[tr][td bgcolor="#f3f3f3" bordercolor="#6A7AA6"]
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل سؤالي هو: أن أطفالي يسألونني سؤالا لا أعرف الإجابة عليه، والسؤال هو: أن ربنا سبحانه وتعالى يعلم كل شيء ويعلم أننا سندخل الجنة أو سندخل النار والعياذ بالله، إذا هل نحن مسيرون أم مخيرون؟ وكيف نحاسب وقد كتب علينا كل شيء مسبقا؟ والله يا شيخنا أكتب السؤال وأنا خائفة من الله من أن يكون مثل هذا السؤال لا يجوز، ولو كان لا يجوز فأرجو من حضرتكم عدم وضعه مع الأسئلة الأخرى في الموقع.
وجزاك الله خير الجزاء يا شيخنا[/td] [/tr][tr][td bgcolor="#6a7aa6" bordercolor="#6A7AA6"]
الفتوىبسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن الإنسان مسير يشعر بالاختيار، وهذا الشعور هو محل المسؤولية، ولذلك فإن على المرء أن يبحث عن الخير قدر جهده، ويؤجر على ذلك، وفي النهاية لن يصل إليه إلا ما قدر له، لحديث عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَة،ٍ فأَخَذَ شَيْئًا فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِ الأَرْضَ، فَقَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنْ النَّارِ وَمَقْعَدُهُ مِنْ الْجَنَّةِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ؟، قَالَ: اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ، أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ، ثُمَّ قَرَأَ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى) (الليل:5-7) رواه البخاري. ولقوله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) (الصافات:96)
وعليه أن يبتعد عما حرم الله تعالى فإنه لن يصله إلا ما قدر الله له وكتب عليه.
وأمور الإنسان جميعها هي مقدرة عليه قبل فعلها، بمعنى أن الله تعالى يعلم أنها ستكون، لكنه حين فعلها لم يشعر بأنه مجبر عليها (العلم منه تعالى لا يعني الإجبار فالعلم لا يؤثر على حرية الإنسان، فعلم المدرس بأن الطالب الفلاني سينجح، والطالب الفلاني لن ينجح، لا يعني إجبار الأول على النجاح، والثاني على الرسوب، إلا أن علم الله تعالى لا يخطئ، وعلم عباده قد يعتريه الخطأ)، فالإنسان مسؤول ومحاسب عن أعماله قال تعالى: (( وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى)) (طـه:7).
والله تعالى أعلم. [/td][/tr]