملك فيمن كان قبلنا وكان له ساحر ، فلما كَبُرَ قال للملك إني كبرتُ فابعث إلىَّ غلاما أعلمه السحر فبعث إليه غلاما يعلمه وكان في طريقه راهب يقعد إليه كلما أتى الساحر وإذا رجع من عند الساحر إلى أهله قعد أيضا عند ذلك الراهب . فإذا أتى الساحر ضربه لتأخره فشكا الغلام ذلك للراهب .فقال له : إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر . فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حَبَسَتِ الناس ، فقال : اليوم َ يظهرُ الساحرُ أفضلُ أمِ الراهبُ ! فأخذ حجرا فقال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فأهلك هذه الدابة حتى يمضى الناسُ فرماها فقتلها ومضى الناسُ فأتى الراهبَ فأخبره ، فقال له الراهب : أَىْ بُنَىَّ أنت اليوم أفضل منى وقد بلغ من أمرك ما أرى وإنك ستبتلى وإن ابتليتَ فلا تدل علىَّ ، وكان الغلامُ يداوى الأَكْمَهَ والأبرصَ فَيُشْفَيان بإذن الله . فسمع جليسُ الملك بذلك وكان قد عُمِىَ فأتاه بهدايا كثيرة فقال هى لك إن أنت شفيتنى ، فقال إني لا أشفى أحدا إنما الله المُعافِى ، فإن ءامنت بالله دعوتُ الله فآمن بالله فَشُفِىَ . فأتى الملكَ فجلس إليه كما كان يجلسُ ، فقال له الملك من ردَّ عليك بصرك ؟ فقال ربى فقال الملكُ أَوَلَكَ ربٌّ غيرى ! قال ربى وربك الله . فأخذه ولم يزلْ يعذبُه حتى دل على الغلام فَجِيءَ بالغلام ، فقال له الملك أيّ شئ قد بلغ من سحرك ما تُبرئ به الأكمهَ والأبرصَ وتفعل وتفعل… قال إني لا أشفي أحدا إنما الله المُعافِى . فأخذه فلم يزلْ يعذبْهُ حتى دلَّ على الراهب فجِيءَ بالراهب فقيل ارجعْ عن دينك فأبى فدعا بالمنشار فوضع المنشار فى مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه ، ثم جِيْءَ بجليس الملك فقيل له ارجعْ عن دينك فأبى فوضعَ المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه . ثم جِيْءَ بالغلام فقيل له ارجعْ عن دينك فأبى فدفعه إلى نفرٍ من أصحابه ، فقال اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل ، فإذا بلغتم ذروته ، فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه ، فذهبوا به فصعدوا به الجبل ، فقال اللهم اكفنِيهم بما شِئْتَ فرجفَ بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك ، فقال له الملك ما فعل أصحابك ؟ قال كفانيهمُ الله ! فدفعه إلى نفر من أصحابه ، فقال اذهبوا به فاحملوه في مركب وتوسَّطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه . فذهبوا به فقال اللهم اكفنيهم بما شِئْتَ فانْكَفَأَتْ بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشى إلى الملك !! فقال له الملك ما فعل أصحابك قال كَفَانِيهمُ الله ، فقال للملك إنك لست بقاتلى حتى تفعل ما ءامركَ به . قال ما هو ؟ قال تجمع الناس في صعيد واحد وتربطني على جذع ، ثم خذ سهما من كِنانتى ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل بسم الله رب الغلام ، ثم ارْمِ فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني . فجمع الناس في صعيدٍ واحدٍ وربطه على جذعٍ ثم أخذ سهما من كِنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال بسم الله رب الغلام ، ثم رماه فوقع السهم فى صُدْغِه فوضع يده على صدغه فمات - أي الغلام -. فقال الناس ءامنا برب الغلام ! فقيل للملك أرأيت ما كنت تحذره ، قد والله قد نزل بك ! فآمن كثير من الناس ! ا.هـ. | |
|