قتل 30 شخصا على الاقل في اليمن بعد أن قصفت طائرات السلاح الجوي مدينة يسيطر عليها تنظيم القاعدة في جنوب البلاد وفتح الجنود النار على مظاهرة مناهضة لحكم الرئيس على عبد الله صالح.
ووقعت عدة حوادث في أنحاء اليمن المهدد بنشوب حرب أهلية منها مقتل ثلاثة جنود يوم الاثنين في مكمن قرب مدينة زنجبار الساحلية التي سيطر عليها اسلاميون ومتشددون من تنظيم القاعدة قبل بضعة ايام. وكان ستة جنود قتلوا في حادث مماثل اليوم السابق.
وقال سكان هناك ان مقاتلات أمطرت مواقع المتشددين حول زنجبار بالقنابل لكنها أصابت أيضا مباني في المدينة التي يقطنها زهاء 20 ألف نسمة. وقال سكان أن ما لا يقل عن 13 شخصا قتلوا بسبب القصف الجوي وقصف بالمدفعية.
وقال رجل ينتمي الى المعارضة في المدينة ذكر أن اسمه علي "المدينة أصبحت خرابا. كل سكانها رحلوا. حتى الكلاب والحيوانات والحمير هجرتها."
وقال مسعفون في تعز ان الجنود فتحوا النار على مظاهرة في وقت متأخر يوم الاحد وداسو المحتجين بالجرافات فقتلوا 15 شخصا على الاقل واصابوا مئات بجراح في حادث قالت الولايات المتحدة انه "هجوم لم يسبقه ابتزاز ولا مبرر له."
وقالت قناة التلفزيون الفضائية (الجزيرة) في نبأ لم تذكر مصدره ان 57 شخصا قتلوا في تعز في اليومين الماضيين.
وفي العاصمة صنعاء سمعت عدة انفجارات واطلاق رصاص في وقت متأخر يوم الاثنين في حي الحصبة. وقال ساكن في الحصبة لرويترز "كان اطلاق رصاص متفرقا أعقبه انفجارات لكنه توقف الان."
وخرقت الاشتباكات التي وقعت لليلة الثانية على التوالي ما يبدو هدنة بين قوات صالح وقبيلة حاشد ذات النفوذ التي يتزعمها صادق الاحمر في أعقاب القتال الذي سقط فيه أكبر عدد من القتلى منذ بدأت الاضطرابات في يناير كانون الثاني. وأدان الاحمر ما سماه مذبحة صالح الجديدة للمدنيين في تعز.
وتخشى القوى العالمية ان يتحول اليمن الذي يوشك على انهيار اقتصادي ويتخذ فيه تنظيم القاعدة بجزيرة العرب مقرا الى دولة فاشلة تقع على ممر بحري حيوي وتتاخم المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.
واتهم زعماء المعارضة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالسماح بسقوط زنجبار المطلة علي خليج عدن في أيدي تنظيم القاعدة ومتشددين اسلاميين بهدف زيادة الشعور بالخطر في المنطقة الامر الذي قد يترجم في اخر المطاف الى مساندة لصالح.
وقال محللون ان المخاوف تتزايد من أن يستغل تنظيم القاعدة بجزيرة العرب حالة عدم الاستقرار. وتخشى الولايات المتحدة والسعودية اللتان تعرضتا من قبل لهجمات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من اتساع نطاق الاضطرابات بما يشجع الجماعة على تحرك أكثر جرأة.
وقال أيمن محمود ناصر رئيس تحرير صحيفة الطريق المعارضة الرئيسية في عدن في مكالمة هاتفية ان السكان عثروا على سيارة عسكرية ومركبة مدرعة مدمرتين كما عثر على جثث ستة جنود على جانب الطريق.
وسيطر مئات الاسلاميين المتشددين وأعضاء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على زنجبار قبل بضعة أيام وقاتلوا السكان وجنود الحكومة لانتزاع السيطرة على المدينة.
وقال سكان في زنجبار لرويترز ان امدادات المياه والكهرباء انقطعت عن المدينة وان السكان يفرون الى بلدات قريبة.
وقال نشطاء في مدينة عدن الجنوبية الالاف الذين فروا من زنجبار يجري ايواؤهم في مدراس ومساجد ومبان عامة أخرى.
وانهارت فترة هدوء قصيرة يوم الاحد حين أطلقت قوات صالح النار على محتجين في تعز في هجوم قال سكان انه استمر حتى وقت متأخر من الليل.
وقال مصدر طبي في مستشفى ميداني "أغلب المصابين أصيبوا بذخيرة حية لكن البعض دهستهم جرافات."
وألقت قوات الامن القبض على العشرات يوم الاثنين للحيلولة دون تجمع حاشد للمطالبة بانهاء حكم صالح المستمر منذ نحو 33 عاما.
وفي تعز أطلقت الشرطة الذحيرة الحية والغاز المسيل للدموع مساء الاحد لتفريق محتجين تجمعوا أمام مبنى تابع لبلدية المدينة للمطالبة بالافراج عن أحد زملائهم المحتجين كان قد اعتقل يوم السبت.
وذكر موقع اخباري على الانترنت أن شركة سبأفون لاتصالات الهاتف المحمول التي تملك حصة الاغلبية فيها مجموعة الاحمر المرتبطة بالعشيرة التي تقاتل الرئيس قالت في بيان منفصل انها تحمل السلطات المسؤولية عن انقطاع خدمة اتصالاتها الدولية والارضية وخدمات الانترنت.
وأدانت السفارة الامريكية الهجوم في تعز.
وقالت السفارة في بيان "اننا نشيد بالمجتجين الشبان الذين أبدوا عزما وتصميما وتحلوا بضبط النفس وأوضحوا وجهة نظرهم بوسائل غير عنيفة."
وقال مسؤولون فرنسيون يوم الاثنين ان التقارير عن خطف ثلاثة فرنسيين يعملون في مجال الاغاثة اختفوا في اليمن مطلع الاسبوع تبدو قابلة للتصديق لكنهم لم يتلقوا أي اعلان للمسؤولية.
وفي اليمن أبلغ مسؤول أمني رويترز ان مركبة كان يستخدمها عمال الاغاثة الفرنسيين عثر عليها في منطقة نائية خارج بلدة سيون حيث اختفى الثلاثة.
وقتل زهاء 300 شخص خلال الاشهر القليلة الماضية أثناء مظاهرات للمطالبة بانهاء حكم صالح استلهمت انتفاضات "الربيع العربي" التي أطاحت برئيسي تونس ومصر.
ورغم مطالبات القوى العالمية والاقليمية لصالح بالتنحي رفض الرئيس اليمني توقيع اتفاق رعاه مجلس التعاون الخليجي لبدء نقل السلطة بهدف تفادي نشوب حرب أهلية تهز المنطقة.
واليمن هو أفقر بلد في شبه الجزيرة العربية الغنية بالنفط ويعيش نحو 40 في المئة من سكانه البالغ عددهم 23 مليون نسمة على أقل من دولارين في اليوم
المزيد من الموضوعات
القاعدة تقتل 4 جنود يمنيين قرب مدينة زنجبار اليمنية إحتجاجات فى "المغرب" والشرطة تستخدم الهروات فى تفريق المحتجين استقالة الوزير الفرنسي جورج ترون بسبب قضية تحرش جنسي