يستخدم القادة العسكريون الجدد في ليبيا مرشدين من بين المجموعة المحيطة بمعمر القذافي لرصد الزعيم السابق الهارب مع تشديد الخناق حول معاقله الاخيرة لاجباره على الاستسلام.
وينسق هشام بوحجر وهو مسؤول بارز في الهيئة العسكرية التي تعمل مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي جهود ملاحقة القذافي الذي طرد من مجمعه في طرابلس بعد انتفاضة استمرت ستة أشهر.
وقال بوحجر انه يعتقد ان القذافي اما في منطقة بني وليد جنوب شرقي طرابلس أو في مسقط رأسه سرت التي تبعد 450 كيلومترا شرقي طرابلس.
وقال "توجد بعض المجموعات التي تبحث عنه وتحاول التنصت على مكالماته. وهو لا يستخدم بالطبع الهاتف لكننا نعرف الناس المحيطين به الذين يستخدمون الهواتف."
وقال بوحجر "عادة نقتفي أثر كثير من الناس ليسوا ضمن الدائرة المقربة وانما الدائرة الثانية أو الثالثة. نحن نتحدث اليهم."
وأضاف "بعضهم يعرفون ان النظام يسقط ويريدون التأكد من انهم لن يتعرضوا للايذاء ... ويريدون ابرام صفقات. وهذا هو السبب في اننا أعددنا قائمة بيضاء. كل من يساعدنا يدرج على القائمة البيضاء."
وينتمي بوحجر الى جماعة معارضة في المنفى هي الجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا. وتلقى تدريب قوات خاصة في السودان والعراق في الثمانينات.
وفي وقت لاحق حصل على درجة الماجستير في الاعمال من جامعة سياتل بالولايات المتحدة ثم عاد الى ليبيا لانشاء مصنع نسيج.
ويتولى بوحجر الان قيادة مجموعات من الافراد الذين تلقوا تدريبا جيدا كلفوا بملاحقة القذافي. وعرض على رويترز تقارير مخابرات تذكر بالتفصيل ارقام هواتف ومواقع وخرائط جوجل لمواقع مستهدفة.
وقاموا بتفتيش عشرة مواقع حتى الان بعضها خارج العاصمة الليبية.
وقال ان القذافي وهو في الاصل قبلي يمكنه ان يستمر في الاختفاء لمدة أطول بكثير من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي عثرت عليه القوات الامريكية بعد عدة أشهر من الاطاحة به في ابريل نيسان عام 2003 . وكان صدام يختبىء في حفرة في الارض بالقرب من تكريت مسقط رأسه.
وقال بوحجر "نعم القذافي يمكنه ان يعيش في حفرة. وهو فخور بأنه يمكنه ان يعيش في خيمة."
وأضاف "انه ثوري قديم من نوع ستالين يمكنه محاولة البقاء في أي مكان."
وقال "لا أعتقد انه سيمر وقت طويل قبل ان نعثر عليه. اننا في الفصل الاخير. بعد خسارة طرابلس لن يكون لديه أي أموال وهي ما كانت تساعده على الاستمرار ... خطوط امداده قطعت بالتأكيد."
وحدد بوحجر أربع مناطق ما زالت تحت سيطرة القذافي -- وهي ترهونة وسرت وبني وليد في الشمال وسبها في الجنوب -- والتي قال ان القادة الجدد في ليبيا ياملون في السيطرة عليها عن طريق المفاوضات بدلا من الهجوم العسكري.
وقال "نعتقد ان الثوار في تلك المناطق موجودون بأعداد جيدة."
وقال كثير من المحللين ان سرت ربما كانت تمثل أكبر تحد للمقاتلين المناهضين للقذافي الذين يحاولون تعزيز قبضتهم على البلاد لكن بوحجر قال ان بعض القبائل هناك أدركت ان القذافي انتهى.
وقال بوحجر "يقول الناس ان سرت هي أصعب مكان (للسيطرة عليه) لانه محل ميلاد القذافي لكنني لا أعتقد ذلك. أعتقد ان سرت منقسمة نصفين بين الاشخاص الذين معه بالفعل ... والخمسين في المئة الاخرى الذين يعلمون ان القذافي ليس جيدا بالنسبة للبلاد ويجب ان يرحل."
وقال ان أكبر تحد هو كسب ثقة الناس في المناطق الموالية للقذافي.
واضاف بوحجر "ليس من السهل اقناعهم لانهم كانوا تحت تأثير وسائل اعلام القذافي لمدة 40 عاما والان نحاول ان نفسر ذلك لهم ..اننا لسنا ارهابيين ونحن نعمل لصالح البلاد."
وهناك تحد اخر لبوحجر وهو ان يحذروا من التمرد والتخريب من جانب الموالين للقذافي. وتوجد مخاوف من ان بامكانهم تنظيم نوع العنف الذي هز العراق عدة سنوات بعد سقوط صدام.
وقال بوحجر "هذا ممكن. لكننا نعد أنفسنا أيضا. اننا نشكل وحدات نعرف على وجه اليقين انه لا يمكن اختراقها. ونحاول ايضا بناء جهاز مخابراتنا. وهذا شيء لم نتعود على عمله أبدا لانه كان دائما في ايدي القذافي أو حكومته."
وبينما كان يشير الى نجاح تحقق في الاونة الاخيرة أخرج بطاقات هوية لاشخاص قال انهم مرتزقة من اصل افريقي جندهم ليبي منذ سقوط القذافي وتم توظيفهم لتقويض القيادة الجديدة في ليبيا.
ونسب نجاحات الانتفاضة الليبية الى التنظيم الجيد وجمع معلومات المخابرات وهي مهارة حث السوريين الذين يحاولون حاليا الاطاحة بالحكم الشمولي لبشار الاسد على تبنيها.
وقال "عليهم تنظيم أنفسهم جيدا. معلومات المخابرات مهمة للغاية. كلما كان لديك كم أكبر من معلومات المخابرات والطريقة التي تجمعها بها والدقة هي التي تساعد في اتخاذ القرارات. يمكنك هزيمتهم اذا كان لديك معلومات جيدة."
المزيد من الموضوعات
الشعب الليبى يحتفل بأول عيد فطر بعد التحرر وسقوط الطاغية