اشتبكت قوات موالية للرئيس علي عبد الله صالح في اليمن يوم الاثنين مع معارضيه بعد يوم من تراجعه عن توقيع اتفاق لتنحيه عن السلطة تم التوصل اليه بوساطة خليجية.
وتلقي الاشتباكات التي وقعت في صنعاء بمزيد من الشكوك على احتمالات التوصل الى حل سياسي للازمة المستمرة منذ ثلاثة أشهر حيث يطالب متظاهرون يتزعمهم شباب بانهاء حكم صالح المستمر منذ 33 عاما.
وقال شاهد عيان في اشارة الى زعيم قبلي قوي انحاز الى المحتجين "تدور اشتباكات عنيفة وتبادل كثيف لاطلاق النار بين القوات الحكومية وحرس الشيخ (صادق) الاحمر." وورد أن عشرة اشخاص أصيبوا أحدهم صحفي يعمل في وكالة الانباء اليمنية (سبأ).
وجاءت الاشتباكات التي حطمت نوافذ بمكاتب سبأ بعدانهيار اتفاق نقل السلطة الذي كان من المقرر ان يوقعه صالح يوم الاحد وكان سيمنحه حصانة من المحاكمة ويضمن له خروجا كريما.
واتهمت الحكومة رجال الاحمر باطلاق النار على مدرسة ومبنى سبأ. وقال مكتب الاحمر ان القوات الحكومية فتحت النار عندما منعها حراسه من دخول مدرسة قال الاحمر ان الموالين كانوا يقومون بتخزين اسلحة بها.
وفتح مسلحون موالون النار في اب جنوبي العاصمة على مقر حزب الاصلاح الاسلامي وهو أكبر عضو في ائتلاف المعارضة.
وسبق أن تراجع صالح عن اتفاقات تهدف لخروجه من السلطة لكن تغيير موقفه يوم الاحد كان من أشد حالات تبديل مواقفه وضوحا غلى ما يبدو وجاء بعد ان حاصر مسلحون موالون دبلوماسيين غربيين وعرب في سفارة الامارات العربية المتحدة عدة ساعات.
وكان في السفارة الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الذي قاد جهود الوساطة وسفراء الولايات المتحدة وعدة دول اوروبية. ومنع الوسطاء من التوجه الى قصر الرئاسة حيث كان من المقرر توقيع الاتفاق.
وفي وقت لاحق تعين نقلهم بطائرة هليكوبتر. وبعد ذلك سحبت الدول الخليجية مبادرتها مشيرة الى عدم توفر الظروف الملائمة.
واعتذر صالح لدولة الامارات العربية المتحدة يوم الاثنين لكن بعض الحكومات الاجنبية كالت له الانتقاد لرفضه التوقيع.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في وقت متأخر يوم الاحد "الرئيس صالح هو الان الطرف الوحيد الذي يرفض أن يقرن الاقوال بالافعال."
واضافت "نحن نحثه على الوفاء بالتزامه المتكرر بنقل السلطة بشكل سلمي ومنظم وضمان تنفيذ الارادة الشرعية للشعب اليمني. وقت التحرك الان."
واتهمت فرنسا صالح بأنه غير مسؤول لرفضه التوقيع واصفة التراجع بأنه "غير مقبول".
وتحرص الولايات المتحدة والسعودية اللتان كانتا هدفا لهجمات فاشلة سعى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن قاعدة له لتنفيذها على انهاء الازمة في اليمن لمنع تفشي الفوضي التي قد تمنح تنظيم القاعدة العالمي مجالا اوسع للحركة.
واستغلالا لمخاوف الغرب من وقوع فوضى حمل صالح المعارضة المسؤولية عن انهيار الاتفاق وحذر من انه اذا وقع اليمن في حرب اهلية فستكون المعارضة مسؤولة عنها وعن اراقة الدماء.
وقال المحلل الامني تيودور كاراسيك في دبي "صالح ليس جادا بشأن الخروج من السلطة. وهذا جزء من استراتيجيته للبقاء في السلطة" مضيفا أن صالح البالغ من العمر 69 عاما لم يعد ينظر اليه على انه شريك جدير بالثقة.
وتابع كاراسيك "قد يتمكن من التشبث بالسلطة لكن الضغط من الخارج سيكون كثيفا الان الى حد يمكن معه القول ان أيامه باتت معدودة."
ووصف مصدر رئاسي يمني حادث السفارة يوم الاحد بأنه "غير مسؤول وغير مقبول" لكنه قال ان سفير الامارات لم يكن مستهدفا. ولم يشر الى الدبلوماسيين الاخرين الذين كانوا داخل السفارة.
واستقال أحمد صوفان وهو نائب سابق لرئيس الوزراء وشارك في محادثات انتقال السلطة من الحزب الحاكم احتجاجا على الحادث.